تركيا: القبض على 9 من عناصر «داعش» بينهم سوريان في أضنة

ضبط إرهابي خطير تخصص في تصنيع رؤوس الصواريخ في سوريا

TT

تركيا: القبض على 9 من عناصر «داعش» بينهم سوريان في أضنة

ألقت قوات مكافحة الإرهاب التركية القبض على 9 من المشتبه في انتمائهم إلى تنظيم داعش الإرهابي عملية أمنية نفذت في ولاية أضنة جنوب البلاد أمس (الخميس). وقالت مصادر أمنية إن فرقا من قوات مكافحة الإرهاب التابعة لمديرية أمن أضنة نفذت مداهمات على عناوين عدة تم تحديدها مسبقا، لأشخاص يشتبه في صلتهم بتنظيم داعش الإرهابي أسفرت عن ضبط 9 من المشتبه بهم بينهم سوريان، تم اقتيادهم إلى مديرية الأمن لاتخاذ الإجراءات اللازم بحقهم.
كما كشفت مصادر أمنية عن توقيف أحد العناصر الخطيرة في تنظيم داعش الإرهابي في مدينة أضنة بجنوب تركيا، أول من أمس، تبين أنه كان مسؤولا عن إنتاج رؤوس صواريخ لصالح التنظيم على مدى عام ونصف العام في مدينة الباب في شمال سوريا.
وقالت المصادر إن وحدة مكافحة الإرهاب في مديرية أمن أضنة حصلت على معلومات تفيد بأن الإرهابي الداعشي عبر الحدود بصورة غير مشروعة وبقي في مدينة أضنة لبعض الوقت.
وأشارت المصادر إلى أن المعلومات قادت إلى أن الإرهابي الموقوف كان يعمل في جمع النفايات الورقية في حي كوجا وزير في منطقة سيهان في أضنة وتم القبض عليه أثناء قيامه بجمع الورق من صناديق القمامة، حيث اقتيد إلى مديرية الأمن لاستجوابه.
وأضافت المصادر أنه ادعى في شهادته أن تنظيم داعش كان يجبر الأشخاص المهرة على العمل من أجله، وأنه اعتاد العمل كمشغل لمخرطة في مدينة الباب، بعد أن هدده التنظيم بقتله وأجبره على تصنيع رؤوس الصواريخ لصالحه وأنه قام بإنتاج 60 رأساً لصواريخ استخدمها «داعش» في سوريا والعراق على مدى عام ونصف العام.
وأشار الإرهابي في أقواله إلى أنه عندما اكتشف أعضاء «داعش» أنه لا يؤدي الصلاة أرادوا قتله، لكنه تمكن من الفرار خلال عملية «درع الفرات» العسكرية التركية التي تسببت في فوضى بين أعضاء «داعش»، على حد قوله.
وأوضح أنه عبر الحدود بصورة غير شرعية ووصل إلى ولاية كيليس جنوب تركيا ومنها انتقل إلى أضنة، وقد قررت محكمة في أضنة حبسه.
وأصبحت أضنة مأوى للعديد من عناصر «داعش» البارزين، ففي 30 مارس (آذار) الماضي ألقت قوات مكافحة الإرهاب التركية القبض على رائد حاج عثمان (56 عاماً)، الملقب بجلاد «داعش» في الرقة، ضمن عملية أمنية ألقي خلالها القبض على 8 عناصر من التنظيم الإرهابي، بينهم امرأة.
وأوقفت السلطات التركية الآلاف من عناصر «داعش» غالبيتهم من الأجانب من خلال عمليات مستمرة في أنحاء البلاد، كما قامت بترحيل نحو 5 آلاف أجنبي من عناصر التنظيم على مدى خمس سنوات، وتحتجز حالياً أكثر من 3 آلاف آخرين في السجون.
وقتل أكثر من 300 شخص في هجمات نفذها التنظيم في تركيا، على مدى السنوات الثلاث الماضية، حيث استهدف التنظيم المدنيين بعمليات انتحارية وتفجيرات، وانخرطت قوات الأمن التركية في حملة أمنية طويلة مستمرة حتى الآن في ضبط خلايا التنظيم ومنع وقوع هجمات إرهابية جديدة.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.