الغرفة العربية ـ البريطانية تعزز التعاون الاستراتيجي بين الرياض ولندن

توقعات ببلوغ حجم التجارة والاستثمار 65 مليار جنيه إسترليني

TT

الغرفة العربية ـ البريطانية تعزز التعاون الاستراتيجي بين الرياض ولندن

كشفت الغرفة التجارة العربية البريطانية، عن خطتها لتعزيز التعاون الاستراتيجي المشترك بين الرياض ولندن، مؤكدة أنها تبذل كل الجهد لتذليل العقبات وتسهيلها لضمان تبادل تجاري ناجح بين البلدين، متوقعة أن يبلغ حجم التجارة والاستثمار بين الرياض ولندن 65 مليار جنيه إسترليني (ما يعادل 86 مليار دولار) مبينة أن تحقيق رؤية المملكة 2030 يعتبر من صميم مهام وأعمال الغرفة.
وقالت الدكتورة أفنان الشعيبي الأمين العام والرئيس التنفيذي لغرفة التجارة العربية البريطانية في اتصال لـ«الشرق الأوسط» من لندن: «من المتوقع أن يصل حجم التبادل التجاري والاستثمار بين السعودية وبريطانيا إلى 65 مليار جنيه إسترليني».
وأضافت أن الجانب البريطاني أبدى اهتمامه بالدخول في شراكات استراتيجية مع السعودية بشكل خاص منذ إعلان رؤية 2030، مشيرة إلى أن للغرفة دورا فعالا في جذب الاستثمارات الأجنبية، البريطانية تحديداً، للدول العربية، منوهة أن الرياض تعتبر الشريك الاقتصادي الأول لبريطانيا في الشرق الأوسط.
وعن حجم التجارة والاستثمارات بين بريطانيا وبين البلاد العربية، قالت الشعيبي: «تشير الأرقام في مكتب وزارة التجارة البريطانية إلى أن حجم الواردات من الدول العربية إلى بريطانيا يقدر بأكثر من 13 مليار جنيه إسترليني (يعادل 17.5 مليار دولار)».
وقالت: «تقدر حجم صادرات بريطانيا إلى الدول العربية بقرابة 21 مليار جنيه إسترليني. وحجم التبادل التجاري والاستثمار بين بريطانيا ودول مجلس التعاون الخليجي وصل بناءً على أرقام مكتب الإحصاءات العامة البريطاني في العام 2016 إلى 33 مليار جنيه إسترليني (يعادل 44 مليار دولار)».
ولفتت إلى الكثير من الاتفاقيات التي توقعها الغرفة التجارة العربية البريطانية، لتعزيز التعاون بين لندن والرياض، مشيرة إلى توقيع مذكرة التعاون بين الغرفة والمركز السعودي للتحكيم التجاري، وخلق نماذج بدائل تسوية للمنازعات في بيئة الاستثمار بين السعوديين والبريطانيين.
وقالت الشعيبي: «يمثل توقيع هذه الاتفاقية قيمة مضافة للمركز بحيث تكون غرفة التجارة العربية البريطانية برصيد علاقاتها العريق والكبير من الشركات البريطانية وقطاع الأعمال فيها جسرا لتيسير تواصل المركز معهم، وتقديم ورش عمل ولقاءات معها للتعريف به».
وأكدت أن الغرفة ستمكّن المركز السعودي للتحكيم التجاري من خلال هذه المذكرة، من تقديم خدمات فاعلة وكفؤة في تسوية المنازعات كالتحكيم والوساطة، مع مرونة كبيرة في اختيار مكان سماع القضايا سواء أكان داخل المملكة أم خارجها كبريطانيا.
ونوهت أن المركز استقبل قضايا أطرافها من السعودية وأطراف أجنبية من بريطانيا وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية، مشيرة إلى أن معدل مدة إنجاز القضايا عمر القضية في المركز خلال الفترة الماضية، كان أقل من ستة أشهر.
وأضافت الشعيبي «هذا يعد معدلاً ينافس أبرز وأعرق مراكز التحكيم في العالم، وهو ما يجعل المركز محل ثقة المستثمر المحلي والأجنبي، كما تنوعت هذه القضايا التي تسلمها المركز منذ افتتاحه قبل عام ونصف كان منها قضايا مصرفية وقضايا تتعلق بأسواق المال وقضايا إنشائية».



قطاعا البنوك والطاقة يعززان السوق السعودية... ومؤشرها إلى مزيد من الارتفاع

مستثمر يقف أمام شاشة تعرض معلومات سوق الأسهم السعودية «تداول» في الرياض (رويترز)
مستثمر يقف أمام شاشة تعرض معلومات سوق الأسهم السعودية «تداول» في الرياض (رويترز)
TT

قطاعا البنوك والطاقة يعززان السوق السعودية... ومؤشرها إلى مزيد من الارتفاع

مستثمر يقف أمام شاشة تعرض معلومات سوق الأسهم السعودية «تداول» في الرياض (رويترز)
مستثمر يقف أمام شاشة تعرض معلومات سوق الأسهم السعودية «تداول» في الرياض (رويترز)

أسهمت النتائج المالية الإيجابية والأرباح التي حققها قطاع البنوك وشركات عاملة بقطاع الطاقة في صعود مؤشر الأسهم السعودية وتحقيقه مكاسب مجزية خلال جلسات تداول الأسابيع الأخيرة.

وأغلق مؤشر السوق يوم الأربعاء عند مستوى 12149.19 نقطة، بانخفاض 0.36 في المائة وتداولات بلغت قيمتها 6 مليارات ريال. وكان أغلق يوم الثلاثاء على ارتفاع ملحوظ ليصل إلى 12193.64 في أعلى إغلاق منذ أكثر من شهرين.

