فنانون مصريون يرفعون شعار «شخصية واحدة لا تكفي»

محمد رمضان وروبي ونيللي كريم وعمرو يوسف الأبرز

محمد رمضان
محمد رمضان
TT

فنانون مصريون يرفعون شعار «شخصية واحدة لا تكفي»

محمد رمضان
محمد رمضان

لفت قيام بعض أبطال الدراما المصرية، بتجسيد شخصيتين خلال عمل واحد الأنظار من جديد، وهي ظاهرة قديمة متجددة، كل عام في الموسم الرمضاني. ورغم نصائح المتابعين والنقاد لأبطال الأعمال بعدم الإقدام على تلك الخطوة، إلا في أضيق الحدود فقط، فإن عدداً من النجوم البارزين، عكسوا الوضع ليظهروا في دورين منفصلين ولكن من خلال مسلسل واحد، من بينهم النجم محمد رمضان، الذي تحظى أعماله الدرامية بنسب مشاهدة عالية، بالإضافة إلى الفنانة نيللي كريم، التي تظهر بشخصيتين أيضاً، في مسلسل «اختفاء». كذلك الفنان عمرو يوسف في مسلسل «طايع».
الفنان الشاب محمد رمضان، يُطل على جمهوره هذا العام عبر مسلسل «نسر الصعيد» بشخصيتين، هما شخصية «صالح القناوي»، وشخصية «زين القناوي»، وتدور الأحداث حول ضابط الشرطة زين (محمد رمضان)، الذي يدخل في مواجهة شرسة مع هتلر (سيد رجب)، وهو رجل أعمال صعيدي يعمل في التجارة غير المشروعة، فيشتد الصراع بين الاثنين، ويحاول كل منهما الإيقاع بغريمه، وعلى صعيد آخر، يجد زين نفسه في صراع بين حب امرأتين، إحداهما ابنة عمه.
العمل من تأليف محمد عبد المعطي، وإخراج ياسر سامي، ويشارك في البطولة الفنانتان التونسيتان، درة، وعائشة بن أحمد، بجانب سيد رجب، ووفاء عامر ومجموعة كبيرة من الوجوه الجديدة.
يُذكَر أن «رمضان» قد ظهر من قبل في الدراما التلفزيونية، بشخصيتين، في رمضان قبل الماضي، من خلال مسلسل «الأسطورة» بشخصيتي رفاعي وناصر الدسوقي.
من جانبها، تخوض الفنانة المصرية نيللي كريم أيضاً تجربة الظهور بشخصيتين في السباق الدرامي الرمضاني، هذا الموسم، من خلال مسلسل «اختفاء». الشخصية الأولى، لأستاذة جامعية، تقوم بتدريس الأدب الروسي، وتقيم في روسيا بهدف البحث عن زوجها المفقود، وهو ما يتشابه مع واقعة حدثت من قبل في نهاية الستينات، وبطلتها أستاذة جامعية أيضاً تُدعى «نسيبة» وتتطابق معها في الشكل، وقد سبق وظهرت نيللي كريم في مسلسل «سرايا عابدين» بشخصيتين، وحققت نجاحاً ملحوظاً في دور التوأم.
