المجلس الشرعي ينبّه من الأحداث الأمنية ويدعو للإسراع بتأليف الحكومة

TT

المجلس الشرعي ينبّه من الأحداث الأمنية ويدعو للإسراع بتأليف الحكومة

نبّه المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى من الأحداث الأمنية المتنقلة التي حصلت بعد الانتخابات النيابية، داعياً إلى التفاهم الوطني والإسراع في انتخاب رئيس مجلس النواب وتأليف حكومة جديدة.
وهنأ المجلس بعد اجتماعه الدوري المسلمين في لبنان والعالم العربي والإسلامي بحلول شهر رمضان المبارك، وعبر في بيان له «عن قلقه الشديد من جراء الأحداث الخطيرة الأمنية المتنقلة بين المناطق التي تسعى لاستحداث فتن جديدة، وخصوصا الاستعراضات الاستفزازية التي حصلت في العاصمة بيروت وشوارعها أخيراً وفي بعض المناطق، بعد إنجاز الاستحقاق الانتخابي النيابي»، داعيا إلى «التنبه لما يحاك لضرب روح التلاقي والتواصل بين أبناء الوطن الواحد، مطالبا الجيش والقوى الأمنية اللبنانية بمزيد من التشدد في الحفاظ على أمن لبنان واللبنانيين».
وإذ هنأ المجلس الفائزين في الانتخابات النيابية، شدّد على أن «إجراءها ينبغي أن يعطي دفعا قويا لإنجاز الاستحقاقات الدستورية من انتخاب رئيس للمجلس النيابي وتأليف حكومة جديدة دون أي عراقيل وشروط»، داعيا إلى «التفاهم الوطني بين الأطياف السياسية كافة، وإلى التلاقي فيما بينهم، والعمل يدا واحدة في سبيل مصلحة لبنان ووحدة أبنائه ليكون عنوان المرحلة المقبلة ترسيخ أسس الدولة القوية القادرة والعادلة لمواجهة من يتربص بلبنان شراً، وخصوصا أن المنطقة تمر بوضع دقيق للغاية ويتطلب وعيا وحكمة من كل اللبنانيين».
ولفت المجلس إلى أنه «يتابع بقلق شديد الأوضاع الاقتصادية والمعيشية التي تمر بها البلاد ويضع كل الفرقاء أمام مسؤولياتهم الوطنية، وخصوصا بعد إجراء الانتخابات النيابية التي حصلت وينبغي أن تنعكس إيجاباً على الوضع الاقتصادي والمعيشي وفرص العمل للشباب».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».