أسعار المحروقات ترهق الاقتصاد التونسي

أسعار المحروقات ترهق الاقتصاد التونسي
TT

أسعار المحروقات ترهق الاقتصاد التونسي

أسعار المحروقات ترهق الاقتصاد التونسي

يعيش الاقتصاد التونسي على وقع انعكاسات سلبية إضافية جراء ارتفاع أسعار النفط منذ بداية السنة، وتخطيها مستويات لم تصل إليها منذ 2014 إثر إعلان الرئيس الأميركي إلغاء الاتفاق النووي مع إيران. ويعاني الميزان الطاقي بطبعه من خلل كبير نتيجة تراجع الإنتاج المحلي من النفط من نحو 87 ألف برميل يوميا إلى نحو 43 ألف برميل يوميا في الوقت الراهن، وارتفاع الطلب على الطاقات التقليدية.
ويستفيد التونسيون من دعم الدولة للمحروقات، غير أن توصيات صندوق النقد الدولي بتخفيض الدعم جعلت الحكومة تراجع أسعار المحروقات مرتين منذ بداية السنة الحالية ومن المنتظر أن تستمر في المراجعة خلال بقية السنة.
وأقرت السلطات التونسية مؤخرا آلية المراجعة الآلية للأسعار كل ثلاثة أشهر وهو ما سيؤدي لاحقا إلى زيادات جديدة على مستوى أسعار المحروقات على المستوى المحلي.
وفي السياق ذاته، حذر البنك المركزي التونسي من مزيد تفاقم عجز الميزان الطاقي خلال الأشهر المقبلة في تونس بفعل ارتفاع سعر النفط على مستوى التداولات في الأسواق العالمية وتجاوز البرميل عتبة 75 دولارا في الأسواق العالمية مقابل تراجع الإنتاج المحلي من النفط.
وفي هذا الشأن، قال حسين الديماسي وزير المالية التونسية السابق، إن قرار الرئيس الأميركي ترمب بإلغاء الاتفاق النووي أثر سلبا على الاقتصاد التونسي، إذ أدى في غضون ساعات إلى ارتفاع أسعار النفط على المستوى العالمي بنحو 7 دولارات وهو ما ستكون له انعكاسات وخيمة على الميزان التجاري الطاقي في البلاد، باعتبار أن تونس تستورد نسبة مهمة من حاجياتها من المحروقات من الخارج.
وتشير دراسات أكدتها وزارة المالية التونسية إلى أن الزيادة بدولار واحد في أسعار النفط، يكلف الخزينة التونسية خسائر مالية لا تقل عن 120 مليون دينار تونسي (نحو 47 مليون دولار). وتعود جسامة تأثير أسعار النفط على الاقتصاد التونسي إلى أن ميزانية 2018 اعتمدت على أسعار تقريبية لا تزيد على 54 دولارا للبرميل الواحد من النفط وهي أسعار بعيدة كل البعد عن الأسعار المتداولة حاليا.
وللتقليص من الفجوة الفاصلة بين أسعار النفط الحالية وتوقعات الحكومة، دعا البنك المركزي التونسي في تقرير بعنوان «تحليل المبادلات التجارية في تونس خلال الثلث الأول من سنة 2018» إلى ضرورة الإسراع بوضع برنامج للسياسة الطاقية يرتكز على استغلال الطاقات المتجددة وترشيد الاستهلاك.
وأكد أن استعادة نسق إنتاج الفوسفات في تونس وتسويقه بمستويات مقاربة لسنة 2010 باتت أمرا حتميا من أجل الحفاظ على الأسواق الخارجية وتعزيز تدفق العملة الصعبة.
وأنتجت تونس نحو أربعة ملايين طن من الفوسفات خلال السنة الماضية وهي كمية أقل من التوقعات التي حددتها الحكومة في بداية السنة والمقدرة بنحو ستة ملايين طن.
ومن تداعيات الارتفاع المتواصل لأسعار النفط أن وزارة النقل التونسية وافقت قبل أيام على مراجعة أسعار النقل العمومي غير المنتظم للأشخاص وأقرت زيادة بنسبة 13 في المائة نتيجة الضغوط التي سلطها أصحاب التاكسي الفردي، والنقل الجماعي الريفي والتاكسي السياحي وسيارات الأجرة والتاكسي الجماعي. وأرجأت وزارة النقل تطبيق هذه الزيادات إلى الأول من يوليو (تموز) المقبل، وفتحت أبواب مراجعة الأسعار المعتمدة في عدد من الأنشطة الاقتصادية المعتمدة على أسعار المحروقات على غرار الكهرباء والغاز والنقل العمومي المشترك.



البنك الإسلامي للتنمية يقدم تمويلات بـ575.63 مليون دولار للدول الأعضاء

جانب من اجتماع مجلس المديرين التنفيذيين (البنك الإسلامي للتنمية)
جانب من اجتماع مجلس المديرين التنفيذيين (البنك الإسلامي للتنمية)
TT

البنك الإسلامي للتنمية يقدم تمويلات بـ575.63 مليون دولار للدول الأعضاء

جانب من اجتماع مجلس المديرين التنفيذيين (البنك الإسلامي للتنمية)
جانب من اجتماع مجلس المديرين التنفيذيين (البنك الإسلامي للتنمية)

وافق مجلس المديرين التنفيذيين للبنك الإسلامي للتنمية، برئاسة الدكتور محمد الجاسر، على تمويل بقيمة 575.63 مليون دولار لتعزيز التعليم والطاقة والترابط الإقليمي والدولي، إضافة إلى إيجاد فرص العمل والأمن الغذائي في أفريقيا وآسيا الوسطى، للإسهام في تحقيق أهداف التنمية المستدامة بما يتماشى مع خطط التنمية الوطنية وأولويات البلدان الأعضاء المستفيدة.

