28 شخصا ضحايا تفجير مشفى إدلب

28 شخصا ضحايا تفجير مشفى إدلب
TT

28 شخصا ضحايا تفجير مشفى إدلب

28 شخصا ضحايا تفجير مشفى إدلب

تواصل أعداد الخسائر البشرية ارتفاعها جراء التفجير العنيف الذي ضرب مدينة إدلب، ليل السبت، ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، ارتفاع عدد الضحايا إلى 28 على الأقل ممن قضوا واستشهدوا جراء هذا التفجير، وهم 5 مدنيين على الأقل و10 من عناصر هيئة تحرير الشام وحراس السجن، و8 من السجناء ومعظمهم من خلايا تابعة لتنظيم داعش، في حين لم تعلم إلى الآن هوية الجثامين الخمسة المتبقية.
ولا تزال أعداد من قضوا قابلة للازدياد لوجود جرحى بحالات خطرة ووجود معلومات عن مفقودين تحت أنقاض الدمار الذي خلفه التفجير، الذي أكدت مصادر موثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أنه جرى بسيارة مفخخة يرجح أنها سيارة إسعاف، جرى تفجيرها في المبنى بعد هجوم تمكن فيه المفجرون من قتل حرس السجن.
وقتل تسعة أشخاص بينهم مدنيون في تفجير مساء السبت، استهدف القصر العدلي التابع لهيئة تحرير الشام في مدينة إدلب في شمال غربي سوريا. ووقع التفجير في منطقة تضم إلى جانب القصر العدلي مشفى المحافظة ومبنى حكومة الإنقاذ الوطني، التي تعد بمثابة الذراع المدنية لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) المسيطرة على مدينة إدلب.
وأوضح المرصد أنه «لم يعرف بعد ما إذا كان التفجير ناجما عن آلية مفخخة أو انتحاري أو أسباب أخرى».
وتشهد محافظة إدلب، التي تسيطر هيئة تحرير الشام على الجزء الأكبر منها، تفجيرات واغتيالات بين الحين والآخر لا تتبناها في معظم الأحيان جهة معينة، وتكون ناتجة غالباً عن نزاع داخلي بين الفصائل المتواجدة في محافظة إدلب.
المصادر الموثوقة أكدت كذلك أن الانفجار كان شديداً وتسبب بأضرار مادية جسيمة في المباني وممتلكات المواطنين حتى على بعد مئات الأمتار من مكان التفجير.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.