تجدد السجال بين جنبلاط والحريري... الأول ينتقد والثاني يرد

علوش لرئيس «التقدمي الاشتراكي»: ولّى زمن «الدلع»

TT

تجدد السجال بين جنبلاط والحريري... الأول ينتقد والثاني يرد

لم ينتهِ السجال بين رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، ورئيس الحكومة وتيار «المستقبل» سعد الحريري، مع انتهاء زمن الانتخابات النيابية، علما بأن الطرفين خاضا الاستحقاق على لوائح موحدة في الشوف - عاليه، البقاع الغربي - راشيا وبيروت الثانية، إذ تمدد السجال جراء الانتقادات الجنبلاطية المتواصلة لـ«تيار المستقبل» ما استدعى رداً لاذعاً من الحريري أمس.
وصوّب جنبلاط في تغريدة له على حسابه على موقع «تويتر» مباشرة باتجاه «المستقبل» من دون أن يسميه، قائلاً: «أما وقد انتهت الانتخابات فغريب كيف أن بعض الخاسرين يدعون النصر والبعض الآخر يلجأ إلى الضجيج الإعلامي بدلاً من احترام القانون»، ما استدعى رداً من الحريري على الموقع نفسه، دعا فيه جنبلاط للكف عن التعرض لـ«المستقبل» والتوقف عن تحميله مشكلاته.
وكان «الحزب التقدمي الاشتراكي» استبق السجال المتجدد بين جنبلاط والحريري بإصدار بيان مساء الجمعة، انتقد فيه ما قال إنه «موقف حيادي»، اتخذه الحريري إزاء «الجريمة التي حصلت في منطقة الشويفات». واعتبر البيان أن «رئيس الحكومة سعد الحريري هو صاحب مشروع الدولة كما يشدد في كل مواقفه ولا يستطيع أن يقف محايداً إزاء الجريمة التي حصلت في الشويفات، والتي أودت بحياة الشهيد علاء أبي فرج»، مشدداً على أنه «رئيس الحكومة المسؤولة عن تطبيق القوانين وحماية المواطنين وصون السلم الأهلي، وهناك وزير في حكومته يمتنع عن تسليم المتهمين في تلك الجريمة لا بل إنه يقوم بحمايتهم». وطالب «التقدمي الاشتراكي» الحريري بـ«موقف حاسم وواضح في إدانة المجرمين وحماتهم واتخاذ الإجراءات التي تضمن حقوق المواطنين وسلمهم الأهلي بعيداً عن اعتبارات المحاباة السياسية».
ووضع القيادي في تيار «المستقبل» مصطفى علوش السجال المتجدد بين الطرفين في خانة «إصرار جنبلاط على التأفف وتوجيه الاتهامات لتيار المستقبل عند كل محطة، وإن كان من دون أن يسميه»، لافتاً إلى أن «الرئيس الحريري لطالما تحمل من رئيس (التقدمي الاشتراكي)، انتقاداته وكل أداء يصدر عنه باعتباره كان أول من وقف إلى جانبه عند استشهاد والده رئيس الحكومة الشهيد رفيق الحريري». وقال علوش لـ«الشرق الأوسط»: «لكن الأمور وصلت إلى مرحلة لم يعد يجوز السكوت عنها، علماً بأننا سكتنا في عام 2009، حين ارتأى الخروج من 14 آذار كما في عام 2011 حين شارك في المؤامرة التي أدَّت إلى إسقاط حكومة الرئيس الحريري». وأضاف: «على وليد بيك أن يعي أن زمن (الدلع) قد ولّى، وإن كان ذلك لا يعني أن العلاقة وصلت بين الطرفين إلى منحى الصراع»، لافتاً إلى أنه حين تقتضي المصلحة السياسية للطرفين سيلتقيان من جديد، «خصوصا أن الإشكالات بينهما يمكن تجاوزها».
وكان الخلاف السياسي بين الحريري وجنبلاط بدأ على خلفية اختلاف في مقاربة عدد من الملفات الحياتية التي طرحت في المرحلة الماضية على طاولة مجلس الوزراء، وأبرزها ملف استئجار بواخر الكهرباء والموازنة العامة. وتفاقمت الإشكالات بين الطرفين جراء بعض الإجراءات الانتخابية، وأبرزها استبعاد الحريري عضو كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب أنطوان سعد، عن لائحة «المستقبل» - «الاشتراكي» في دائرة البقاع الغربي، ما أثار استياء عارماً في المختارة (دارة جنبلاط في جبل لبنان).
وأشارت مصادر نيابية في الحزب «التقدمي الاشتراكي» إلى أن التوجيهات هي لاستيعاب السجال مع تيار «المستقبل» وليس لزيادة حدته، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الرسالة الأبرز التي كان الحزب يريد أن يوجهها للرئيس الحريري وردت واضحة في البيان الذي دعاه لتحمل مسؤولياته في «جريمة الشويفات».
وفي وقت لاحق يوم أمس، أصدر «التقدمي الاشتراكي» بياناً اعتذر فيه من «رجل الدولة الأول في لبنان، سعد الحريري»، مؤكداً أننا «لا نرمي مشكلاتنا عليه، بل نلفت نظره إلى أن ثمة مشكلة وقعت في منطقة لبنانية اسمها الشويفات تستوجب منه كمسؤول المتابعة لتطبيق القانون والعدالة».
ورجحت مصادر سياسية أن لا تتأخر المياه لأن تعود إلى مجاريها بين الحريري وجنبلاط، رغم السجال الذي تجدد بينهما، لافتة إلى أننا «في مرحلة تستدعي التلاقي والحوار بين كل الفرقاء لضمان تشكيل حكومة جديدة بأسرع وقت ممكن». وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «لعل التقرب من جنبلاط يجب أن يكون أولوية للحريري في الأيام المقبلة باعتباره المرشح الأبرز إذا لم نقل الوحيد لرئاسة الحكومة وسيتوجب عليه التحدث مع الجميع دون استثناء لضمان تسميته رئيساً لمجلس الوزراء كما للتأكد من عدم عرقلة مهام تشكيل حكومته الجديدة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.