مصر: حكم يُمهد لإعدام 13 متهماً بالفرار من سجن

TT

مصر: حكم يُمهد لإعدام 13 متهماً بالفرار من سجن

أصدرت محكمة مصرية، أمس، حكماً يمهد بإعدام 13 متهماً بالهروب من أحد السجون بمحافظة الإسماعيلية (شرق القاهرة)، قبل عامين، و«القتل العمد لضابط شرطة ومواطن لتنفيذ عملية الفرار من الحبس».
وأمرت محكمة جنايات الإسماعيلية، برئاسة المستشار هاني غبريال، أمس، بإحالة أوراق 13 متهما في قضية الهروب من «سجن المستقبل» إلى المفتي الشرعي للبلاد (رأيه استشاري غير ملزم وغالباً ما يؤيد الأحكام)، وتحديد جلسة يوم 12 يوليو (تموز) المقبل للنطق بالحكم في القضية.
ويحاكم في القضية 5 متهمين حضوريا، و8 غيابيا من بينهم 4 متهمين بالانتماء لتنظيم «أنصار بيت المقدس» الذي عدّل اسمه فيما بعد، وأصبح «داعش سيناء».
ونسبت النيابة للمتهمين أنهم قاموا بـ«القتل عمدا مع سبق الإصرار لضابط ومواطن، والشروع في قتل 3 من رجال الشرطة واستعراض القوة والعنف بقصد الترويع واستعمال القوة مع موظفين عموميين هم ضباط وأفراد سجن المستقبل خلال محاولة الهروب التي تمت خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) عام 2016. وأدت إلى مصرع ضابط شرطة ومواطن وإصابة أمين شرطة بإصابات خطيرة نتيجة استخدامهم السلاح الناري».
وأثارت قضية هروب المتهمين من «سجن المستقبل» لغطاً واسعاً بين المصريين قبل عامين، إذ أظهرت التحقيقات أن ضباط شرطة من قوة تأمين السجن شاركوا بالإهمال في عملهم في تهريب المتهمين، وقضت محكمة جنح الإسماعيلية في ديسمبر (كانون الأول) عام 2016 بمعاقبة 19 ضابطا وشرطيا من قوة تأمين السجن المستقبل بالحبس لمدد تراوحت ما بين عام وحتى عامين لاتهامهم بالإهمال في وظائفهم مما تسبب في واقعة هروب 8 من العناصر الإجرامية شديدة الخطورة من داخل سجن المستقبل وبرأت المحكمة ثلاثة آخرين من قوة تأمين السجن.
وووجهت النيابة للضباط تهم «الإهمال في أداء عملهم؛ مما تسبب في هروب السجناء، ووفاة رئيس مباحث السجن نتيجة تلقيه طلقة مباشرة بالرأس ووفاة مواطن وجد في محيط منطقة السجن بطريق الإسماعيلية القاهرة الصحراوي وإصابة أمين شرطة إصابات خطرة خلال عملية الهروب».
ولم تتوقف محاولات أجهزة الأمن المصرية في البحث عن الهاربين من السجن ممن تصنفهم بـ«شديدي الخطورة»، وتمكنت في يناير (كانون الثاني) الماضي، من ضبط أحد المتهمين الهاربين.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».