الأمير تشارلز سيسير مع ماركل بممشى الكنيسة في الزفاف الملكي

من المتوقع احتشاد أكثر من 100 ألف شخص في خارج قلعة ويندسور

الأمير تشارلز وميغان ماركل (أ.ف.ب)
الأمير تشارلز وميغان ماركل (أ.ف.ب)
TT

الأمير تشارلز سيسير مع ماركل بممشى الكنيسة في الزفاف الملكي

الأمير تشارلز وميغان ماركل (أ.ف.ب)
الأمير تشارلز وميغان ماركل (أ.ف.ب)

سيصحب الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا، ميغان ماركل، عبر ممشى الكنيسة في مراسم زواجها من ابنه الأمير هاري غدا (السبت) بعد اضطرار والدها للتغيب بسبب اعتلال صحته.
وقال مكتب هاري في قصر كينسنغتون في بيان: «طلبت ميغان ماركل من صاحب السمو الملكي أمير ويلز، مرافقتها عبر الممشى في كنيسة سانت جورج يوم زفافها».
وأضاف البيان: «يسر الأمير أن يتمكن من الترحيب بانضمام السيدة ماركل للعائلة المالكة بهذه الطريقة».
وانسحب توماس والد ماركل من حضور الزفاف، وتردد أنه خضع لجراحة في القلب هذا الأسبوع، في أحداث درامية عائلية سلطت وسائل الإعلام العالمية الأضواء عليها. وقالت ماركل في بيان أمس (الخميس) إنها حزينة؛ لأن والدها لن يستطيع الحضور.
ومن المقرر أن تحتسي والدتها الشاي مع الملكة إليزابيث، ملكة بريطانيا وجدة الأمير هاري، عشية حفل الزفاف الذي سيتابعه الملايين في أنحاء العالم.
وخارج الجدران الحجرية القديمة لقلعة وندسور، مقر إقامة العائلة المالكة منذ ألف عام تقريبا، اختلطت حشود المهنئين والسياح وفرق التغطية التلفزيونية، تحت أعلام بريطانية وأميركية.
وسيتزوج هاري من الأميركية ماركل، نجمة مسلسل «سوتس» التلفزيوني، في كنيسة سانت جورج التي تعود للقرن الخامس عشر، والواقعة بقلعة وندسور. وتبدأ المراسم غدا السبت في الساعة 11:00 تقريبا بتوقيت غرينتش.
وسيتجول العروسان بعدها في أرجاء وندسور في عربة تجرها الأحصنة.
ومن المقرر أن تلتقي دوريا راجلاند، والدة ماركل الأميركية ذات الأصول الأفريقية، بالملكة إليزابيث (92 عاما)، اليوم (الجمعة)، وذلك بعد أن أثارت مدربة اليوغا إعجاب الأمير تشارلز والد زوج ابنتها المستقبلي، عندما التقاها يوم الأربعاء، حسبما قال مصدر قريب من العائلة المالكة.
إلى ذلك، قال قصر باكنغهام إن الأمير فيليب زوج الملكة إليزابيث والذي خضع لجراحة ناجحة لتغيير مفصل الفخذ الشهر الماضي، سيحضر مراسم زفاف هاري وميغان غدا (السبت).
واعتزل فيليب (96 عاما) العمل العام في أغسطس (آب) الماضي، وقال حينها مازحا إنه لم يعد قادرا على «الوقوف كثيرا».
وتتوقع الشرطة احتشاد أكثر من 100 ألف شخص في الشوارع خارج القلعة، وهي مقر سكن الملكة غرب لندن، وأقدم وأكبر قلعة مأهولة في العالم. وقالت الشرطة إنها ستتخذ إجراءات أمن مشددة لتأمين الحدث.



بعد 3 أشهر ونصف الشهر من المغامرة... كوسوفي يصل مكة المكرمة بدراجته الهوائية

سيكي هوتي مع دراجته التي قطع بها مسافة 6800 كيلومتر من كوسوفو إلى مكة المكرمة (الشرق الأوسط)
سيكي هوتي مع دراجته التي قطع بها مسافة 6800 كيلومتر من كوسوفو إلى مكة المكرمة (الشرق الأوسط)
TT

بعد 3 أشهر ونصف الشهر من المغامرة... كوسوفي يصل مكة المكرمة بدراجته الهوائية

سيكي هوتي مع دراجته التي قطع بها مسافة 6800 كيلومتر من كوسوفو إلى مكة المكرمة (الشرق الأوسط)
سيكي هوتي مع دراجته التي قطع بها مسافة 6800 كيلومتر من كوسوفو إلى مكة المكرمة (الشرق الأوسط)

مدفوعاً برغبة عميقة في تقوية إيمانه وإعادة اكتشاف ذاته قرَّر شاب كوسوفي في العقد الثالث من العمر يدعى سيكي هوتي ترك حياة الراحة والاستقرار خلفه ظهره واستقل دراجته الهوائية لبدء مغامرة استثنائية عابرة للقارات تنطلق من بلدته الصغيرة في جمهورية كوسوفو إلى مكة المكرمة.

وعلى مدار 3 أشهر ونصف الشهر، قطع سيكي أكثر من 6800 كيلومتر، وعبر دولاً عدة، مجابهاً صعوبات لا تُحصى ليصل إلى قلب العالم الإسلامي، «نعيش في عالم مليء بالملذات والماديات، وكثيرون منا ينسون الغاية التي خلقنا من أجلها»، بهذه الكلمات يشرح سيكي لـ«الشرق الأوسط» الدوافع خلف هذه الرحلة التي لم تكن مجرد مغامرة عادية؛ بل هي محاولة جريئة لإعادة الاتصال بروحه والتقرب إلى الله.