ووفق بيان للبنك، الاثنين، تضمنت المشاريع الموافق عليها، تمويل مشروعين للطاقة والاتصال في غينيا، ومشروعين للتعليم في قرغيزستان وأوزبكستان، ومشروع لربط النقل في كازاخستان، ومشروع للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم في مجال الأغذية الزراعية في تونس، ومشروع كهربة الريف في بنين.

وبيّن الجاسر أن هذه الموافقات التمويلية تمثل علامة فارقة في تاريخ البنك بتجاوز الموافقات الإنمائية السنوية 5 مليارات دولار، مشيراً إلى أنها تشمل مشروع بناء طريق «غينيا - السنغال» الذي سيحصل على تمويل بقيمة 140 مليون يورو، لتعزيز الاتصال بين البلدين، وتسهيل الوصول الفعال إلى الأسواق والخدمات، وتحسين الطرق، وخفض تكاليف النقل، وتعزيز الزراعة، ورفع مستوى التكامل الاقتصادي الإقليمي في جميع أنحاء غرب أفريقيا.

إلى جانب ذلك، وافق البنك الإسلامي للتنمية على تمويل بقيمة 80 مليون دولار لبناء محطة طاقة حرارية بقدرة 40 ميجاوات في كانكان، ثاني أكبر مدينة في غينيا، بهدف توسيع شبكة توزيع الكهرباء لتحسين حياة الناس من خلال تحسين استقرار وموثوقية إمدادات الكهرباء.

جانب من اجتماع مجلس المديرين التنفيذيين (البنك الإسلامي للتنمية)

وفي أوزبكستان، سيقدم البنك 160.25 مليون دولار مساهمة مشتركة في تمويل مشروع التعليم الذكي المشترك بين البنك الإسلامي للتنمية وصندوق التضامن الإسلامي للتنمية والشراكة العالمية من أجل التعليم بقيمة 220.25 مليون دولار.

ومن المقرر أن يعمل المشروع الممول بشكل مشترك على تعزيز جودة وكفاءة قطاع التعليم في البلاد من خلال توسيع البنية الأساسية للمدارس وتلبية الاحتياجات التعليمية الجيدة ذات الصلة، وسوف يستوعب 620 ألف طفل إضافي في سن ما قبل المدرسة، بالإضافة إلى 1.2 مليون طفل في سن الدراسة من خلال بناء 58 مدرسة صديقة للطلاب تضم 2431 فصلاً دراسياً على أحدث طراز.

ويستهدف مشروع مماثل للتعليم الذكي مشترك بين البنك الإسلامي للتنمية وصندوق التضامن الإسلامي للتنمية والشراكة العالمية للتعليم تحسين فرص الحصول على فرص التعلم الشاملة وتحسين جودتها لجميع الأطفال في قرغيزستان؛ إذ ارتفع عدد الطلاب في المدارس في البلاد بنسبة 15 في المائة خلال السنوات الخمس الماضية، مما استلزم استثمارات كبيرة في البنية التحتية التعليمية والإصلاحات.

ويشكل الموافقة على التمويل للمشروع بقيمة 10.25 ملايين دولار جزءاً من مشروع مشترك بقيمة 76.31 مليون دولار مع الشراكة العالمية للتعليم، الذي سيوفر للفتيات والفتيان فرصاً متساوية للوصول إلى التعليم القائم على الكفاءة لإعدادهم لمتطلبات سوق العمل المتطورة.

وتمت الموافقة على مساهمة قدرها 48.04 مليون يورو من البنك الإسلامي للتنمية لمشروع دعم الشباب والنساء في مجال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال في تونس، التي سيخلق من خلالها فرص عمل من خلال توفير خط تمويل مختلط، ويسعى إلى تحسين الوصول إلى التمويل بأسعار معقولة، وخاصة في أنظمة الأغذية الزراعية، التي تُعد حيوية لتوفير الأمن الغذائي وتخفيف حدة الفقر.

ومن المقرر أن يسهم تمويل آخر بقيمة 85 مليون دولار من البنك الإسلامي للتنمية في تيسير إنشاء مشروع طريق كيزيلوردا الالتفافي في كازاخستان. وبمجرد تشغيله، سيعمل الطريق الالتفافي رباعي الاتجاهات على تسهيل حركة المرور الحضرية والدولية في المدينة وما حولها، وتحسين خدمات النقل لنحو 350 ألف شخص، وتحسين سلامة المرور على الطرق بنسبة 50 في المائة، وتقليص وقت السفر بنسبة 40 في المائة، وزيادة متوسط السرعة بنسبة 30 في المائة.

وفي بنين، سيساهم تمويل بقيمة 32 مليون يورو من البنك الإسلامي للتنمية لمشروع كهربة المناطق الريفية في تحقيق أهداف البلاد في زيادة فرص الحصول على خدمات الطاقة الحديثة وزيادة كفاءتها، وتوسيع نطاق الطاقة المتجددة، وتحسين خدمات المعرفة، ومن المتوقع أن يؤدي هذا إلى زيادة معدل الوصول إلى الكهرباء على المستوى الوطني بنسبة 6 في المائة وتحسين فرص الوصول إلى الطاقة الريفية بنسبة 14.5 في المائة من خلال خدمة 9200 أسرة أو ما يقرب من 49 ألف مواطن في البلاد.