صلاح يؤمّن مكاناً لليفربول في دوري الأبطال ويحتكر جميع الألقاب الفردية

نجح المصري محمد صلاح في قيادة فريقه ليفربول إلى المركز الرابع المؤهل لدوري الأبطال الموسم المقبل وفرض نفسه النجم الأبرز للدوري الإنجليزي الممتاز بتتويجه بالحذاء الذهبي لأفضل هداف وكأس أفضل ومحتكرا كل الألقاب الفردية هذا الموسم.
واختتم صلاح موسمه المذهل برقم قياسي جديد عندما سجل الهدف الأول لليفربول في الفوز الكبير 4 - صفر على ضيفه برايتون آند هوف ألبيون في الجولة الأخيرة للدوري الإنجليزي الممتاز التي شهدت تحقيق مانشستر سيتي البطل رقما قياسيا جديدا بوصوله إلى النقطة 100 بفوزه على ضيفه ساوثهامبتون بهدف مثير أحرزه الدولي البرازيلي غابريال خيسوس في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع.
وكانت مباراة ليفربول وبرايتون هي الأهم حيث كان الأول يحتاج فيها للخروج بنتيجة إيجابية ليحرم تشيلسي الذي يطارده على المركز الرابع من البطاقة الأخيرة المؤهلة لدوري الأبطال، وقد نجح في مسعاه وفاز بأربعة أهداف نظيفة فيما سقط تشيلسي أمام نيوكاسل بثلاثية نظيفة.
وشهدت الجولة هبوط فريق سوانزي إلى دوري الدرجة الأولى بخسارته أمام ستوك سيتي 1 - 2. بينما انتصر مانشستر يونايتد على واتفورد
1 - صفر وتوتنهام على ليستر سيتي 5 - 4. ووستهام على إيفرتون 3 - 1 كريستال بالاس على وست بروميتش 2 - صفر، وآرسنال على هيدرسفيلد تاون 1 - صفر وبيرنلي على بورنموث 2 - 1.
وعلى ملعب أنفيلد، كان محمد صلاح هو الفائز الأكبر حيث توج موسمه هدافا للبطولة برصيد 32 هدفا، بعدما قاد فريقه للفوز على ضيفه برايتون 4 - صفر.
وافتتح صلاح الذي بات أول لاعب عربي ينال لقب الهداف في البريميرليغ، التسجيل في الدقيقة 26 ليتقدم بفارق هدفين عن مطارده المباشر مهاجم توتنهام الدولي هاري كين الذي سجل ثنائية في مرمى ليستر سيتي (5 - 4).
وفضلا عن فكه لصيامه عن التهديف في المباريات الثلاث الأخيرة في مختلف المسابقات، صنع صلاح الهدف الثالث لدومينيك سولانكي في الدقيقة 53 ليقود ليفربول إلى حسم المركز الرابع الأخير المؤهل لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، علما بأنه سيخوض نهائي هذا الموسم أمام ريال مدريد الإسباني حامل اللقب في العامين الأخيرين في 26 مايو (أيار) في كييف. وسجل الكرواتي ديان لوفرين في الدقيقة 40 والاسكوتلندي أندرو روبرتسون (85) الهدفين الآخرين.
وبات صلاح، 25 عاما، أفضل هداف في تاريخ المسابقة من 38 مرحلة وذلك في موسمه الأول مع ليفربول، وبات مع كين أول ثنائي يسجل 30 هدفا على الأقل في موسم واحد منذ 1993 - 1994 (آندي كول 34 وألن شيرر 31).
ودخل صلاح المباراة برصيد 31 هدفا متساويا مع شيرر (بلاكبيرن روفرز موسم 1995 - 1996)، والبرتغالي كريستيانو رونالدو (مانشستر يونايتد 2007 - 2008)، والأوروغوياني لويس سواريز (ليفربول 2013 - 2014).
أما الرقم القياسي المطلق فهو 34 هدفا، ويتشاركه شيرر (نيوكاسل 1993 - 1994) وآندي كول (مانشستر يونايتد 1993 - 1994)، إلا أن الموسم كان يتألف في حينه من 42 مباراة بدلا من 38 حاليا. كما بات صلاح أول لاعب يهز شباك 17 فريقا مختلفا في موسم واحد في الدوري الإنجليزي الممتاز. ورفع صلاح غلته من الأهداف إلى 44 هدفا في 51 مباراة في مختلف المسابقات.
وجاء تتويج صلاح بالحذاء الذهبي بعد ساعات قليلة من حصده جائزة لاعب العام من قبل رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز، وهي رابع جائزة أفضل لاعب ينالها خلال أسابيع. وسبق لصلاح أن اختير أفضل لاعب هذا الموسم من قبل رابطة اللاعبين المحترفين، ومن قبل جمعية صحافيي كرة القدم الإنجليز، إضافة إلى اختياره كأفضل لاعب من قبل ناديه ليفربول الذي تعاقد معه صيف العام الماضي قادما من روما الإيطالي.
وقال صلاح تعليقا على التتويج الجديد: «يقولون إنني لم أحظ بالنجاح هنا في المرة الأولى»، في إشارة إلى تجربته السابقة مع تشيلسي التي بدأت مطلع العام 2014 من دون أن يحجز مكانه في صفوف الفريق، فأعير بداية إلى فيورنتينا ثم إلى جاره روما قبل أن يتعاقد مع الأخير بشكل نهائي.
وأضاف الدولي المصري: «كان في ذهني دائما أن أحقق النجاح هنا في الدوري الإنجليزي الممتاز. أنا سعيد جدا. أنا فخور جدا بذلك».