وخلال يوم الأربعاء، بلغ حجم الأسهم المتداولة 620 مليون سهم، موزعة على أكثر من 480 ألف صفقة، سجلت فيها أسهم 90 شركة ارتفاعاً في قيمتها، فيما أغلقت أسهم 138 شركة على تراجع.

وكانت أسهم شركات: «GO» للاتصالات، و«سمو»، و«دله الصحية»، و«العقارية»، و«سيرا» الأكبر ارتفاعاً. أما أسهم شركات: «جاهز»، و«أنعام القابضة»، و«بنان»، و«الزامل للصناعة»، و«أكوا باور» فكانت الأكبر انخفاضاً في التعاملات؛ إذ تراوحت نسب الارتفاع والانخفاض بين 3.36 في المائة و7.16 في المائة.

وكانت أسهم شركات «أنعام القابضة»، و«الباحة»، و«شمس»، و«جاهز»، و«أمريكانا» الأعلى نشاطاً من حيث الكمية، في حين كانت أسهم شركات «جاهز»، و«أرامكو السعودية»، و«الراجحي»، و«أنعام القابضة»، و«سابك» الأكبر نشاطاً من حيث القيمة.

وقال محلل الأسواق المالية عضو «جمعية الاقتصاد» السعودية، الدكتور سليمان آل حميد الخالدي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «قطاعَي البنوك والطاقة كانا من العوامل الرئيسية التي ساهمت في استقرار مؤشر السوق السعودية، وبقائها في منطقة الـ12 ألف نقطة». وأضاف أن «القطاع البنكي في سوق الأسهم السعودية يعدّ من أكبر القطاعات البنكية أرباحاً على مستوى العالم، وهو أحد أبرز الداعمين لمؤشر السوق السعودية». كما أشار إلى أهمية قطاع الطاقة، خصوصاً شركة «أرامكو السعودية»، مع توقعات بزيادة التوزيعات النقدية لتتجاوز 1.96 ريال في العام.

وتوقع الخالدي أن «يستمر مؤشر السوق في الارتفاع خلال الجلسات الـ14 المتبقية حتى نهاية العام الحالي، وأن يصل إلى 12800 نقطة، ومواصلة رحلة النمو والارتفاع وتجاوز 13500 نقطة مع بداية العام المقبل 2025»، مضيفاً أن مؤشر السوق متوجه نحو تسجيل ارتفاعات جديدة مع الأخبار الاقتصادية الإيجابية المستمرة حول الاقتصاد السعودي.

وأشار إلى أن السوق المالية السعودية قد «تشبّعت بشكل كامل من الانخفاض خلال الفترة الماضية، حيث هبط المؤشر من 14 ألف نقطة ليصل إلى نحو 10.1 ألف نقطة، ليشكل بذلك قاعدة في النطاق بين 10 آلاف و12 ألف نقطة. كما وصل معظم أسعار أسهم بعض الشركات الكبيرة إلى قيعان جديدة لم تشهدها منذ 14 عاماً، وهو ما لا يتماشى مع مؤشرات الاقتصاد السعودي خلال الفترة الماضية».

وأضاف أن «الاقتصاد السعودي يتمتع بمكانة قوية وكبيرة، ومن أبرز مؤشراتها ارتفاع الناتج المحلي إلى 2.8 في المائة خلال الربع الثالث من العام الحالي 2024، بالإضافة إلى توقع نمو الاقتصاد السعودي بنسبة 4.8 في المائة عام 2025». كما أشار إلى إعلان «موازنة السعودية بأكثر من 1100 مليار ريال، ونفقات تجاوزت 1200 مليار ريال»، لافتاً إلى أن «سياسة الإنفاق والتدفقات النقدية التي أقرتها الحكومة أصبحت بيئة مشجعة لاستمرار نمو الاقتصاد السعودي، وللمستثمرين المحليين والأجانب. كما أن السعودية أصبحت واجهة لجميع المؤتمرات واللقاءات العالمية الاقتصادية والسياحية والاستثمارية والسياسية. كذلك بلغ حجم الاستثمار في السوق السعودية نحو 400 مليار دولار، والهدف المقبل هو 3 تريليونات دولار».

من جهته، أكد خبير ومحلل أسواق المال، عبيد المقاطي، في حديث مع «الشرق الأوسط»، أن سوق الأسهم السعودية «أصبحت محط اهتمام للمستثمرين المحليين والعالميين، بفضل قوة ومتانة الاقتصاد السعودي، بالإضافة إلى تسجيل الشركات أرباحاً كبيرة، مما انعكس إيجاباً على التوزيعات الفصلية للشركات». وأضاف أن «القيمة السوقية التجميعية في القيعان السعرية تساهم في تحفيز مؤشر (تاسي) وشركاته، مما يعزز المضاربات اليومية واللحظية ويحقق مكاسب مضاربية يومية للمتداولين». كما لفت إلى أن «هذه المكاسب تسهم في تحقيق عوائد فصلية، مما ينتج عنه قمم وقيعان سعرية لأسهم تلك الشركات».

وأضاف أن «السوق تسير في موجات تذبذبية حتى تتمكن من تحقيق أهدافها، سواء على صعيد الهبوط والصعود». وأشار إلى أنه «في الشهرين الماضيين، حين وصل المؤشر العام إلى قمته عند مستويات 12390 نقطة، شهدت السوق تصحيحاً في مسارها لتصل إلى الدعم عند 11590 نقطة، مما أدى إلى فقدان ألف نقطة. لكن السوق استعادت هذه النقاط مجدداً في جلسات التداول العشر الأخيرة». وأكد أن «العامل الرئيسي في هذه الموجة الصاعدة كان القطاع البنكي وقطاع الطاقة».