إعداد الجسد والعقل

لم يكن الاستعداد لهذه الرحلة سهلاً؛ إذ حرص سيكي على تعلم أساسيات صيانة الدراجات وحمل معه قطع غيار للطوارئ، كما جهز نفسه بمعدات بسيطة للطهي والنوم، بالإضافة إلى ذلك عمل على تقوية عزيمته ليكون مستعداً لما هو قادم، معتمداً بعد الله على قوته البدنية، التي كان يثق بأنها ستعينه على تحمُّل مشاق الطريق، وعن ذلك يقول: «اعتمدت على إيماني العميق وثقتي بأن الله لن يخذلني مهما واجهت من مصاعب. وقطعت على نفسي عهداً بأن أصل إلى وجهتي مهما كانت الظروف».

بعد رحلة دامت 3 أشهر ونصف الشهر وصل هوتي أخيراً إلى مكة المكرمة ليؤدي مناسك العمرة (الشرق الأوسط)

تحديات لا تُنسى

رحلة سيكي هوتي شملت دولاً عدة منها مقدونيا الشمالية، وبلغاريا، وتركيا، وإيران والإمارات العربية المتحدة، حتى وصل إلى المملكة العربية السعودية. وكان لكل محطة تحدياتها الخاصة، ففي تركيا، شكلت التضاريس الجبلية تحدياً له، خصوصاً بعد خروجه من مدينة إسطنبول. فالطرق الوعرة والأمطار الغزيرة جعلت الرحلة مرهقة. لكن وسط هذه الصعوبات، وجد سيكي دفئاً في كرم الناس. حيث استقبله أحد عمال محطة وقود مر عليها، وقدم له مأوى ومشروباً دافئاً. عن تلك التجربة يقول: «في أكثر اللحظات صعوبة، كان لطف الغرباء هو ما يدفعني للاستمرار».

أما إيران، فيتذكر سيكي أنها كانت واحدة من أكثر المحطات إثارة، فحاجز اللغة، واختلاف الثقافة، وصعوبة التعامل مع العملة المحلية، أموراً مزعجة. لكن مع ذلك، قال: «إنه رغم كل الصعوبات، أدركت أن الإنسانية تجمعنا. الابتسامة واللطف كانا كافيين لتجاوز تلك الحواجز».

سيكي هوتي إلى جانب العَلم السعودي بعد وصله مكة المكرمة (الشرق الأوسط)

وفي الصحراء السعودية، وحين كان على مشارف الطائف، استقبلت سيكي أمطار غزيرة، شكّلت له تحدياً، لكن لحسن الحظ وقبل أن تسوء الأوضاع بشكل كبير التقى مواطناً سعودياً يُدعى فيصل بن مناعي السبيعي الذي مدّ له يد العون وقدم له المساعدة التي يحتاج إليها لمواصلة رحلته إلى خير البقاع. عن تلك التجربة يقول سيكي: «لن أنسى فيصل ما حييت. كان وجوده في ذلك الوقت معجزة أنقذت حياتي. وبفضله تمكنت من الوصول إلى مكة المكرمة».

مكة فرحة العمر

وعند دخوله إلى أم القرى بعد أشهر من مواجهة التحديات، يقول سيكي شعرت بسلام داخلي عميق، وأضاف: «كانت لحظة وصولي إلى مكة المكرمة أشبه بتحقيق حلم العمر. شعرت بالطمأنينة والفرح، توجهت إلى الله بالدعاء لكل من ساعدني في رحلتي ولكل إنسان يحتاج إلى الدعاء».

ولا تتوقف رحلة سيكي هوتي عند مكة المكرمة. فهو يخطط لمواصلة رحلته إلي المدينة المنورة وزيارة المسجد النبوي.

الكوسوفي هوتي حقّق حلم عمره بعد وصوله إلى مكة المكرمة (الشرق الأوسط)

إندونيسيا وجهة الحب

يقول سيكي: «زيارة مكة المكرمة والمدينة المنورة حلم كل مسلم، وأنا ممتن لله على هذه الفرصة»، لكنه ينوي بعد مغادرة طيبة الطيبة، البدء في رحلة جديدة إلى إندونيسيا، الهدف منها هذه المرة هو التقدم لخطبة المرأة التي يحبها. مدركاً أن هذه الرحلة ستكون مليئة بالتحديات، خصوصاً أن بعض الدول التي سيعبرها لا تعترف بجنسية كوسوفو. إلا أنه عبَّر عن تفاؤله بالوصول إلى وجهته الجديدة قائلاً: «حين يكون لديك إرادة، ستجد دائماً طريقاً لتحقيق حلمك. أنا مؤمن بأن الله سييسر لي هذه الرحلة كما فعل مع رحلتي إلى مكة المكرمة».

نصيحة للمغامرين

رحلة سيكي هوتي ليست مجرد مغامرة بالدراجة الهوائية، بل هي قصة عن الإيمان، والصبر، والإنسانية، تذكرنا بأن الصعوبات ليست سوى محطات تعزز قوتنا، وأن الغاية الأسمى في الحياة هي السعي لتحقيق الاتصال الروحي والسلام الداخلي هذا الشعور دفع الرحالة الكوسوفي لتوجيه رسالة إلى كل من يحلم بخوض تجربة مماثلة مفادها «لا تنتظر أن تشعر أنك مستعد تماماً؛ لأنك لن تصل إلى هذه اللحظة أبداً. ابدأ الآن، ثق بالله، وكن صبوراً ولطيفاً مع الآخرين. العالم مليء بالخير، وستكتشف ذلك بنفسك»