نائب تونسي يطالب وزير الداخلية باعتقال سلفه

TT

نائب تونسي يطالب وزير الداخلية باعتقال سلفه

قال ياسين العياري، النائب في البرلمان التونسي، إنه متمسك بضرورة تنفيذ بطاقة الجلب في حق الحبيب عمار المتهم بتعذيب عسكريين عندما كان وزيراً للداخلية في عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي. وأبدى العياري تعجبه من رد لطفي براهم، وزير الداخلية الحالي، الذي أكد في إجابة موجهة إلى البرلمان التونسي، فشل المصالح الأمنية في تحديد مقر سكن عمار للقبض عليه.
وكان العياري قد أرفق مراسلته الموجهة إلى لطفي براهم ببطاقة الجلب الصادرة عن القضاء العسكري في حق وزير الداخلية السابق بتاريخ 20 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 وباستدعاء وجّهه قاضي التحقيق في المحكمة الابتدائية إلى الحبيب عمار يشير إلى كونه لم يتسلمه ولم يوقّع عليه.
وكشف نص الرد الذي أرسله وزير الداخلية الحالي إلى البرلمان عن فشل الوزارة في تحديد عنوان سكن الحبيب عمار. واتضح أن الوحدات الأمنية فتشت عنه في المنزه الأول والمنزه الخامس (وهما حيان سكنيان راقيان في العاصمة التونسية) ولم تعثر عليه. وبيّن براهم أن منطقة الأمن الوطني بأريانة المدينة تولت القيام بالإجراءات وتبين أن المعني انتقل إلى مسكن آخر في المنزه الأول مرجع نظر منطقة الأمن الوطني بالمنزه. وتابع أن منطقة الأمن الوطني في المنزه أفادت بأن العنوان الذي انتقل إليه الحبيب عمار هو ملك لشخص آخر وليس ملك الحبيب عمار وتستغله شركة، وهو ما جعل بطاقة الجلب تبقى دون تنفيذ.
على صعيد متصل، أصدرت الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف العسكرية فجر أول من أمس أحكاماً تراوحت بين السجن لمدة سبع سنوات والسجن مدى الحياة في قضايا «شهداء الثورة التونسية وجرحاها»، وسلطت عقوبة السجن مدى الحياة ضد الرئيس السابق بن علي، فيما قضت بالسجن مدة 10 أعوام في حق علي السرياطي المدير العام السابق للأمن الرئاسي، و8 أعوام بحق رفيق الحاج قاسم وزير الداخلية التونسية السابق، و7 أعوام في حق عادل التويري المدير العام السابق للأمن الوطني. وتعود هذه القضايا في معظمها إلى الفترة الفاصلة بين 17 ديسمبر (كانون الأول) 2010، تاريخ اندلاع الثورة التونسية بمدينة سيدي بوزيد (وسط)، ويوم 14 يناير (كانون الثاني) 2011 تاريخ انتصار الثورة.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.