وحصل صلاح على 34 جائزة حتى الآن خلال مسيرته الاستثنائية مع ليفربول، كمال نال جائزتي أفضل لاعب أفريقي لعام 2017 من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) وهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
كما حصل صلاح على جائزة لاعب الشهر في ليفربول سبع مرات، وجائزة لاعب الشهر من رابطة اللاعبين المحترفين أربع مرات، ومن الدوري الإنجليزي الممتاز ثلاث مرات.
وتوج صلاح أيضا بجائزة هدف الشهر في نادي ليفربول ست مرات، وجائزة «هدف الجولة» في دوري أبطال أوروبا «مرتين»، وجائزة «لاعب الجولة» بنفس المسابقة القارية أربع مرات.
وإذا كان صلاح وليفربول أكثر الفائزين فإن تشيلسي بطل الموسم الماضي كان الخاسر الأكبر بهزيمته المذلة أمام مضيفه نيوكاسل بثلاثية نظيفة تناوب على تسجيلها دوايت غايل في الدقيقة (23) والإسباني إيوزي بيريز في الدقيقتين (59 و63).
وسيخوض تشيلسي مسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» الموسم المقبل. وأمن توتنهام المركز الثالث بفوز مثير على ليستر سيتي بطل الموسم قبل الماضي 5 - 4.
وهي المرة الأولى التي ينهي فيها توتنهام الموسم متقدما على جميع جيرانه في العاصمة لندن منذ موسم 1994 - 1995 عندما حل سابعا أمام 6 فرق لندنية (كوينز بارك رينجرز وويمبلدون وتشيلسي وآرسنال ووستهام وكريستال بالاس).
وتقدم ليستر سيتي مرتين ورد توتنهام مرتين أيضا قبل أن يقلب الطاولة على ضيوفه ويكسب النقاط الثلاث في مباراته الأخيرة على ملعب ويمبلي قبل العودة إلى ملعبه وايت هارت لين. وتقدم ليستر عبر جايمي فاردي في الدقيقة الرابعة، وأدرك كين التعادل بعد 3 دقائق، ومنح الجزائري رياض محرز التقدم مجددا للضيوف في الدقيقة (16) وعزز النيجيري كليتشي إهياناتشو بالثالث (47)، ورد أصحاب الأرض بثلاثية عبر الأرجنتيني إريك لاميلا في الدقيقتين 49 و60، والنمساوي كريستيان فوكس في الدقيقة 53 خطأ في مرمى فريقه.
وأدرك فاردي التعادل في الدقيقة (73)، رافعا رصيده إلى 19 هدفا في المركز الرابع على لائحة الهدافين، قبل أن يمنح كين الفوز لتوتنهام بتسجيله الهدف الخامس، رافعا رصيده إلى 30 هدفا في الدوري و41 في مختلف المسابقات، وبات أول لاعب في صفوف سبيرز يسجل 40 هدفا أو أكثر منذ كلايف ألن موسم 1986 - 1987 عندما سجل 49 هدفا في مختلف المسابقات.
وواصل مانشستر سيتي البطل تحطيم الأرقام القياسية بفوزه على ضيفه ساوثمبتون بهدف وحيد متأخر للدولي البرازيلي خيسوس في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع. ورفع مانشستر سيتي رصيده إلى 100 نقطة، وبات أول فريق يصل هذا الرقم في تاريخ الدوري، والأمر ذاته بالنسبة إلى مدربه الإسباني جوسيب غوارديولا الذي حقق هذا الإنجاز للمرة الأولى في مسيرته التدريبية. كما أصبح سيتي أول فريق يحقق 32 فوزا في موسم واحد، وعزز رقمه القياسي في عدد الأهداف (106).
وحسم سيتي اللقب بفارق 19 نقطة عن أقرب مطارديه جاره وغريمه مانشستر يونايتد، وهو أكبر فارق في عدد النقاط بين البطل والوصيف في تاريخ الدوري الممتاز.
وأنهى مانشستر يونايتد موسمه بفوز على أرضه على حساب واتفورد بهدف وحيد سجله ماركوس راشفورد في الدقيقة 34.
وختم الفرنسي آرسين فينغر مسيرة 22 عاما كمدرب لآرسنال بفوز على مضيفه هيدرسفيلد بهدف وحيد سجله الغابوني بيار إيميريك أوباميانغ (38).
وأنهى آرسنال الموسم في المركز السادس، وهو أسوأ ترتيب له منذ تولي فينغر الإشراف عليه عام 1996.
ولحق سوانزي سيتي بستوك سيتي ووست بروميتش ألبيون إلى الدرجة الأولى بخسارته أمام الأول 1 - 2. واستهل سوانزي سيتي المباراة بشكل جيد وتقدم عبر آندي كينغ في الدقيقة 14، لكن ستوك سيتي، أول الهابطين، رد بهدفين عبر السنغالي مامي بيرام ضيوف في الدقيقة 31. والعملاق بيتر كراوتش الذي سجل الهدف الـ1000 في البريميرليغ هذا الموسم بالدقيقة 41. وأهدر الدولي السويسري شيردان شاكيري ركلة جزاء لستوك في الدقيقة 54.
وفي بقية النتائج فاز كريستال بالاس على وست بروميتش ألبيون بهدفين للعاجي ويلفريد زاها والهولندي باتريك فان إنهولت، ووستهام على إيفرتون بثلاثة أهداف مقابل هدف، وخسر بيرنلي أمام بورنموث 1 - 2.