«داعش» يحوم حول سرت... وقوات السراج تلاحق فلوله في الصحراء

بأكثر من عملية إرهابية برهن تنظيم داعش خلال الأشهر الماضية على تغوله داخل الأراضي الليبية، من شرقها إلى غربها، فرغم إعلان تحرير مدينة سرت بالكامل من براثن التنظيم، نهاية عام 2016، فإن خطر التنظيم الإرهابي لا يزال قائماً مستغلاً حالة الاقتتال في جنوب البلاد.
عزز من هذه البراهين عثور قوة حماية وتأمين سرت وسرية «البنيان المرصوص» على كميات كبيرة من القاذفات والصواريخ، مساء أول من أمس، في أحد أوكار التنظيم جنوب المدينة كان أفراده يحضرون لعمليات إرهابية مرتقبة.
وبعد مرور 8 أشهر من قتال عمليات «البنيان المرصوص» للتنظيم المسلح في سرت، أعلن رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج رسميا، في 17 ديسمبر (كانون الأول) انتهاء العمليات العسكرية وتحرير مدينة المدينة، التي كانت تعد أهم معاقل التنظيم. وقال المركز الإعلامي لعمليات البنيان التابعة للمجلس الرئاسي، في بيان نشر على صفحته عبر «فيسبوك»، إن قوة حماية وتأمين المدينة عثرت على 25 صاروخاً في أحد أوكار «داعش» جنوب المدينة، من النوعية التي تستخدم في تجهيز المتفجرات، مشيراً إلى أنه عثر داخل الوكر أيضاً على 15 قذيفة صاروخية تزن 2250 كيلوغراماً.
وذهب المركز الإعلامي لعملية «البنيان المرصوص» إلى أن خطر التنظيم لا يزال قائماً بعد قرابة عام ونصف على دحره على يد قواتنا، لافتاً إلى أن التنظيم تبنى الأسبوع الماضي، عملية تفجير بوابة أمنية، 90 كيلومتراً (شرق سرت)، وأوقع خسائر بشرية في القوات المرابطة هناك، بالإضافة إلى بعض مدنيين كانوا يمرون بالقرب من المكان.
وأضاف أن قوة الحماية تواصل دورياتها الروتينية في الأودية جنوب سرت، لملاحقة فلول «داعش» في ظل ورود معلومات عن ظهورها بين الحين والآخر، ونوه إلى أن المتحدث باسم قوة الحماية سبق أن حذر من «تنامي خطر عناصر التنظيم في حال عدم دعم القوة لملاحقتهم في الصحراء والأودية، وعدم توحيد الجهود الأمنية لمحاصرتهم، إلا أن القوة ما زالت تواجه قلة الإمكانيات».
وبرر المتحدث باسم قوات عمليات «البنيان المرصوص» العميد محمد الغصري في حديث سابق لـ«الشرق الأوسط» عودة ظهور تنظيم داعش ثانية إلى سرت، وقال: «مجرد جيوب، وبعض ممن فر من معركة سرت»، لكن خبراء ومراكز بحثية تتحدث عن أن التنظيم لا يزال يتربص بليبيا، ويشكل خطراً مرتقباً عليها.
وكان «داعش» أعلن في 22 فبراير (شباط) الماضي مسؤوليته عن الاعتداء الدامي الذي استهدف بوابة «الكنشيلو» في ودان ببلدية الجفرة جنوب وسط البلاد، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من عناصر الجيش الليبي كانوا متمركزين في البوابة.
كما تبنى التنظيم نهاية مارس (آذار) الماضي، التفجير الإرهابي الذي استهدف البوابة الشرقية لمدينة أجدابيا، وخلف 6 قتلى ومثلهم جرحى.
وحذر عميد بلدية سرت مختار المعداني من تدني الأوضاع المعيشية في البلدية، مما قد يفتح الطريق أمام التنظيم الإرهابي.
واشتكى المعداني في مقطع «فيديو» من أن سرت «تعاني صعوبة العيش، وأن بعض مواطنيها باتوا يأكلون من مقالب القمامة»، لاًفتا إلى أن أكثر من 3 آلاف أسرة تعيش في العراء بسبب تضرر منازلهم من الحرب على تنظيم داعش الذي كان يحتل المدينة.
وانتهى المعداني إلى أن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني غائب تماماً عن المدينة، ولا يقدم لمواطنيها أي خدمات.