إلى ذلك، تنضم إلى هذه المجموعة، الفنانة المصرية روبي، حيث تظهر في مسلسل «أهو دا اللي صار»، بشخصيتين مختلفتين؛ الأولى مغنية استعراضية، متعددة المواهب، تقع في غرام الفنان محمد فراج، وتنقلب حياتها رأساً على عقب، كما يرصد المسلسل مختلف الأحداث السياسية والاجتماعية خلال تلك الفترة، في إطار درامي، أما الشخصية الثانية، فهي صعيدية تدعى «نادرة». والمسلسل من تأليف عبد الرحيم كمال، وإخراج حاتم علي، ويشارك في البطولة سوسن بدر، محمد فراج، أحمد داود، محمود البزاوي وهشام إسماعيل.
بينما يظهر أيضاً الفنان المصري عمرو يوسف، بشخصيتين في مسلسل «طايع» حيث يقدم دور توأم خلال الأحداث، ويتم قتل أحدهما في الحلقة العاشرة من العمل. ويخفي «طايع» على الجميع خبر مقتل شقيقه، ليتقمَّص شخصيته أمام سكان القرية التي يعيش بها، ولكن زوجته تكتشف الأمر. مسلسل «طايع» تأليف محمد دياب، وإخراج عمرو سلامة، ويشارك في بطولته عمرو عبد الجليل، وصبا مبارك، وسيد رجب، وسهير المرشدي.
المؤلف والكاتب بشير الديك قال لـ«الشرق الأوسط»: «لا أؤيد ظهور الفنان بشخصيتين، إلا في حاله وجود ضرورة لحبكة درامية، لكنَّ كثيرين، لجأوا لهذه الفكرة لاستعراض قدراتهم، وأتصور أن الاستعانة بممثل آخر لأداء دور والد البطل أو الجد يضيف إلى العمل ويكون أفضل، ولكن فكرة إصرار النجوم على أداء كل الأدوار ليس جديدة؛ فهي قاعدة قديمة، وأعتبرها صغائر من البعض. والذي يفصل في ذلك هو قوة مخرج العمل».
ويضيف الديك قائلا: «من الممكن الاستعانة بالفنان نفسه، إذا كانت الأحداث (فلاش باك)، ويكون الفَرْق في المرحلة العمرية عشر سنوات على الأكثر». ولفت إلى أنه يوجد نجوم يريدون أن يحتلوا العمل، ويظهروا أطول فترة ممكنة على الشاشة»، موضحاً أن الفنان محمد سعد، فشل في الشخصيات المتعددة التي قَدَّمها في عمل واحد، ورغم ذلك كررها في أعمال أخرى، وهذا مثير للدهشة، وأنا لا أتذكر فناناً أجاد تقديم شخصيتين في عمل واحد».
من جانبها، تقول الناقدة الفنية ماجدة موريس لـ«الشرق الأوسط»: «ظهور الفنان بشخصيتين يجب أن يكون في حالات معينة، مثل تجسيده لشخصية توأم، فلا بد أن يقوم بالشخصيتين بنفسه، كما يمكنه الظهور بدورين كذلك، عند تجسيده شخصية مريض نفسي يعاني من انقسام داخلي في الشخصية».
وتضيف: «قيمة وموهبة الفنانين لا تقاس بعدد مرات ظهورهم في المسلسل، لكن أداءهم وإتقانهم للدور هو الذي يجذب الجمهور»، لافتة إلى أنه «توجد نماذج كثيرة من فنانين ظهروا في مشهد أو مشهدين وتركوا بصمة لدى الجمهور والنقاد».



