مصر وإثيوبيا تتعهدان تطوير علاقاتهما على أمل تجاوز خلافات «سد النهضة»

TT

مصر وإثيوبيا تتعهدان تطوير علاقاتهما على أمل تجاوز خلافات «سد النهضة»

استقبل آبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي أمس كلا من سامح شكري وزير الخارجية المصري واللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة المصرية، وذلك على هامش الاجتماع «التساعي» الثاني حول سد «النهضة» المنعقد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا على مستوى وزراء الخارجية والري والمخابرات بكل من مصر والسودان وإثيوبيا.
وقال المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن اللقاء اتسم بالود الشديد والشفافية في الحوار، حيث أكد رئيس الوزراء على التزامه الكامل بتعزيز وتطوير العلاقة مع مصر واستكمال بناء الثقة لما فيه مصلحة الشعبين.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية، أن سامح شكري استهل اللقاء بنقل تحيات وتهنئة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى رئيس الوزراء الإثيوبي بمناسبة توليه مهام منصبه. وأكد أهمية العلاقات بين الجانبين، وتطلع مصر لتطويرها في كافة المجالات باعتبار ذلك خيارا استراتيجيا لمصر، حيث أشار إلى الفرص والإمكانيات الكبيرة المتاحة للتعاون بين الجانبين في مجالات التجارة والاستثمار والتعاون الفني.
كما أكد وزير الخارجية حرص مصر على تفعيل كافة آليات التعاون على المستوى الثلاثي بين مصر والسودان وإثيوبيا، بما يحقق أهداف التنمية في الدول الثلاث، ويسهم في تحقيق تطلعات شعوبها في غدٍ أفضل، فضلا عن تطلع مصر للتنسيق بين الجانبين تجاه القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.
وأشار المتحدث باسم الخارجية إلى أن الوفد المصري جدد خلال اللقاء الدعوة الموجهة من السيد الرئيس إلى رئيس الوزراء الإثيوبي لزيارة مصر، والذي أعرب من جانبه عن تطلعه لإتمامها في أقرب فرصة ممكنة.
وكانت الاجتماع التساعي الثاني بشأن سد النهضة، قد انطلق أمس في فندق إنتركونتيننتال بأديس أبابا، بحضور وزراء الخارجية والري ورؤساء أجهزة المخابرات في كل من إثيوبيا ومصر والسودان.
ويتمحور الخلاف الحالي بين مصر من جهة، وإثيوبيا والسودان من جهة أخرى، حول التقرير الاستهلالي، الذي أعده مكتب استشاري فرنسي، لدراسة مزمع تنفيذها عن طريقه، تحدد الآثار السلبية المحتملة للسد الإثيوبي من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
وفي كلمة الافتتاحية أعرب وزير الخارجية الإثيوبي الدكتور ورقنه غبيهو عن رغبة بلاده للتوصل إلى نتائج ترضي الجميع، معربا على تجاوز التعثر القائم في المسار الفني الثلاثي. وأضاف يأتي هذا الاجتماع استنادا إلى التعليمات التي أعطى القادة الثلاثة ونحن نعمل كجسد واحد.
ومعلوم أن اجتماع اللجنة الوزارية الثلاثية عقدت في أديس أبابا في 5 مايو (أيار) 2018 وخلال الاجتماع تم إجراء مناقشات التباحث مناقشات مكثفة حول القضايا المتعلقة بالدراستين حول السد.
والدراستان هما تقييم الآثار الإيكولوجية والاقتصادية والاجتماعية للسد على دولتي المصب «السودان ومصر»، ودراسة ملء وتشغيل بحيرة السد. ويشارك في بناء السد نحو 9000 إثيوبي و260 مواطنا أجنبيا.
وبمجرد اكتماله يولد السد 6450 ميغاواط من الطاقة الكهرومائية، والذي يجعله أكبر سد مولد للطاقة المائية في أفريقيا.
وعلى مدار الأيام الماضية، سادت أجواء من التوتر واتهامات متبادلة حول أسباب عدم التوافق. وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري، الأسبوع الماضي: «لم يتم تجاوز التعثر الذي دام لأكثر من سنة، نظرا لاستمرار إثيوبيا والسودان في التحفظ على التقرير المبدئي للشركة المستقلة الدولية، حتى يتم إطلاق عملها لتنفيذ العقد المبرم لوضع الدراسات التي تشير إلى الآثار المترتبة على بناء سد النهضة».
وتخشى القاهرة من احتمال أن يؤثر السد سلبا على تدفق حصتها السنوية من نهر النيل، والتي تقدر بـ55.5 مليار متر مكعب سنويا. بينما تقول إثيوبيا إن السد سيحقق لها فوائد كثيرة، لا سيما في إنتاج الطاقة الكهربائية، ولن يُضر بدولتي المصب، السودان ومصر.



انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
TT

انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)

أرغم الحوثيون جميع الموظفين في مناطق سيطرتهم، بمن فيهم كبار السن، على الالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن ما يقولون إنها استعدادات لمواجهة هجوم إسرائيلي محتمل.

جاء ذلك في وقت انضم فيه موظفون بمدينة تعز (جنوب غرب) الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى إضراب المعلمين، مطالبين بزيادة في الرواتب.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين، وعلى الرغم من أنهم لا يصرفون الرواتب لمعظم الموظفين، فإنهم وجّهوا بإلزامهم، حتى من بلغوا سن الإحالة إلى التقاعد، بالالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن الإجراءات التي تتخذها الجماعة لمواجهة ما تقول إنه هجوم إسرائيلي متوقع، يرافقه اجتياح القوات الحكومية لمناطق سيطرتهم.

وبيّنت المصادر أن هناك آلاف الموظفين الذين لم يُحالوا إلى التقاعد بسبب التوجيهات التي أصدرها الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي بوقف الإحالة إلى التقاعد، إلى حين معالجة قضايا المبعدين الجنوبيين من أعمالهم في عهد سلفه علي عبد الله صالح، وأن هؤلاء تلقوا إشعارات من المصالح التي يعملون بها للالتحاق بدورات التدريب على استخدام الأسلحة التي شملت جميع العاملين الذكور، بوصف ذلك شرطاً لبقائهم في الوظائف، وبحجة الاستعداد لمواجهة إسرائيل.

تجنيد كبار السن

ويقول الكاتب أحمد النبهاني، وهو عضو في قيادة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، إنه طلب شخصياً إعادة النظر في قرار تدريب الموظفين على السلاح، لأنه وحيد أسرته، بالإضافة إلى أنه كبير في العمر؛ إذ يصل عمره إلى 67 عاماً، واسمه في قوائم المرشحين للإحالة إلى التقاعد، بعد أن خدم البلاد في سلك التربية والتعليم واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم لما يقارب الأربعين عاماً.

ومع تأكيده وجود الكثير من الموظفين من كبار السن، وبعضهم مصابون بالأمراض، قال إنه من غير المقبول وغير الإنساني أن يتم استدعاء مثل هؤلاء للتدريب على حمل السلاح، لما لذلك من مخاطر، أبرزها وأهمها إعطاء ذريعة «للعدو» لاستهداف مؤسسات الدولة المدنية بحجة أنها تؤدي وظيفة عسكرية.

حتى كبار السن والمتقاعدون استدعتهم الجماعة الحوثية لحمل السلاح بحجة مواجهة إسرائيل (إ.ب.أ)

القيادي في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ذكر أنه لا يستبعد أن يكون وراء هذا القرار «أطراف تحمل نيات سيئة» تجاه المؤسسات المدنية، داعياً إلى إعادة النظر بسرعة وعلى نحو عاجل.

وقال النبهاني، في سياق انتقاده لسلطات الحوثيين: «إن كل دول العالم تعتمد على جيوشها في مهمة الدفاع عنها، ويمكنها أن تفتح باب التطوع لمن أراد؛ بحيث يصبح المتطوعون جزءاً من القوات المسلحة، لكن الربط بين الوظيفة المدنية والوظيفة العسكرية يُعطي الذريعة لاستهداف العاملين في المؤسسات المدنية».

توسع الإضراب

وفي سياق منفصل، انضم موظفون في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى الإضراب الذي ينفّذه المعلمون منذ أسبوع؛ للمطالبة بزيادة الرواتب مع تراجع سعر العملة المحلية أمام الدولار وارتفاع أسعار السلع.

ووفقاً لما قالته مصادر في أوساط المحتجين لـ«الشرق الأوسط»، فقد التقى محافظ تعز، نبيل شمسان، مع ممثلين عنهم، واعداً بترتيب لقاء مع رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك؛ لطرح القضايا الحقوقية المتعلقة بالمستحقات المتأخرة وهيكلة الأجور والمرتبات وتنفيذ استراتيجية الأجور، لكن ممثلي المعلمين تمسكوا بالاستمرار في الإضراب الشامل حتى تنفيذ المطالب كافّة.

المعلمون في تعز يقودون إضراب الموظفين لتحسين الأجور (إعلام محلي)

وشهدت المدينة (تعز) مسيرة احتجاجية جديدة نظّمها المعلمون، وشارك فيها موظفون من مختلف المؤسسات، رفعوا خلالها اللافتات المطالبة بزيادة المرتبات وصرف جميع الحقوق والامتيازات التي صُرفت لنظرائهم في محافظات أخرى.

وتعهّد المحتجون باستمرار التصعيد حتى الاستجابة لمطالبهم كافّة، وأهمها إعادة النظر في هيكل الأجور والرواتب، وصرف المستحقات المتأخرة للمعلمين من علاوات وتسويات وبدلات ورواتب وغلاء معيشة يكفل حياة كريمة للمعلمين.