هل يشارك «حزب الله» في الحكومة بأشخاص لم تشملهم العقوبات؟

خبراء قانونيون يرون أن القرارات الأخيرة تصيب القطاع المصرفي

TT

هل يشارك «حزب الله» في الحكومة بأشخاص لم تشملهم العقوبات؟

يستبعد الخبراء في القانون الدولي أن تكون للعقوبات تأثيرات مباشرة على الحكومة اللبنانية، أو تمنع الحزب من أن يكون له ممثلون في الحكومة، بالنظر إلى أن العقوبات تستهدف أشخاصاً محددين، فضلاَ عن أن القرار «يصيب القطاع المصرفي والمالي وليس الحكومي».
ويرى الباحث في القانون الدولي الدكتور شفيق المصري أن التدابير التي اتخذت، والصادرة عن دولة محددة، لا تلزم دولة أخرى، موضحاً أن التدابير الأميركية والخليجية «لا تلزم دولاً أخرى مثل الدول الأوروبية، كون التدابير غير دولية، ولا تلزم كل دول العالم بشكل عام».
وأشار المصري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن التدابير التي اتخذت «تتناول أشخاصا محددين في القيادة السياسية أو العسكرية لـ(حزب الله)، ما يعني أن الأشخاص الآخرين الذين قد يشاركون في الحكومة، وغير مدرجين على قوائم العقوبات، فلا يدخلون في محظور هذه المشاركة»، مضيفاً: «بالتالي يمكن للحزب أن يشارك في الحكومة أو البرلمان من قبل أشخاص غير مشمولين بالتصنيف».
وقال المصري: «كان هناك تمييز في السابق بين الجناحين السياسي والعسكري، لكن الآن، لم يعد هناك أي تمييز، وشمل التصنيف القيادة السياسية»، لافتاً إلى أن القرار الجديد «يميز بين الأشخاص الذين شملهم القرار ممن لم يشملهم».
ويقول رئيس منظمة «جوستيسيا» الحقوقية الدكتور بول مرقص إنه ليست هناك تبعات على الحكومة اللبنانية، إنما المصارف هي عرضة للتبعات القانونية بشكل غير مباشر، مشدداً على أنه «يُطلب من المصارف أن تتشدد أكثر فأكثر بتعاملاتها مع المدرجين على لوائح العقوبات»، رغم أن المصارف في الأساس «ممتثلة للقوانين، ومتعاونة مع القوانين والإجراءات الدولية إلى حد كبير». وشدد مرقص في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على أن منسوب اليقظة «يجب أن يرتفع باستمرار تلافياً لتعريض المصارف نفسها للعقوبات».
وعن التبعات القانونية لتمثيل وزراء عن «حزب الله» في الحكومة، قال مرقص إن إدراج الأسماء على اللوائح «يصيب القطاع المصرفي والمالي وليس الحكومي، ولا تتأثر مباشرة بموجبها مشاركة الحزب في المؤسسات الحكومية والسلطة اللبنانية»، موضحاً: «لا أعتقد أنه ستكون له تبعات على تشكيل الحكومة، باستثناء الأسماء التي فرضت عليها عقوبات فيُستبعد أن تكون أعضاء في الحكومة». ولفت إلى أنه «دائماً ما كانت هناك عقوبات على شخصيات في الحزب، لكنها لم تحل دون مشاركة حزب الله في الحكومة والبرلمان»، لكنه شدد على أن «لهذا الإدراج الأخير رمزيته».



15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.