الشماغ السعودي في ذروة مواسم بيعه

بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)
بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)
TT

الشماغ السعودي في ذروة مواسم بيعه

بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)
بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)

أفصح مختصون في نشاط صناعة واستيراد الشماغ السعودي عن بلوغ هذا الزي التقليدي الرسمي أعلى مواسم البيع السنوية، مسجلاً مبيعات تُقدَّر بنحو 900 مليون ريال سنوياً، كاشفين عن توجهات المستهلكين الذين يبرز غالبيتهم من جيل الشباب، وميلهم إلى التصاميم الحديثة والعالمية، التي بدأت في اختراق هذا اللباس التقليدي، عبر دخول عدد من العلامات التجارية العالمية على خط السباق للاستحواذ على النصيب الأكبر من حصة السوق، وكذلك ما تواجهه السوق من تحديات جيوسياسية ومحلية.
ومعلوم أن الشماغ عبارة عن قطعة قماش مربعة ذات لونين (الأحمر والأبيض)، تُطوى عادة على شكل مثلث، وتُلبس عن طريق وضعها على الرأس، وهي لباس تقليدي للرجال في منطقة الخليج العربي وبعض المناطق العربية في العراق والأردن وسوريا واليمن، حيث يُعد جزءاً من ثقافة اللبس الرجالي، ويلازم ملابسه؛ سواء في العمل أو المناسبات الاجتماعية وغيرها، ويضفي عليه أناقة ويجعله مميزاً عن غيره.
وقال لـ«الشرق الأوسط»، الرئيس التنفيذي لـ«شركة الامتياز المحدودة»، فهد بن عبد العزيز العجلان، إن حجم سوق الأشمغة والغتر بجميع أنواعها، يتراوح ما بين 700 و900 مليون ريال سنوياً، كما تتراوح كمية المبيعات ما بين 9 و11 مليون شماغ وغترة، مضيفاً أن نسبة المبيعات في المواسم والأعياد، خصوصاً موسم عيد الفطر، تمثل ما يقارب 50 في المائة من حجم المبيعات السنوية، وتكون خلالها النسبة العظمى من المبيعات لأصناف الأشمغة المتوسطة والرخيصة.
وأشار العجلان إلى أن الطلب على الملابس الجاهزة بصفة عامة، ومن ضمنها الأشمغة والغتر، قد تأثر بالتطورات العالمية خلال السنوات الماضية، ابتداءً من جائحة «كورونا»، ومروراً بالتوترات العالمية في أوروبا وغيرها، وانتهاء بالتضخم العالمي وزيادة أسعار الفائدة، إلا أنه في منطقة الخليج العربي والمملكة العربية السعودية، فإن العام الحالي (2023) سيكون عام الخروج من عنق الزجاجة، وسيشهد نمواً جيداً مقارنة بالأعوام السابقة لا يقل عن 20 في المائة.
وحول توجهات السوق والمستهلكين، بيَّن العجلان أن غالبية المستهلكين للشماغ والغترة هم من جيل الشباب المولود بين عامي 1997 و2012، ويميلون إلى اختيار التصاميم والموديلات القريبة من أشكال التصاميم العالمية، كما أن لديهم معرفة قوية بأسماء المصممين العالميين والماركات العالمية، لافتاً إلى أن دخول الماركات العالمية، مثل «بييركاردان» و«إس تي ديبون» و«شروني 1881» وغيرها إلى سوق الأشمغة والغتر، ساهم بشكل فعال وواضح في رفع الجودة وضبط المواصفات.
وأضاف العجلان أن سوق الملابس كغيرها من الأسواق الاستهلاكية تواجه نوعين من المشكلات؛ تتمثل في مشكلات جيوسياسية ناتجة عن جائحة «كورونا» والحرب الروسية الأوكرانية، ما تسبب في تأخر شحن البضائع وارتفاع تكاليف الشحن وارتفاع الأسعار بسبب التضخم وارتفاع أسعار الفائدة، بينما تتمثل المشكلات المحلية في انتشار التقليد للعلامات العالمية والإعلانات المضللة أحياناً عبر وسائل الاتصال الاجتماعي.
من جهته، أوضح ناصر الحميد (مدير محل بيع أشمغة في الرياض) أن الطلب يتزايد على الأشمغة في العشر الأخيرة من شهر رمضان من كل عام، ويبدأ الطلب في الارتفاع منذ بداية الشهر، ويبلغ ذروته في آخر ليلتين قبل عيد الفطر، مضيفاً أن الشركات تطرح التصاميم الجديدة في شهر شعبان، وتبدأ في توزيعها على منافذ البيع والمتاجر خلال تلك الفترة.
وأشار الحميد إلى أن سوق الأشمغة شهدت، في السنوات العشر الأخيرة، تنوعاً في التصاميم والموديلات والماركات المعروضة في السوق، وتنافساً كبيراً بين الشركات المنتجة في الجودة والسعر، وفي الحملات التسويقية، وفي إطلاق تصاميم وتطريزات جديدة، من أجل كسب اهتمام المستهلكين وذائقتهم، والاستحواذ على النصيب الأكبر من مبيعات السوق، واستغلال الإقبال الكبير على سوق الأشمغة في فترة العيد. وبين الحميد أن أكثر من نصف مبيعات المتجر من الأشمغة تكون خلال هذه الفترة، مضيفاً أن أسعارها تتراوح ما بين 50 و300 ريال، وتختلف بحسب جودة المنتج، والشركة المصنعة، وتاريخ الموديل، لافتاً إلى أن الشماغ عنصر رئيسي في الأزياء الرجالية الخليجية، ويتراوح متوسط استهلاك الفرد ما بين 3 و5 أشمغة في العام.