سييرا يرفع لواء المدربين اللاتينيين بحثاً عن اللقب «الخامس»

الصربي رازوفيتش يسعى لتأكيد تفوق القبعة الأوروبية

سييرا - فوك رازوفيتش («الشرق الأوسط»)
سييرا - فوك رازوفيتش («الشرق الأوسط»)
TT

سييرا يرفع لواء المدربين اللاتينيين بحثاً عن اللقب «الخامس»

سييرا - فوك رازوفيتش («الشرق الأوسط»)
سييرا - فوك رازوفيتش («الشرق الأوسط»)

يقف التشيلي سييرا مدرب الاتحاد أمام مهمة معقدة مساء اليوم، عندما يرفع لواء المدربين اللاتينيين في مواجهة الصربي القادم من أوروبا فوك رازوفيتش، بحثاً عن البطولة الكبرى «كأس الملك السعودي»، التي تُعدّ خاتمة الموسم الرياضي.
وتمكّن المدربون الأوروبيون من تحقيق البطولة لخمس مرات، فيما كسبها مدربو أميركا الجنوبية أربع مرات، وسجلت حالة وحيدة للمدرب العربي عمار السويح إبان تحقيقه البطولة مع نادي الشباب، فهل سيعادل مدرب الاتحاد عدد الألقاب ويكسب البطولة الكبرى، أم يوسع مدرب الفيصلي فوك رازوفيتش الفارق لمصلحة الأوروبيين؟
بالعودة سنوات إلى الوراء، فإنه وفي موسم 2007 - 2008، حقَّق نادي الشباب البطولة مع المدرب الأرجنتيني انزو هيكتور، وأوصل المدرب الأرجنتيني الشباب إلى النهائي ليواجه الاتحاد الذي يقوده الأرجنتيني الآخر كالديرون وينتصر عليه بثلاثة أهداف مقابل هدف، في أول نسخة للبطولة بعد استحداثها، حيث كسب الشباب البطولة في استاد الملك فهد الدولي الذي استضاف اللقاء.
وفي موسم 2008 - 2009 كاد الاتحاد يحقق الثنائية، وذلك بعد فوزه ببطولة الدوري وتصدُّره البطولة بـ55 نقطة، ولعبه نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين تحت قيادة مدربه الأرجنتيني كالديرون أمام الشباب مع مدربه انزو هيكتور، إلا أن الشباب استطاع الحفاظ على لقبه، وذلك بعد اكتساحه للاتحاد في النهائي برباعية نظيفة على استاد الملك فهد الدولي، لتضاف البطولة الثانية إلى رصيد المدرب هيكتور وإلى قارة أميركا الجنوبية.
وفي الموسم الذي يليه كسب الهلال بطولة الدوري بـ56 نقطة مع المدرب البلجيكي إيريك غيرتيس، وكاد غيرتيس يحقق للهلال الثنائية، وذلك بعد لعبه نهائي كأس الملك أمام الاتحاد، الذي تعاقد مع الأرجنتيني انزو هيكتور مدرب الشباب السابق، الذي سبق له تحقيق النسختين؛ الأولى من كأس الملك، وواصل هيكتور نجاحاته، وحقق مع الاتحاد كأس الملك أمام الهلال في النهائي بعد الفوز بركلات الترجيح في المباراة التي أقيمت على استاد الملك فهد الدولي، لتصبح البطولة الثالثة على التوالي التي يحققها مدرب من أميركا الجنوبية وتحديداً المدرب نفسه.
وفي موسم 2010 - 2011 كان نهائي كأس الملك في نسخته الرابعة مختلفاً، عندما جمع قطبي الغربية في النهائي، واستطاع المدرب المغمور الكسندر اليتش أن ينتصر في النهائي على مدرب الاتحاد الخبير ديمتري بركلات الترجيح بعد نهاية الأشواط الأصلية للمباراة بالتعادل السلبي، حيث لعب النهائي على ملعب الأمير عبد الله الفيصل، ليحقق للمرة الأولى مدرب أوروبي البطولة بعد ثلاث نسخ كسبها مدرب من أميركا الجنوبية.
وفي موسم 2011 - 2012، استطاع الأهلي المحافظة على لقبه عندما تأهل إلى النهائي مع المدرب التشيكي ياورليم ليواجه النصر تحت قيادة مدربه الكولومبي العالمي ماتورانا، وفي النهائي اكتسح الأهلي النصر بأربعة أهداف مقابل هدف، في اللقاء الذي أقيم على ملعب الأمير عبد الله الفيصل بجدة، ليرتفع رصيد المدربين الأوروبيين في البطولة إلى بطولتين.
وفي الموسم الذي يليه، استطاع الإسباني بينات أن يعادل رقم مدربين أميركا الجنوبية، عندما حقق لقب البطولة مع نادي الاتحاد أمام الشباب بأربعة أهداف مقابل هدفين، في المباراة التي أقيمت في استاد الملك فهد الدولي، ورغم الموسم الجيد للشباب مع مدربه البلجيكي برودوم إلا أنه فشل بتحقيق اللقب.
وفي موسم 2013 - 2014 شهدت البطولة لحظة تاريخية عندما أقيم نهائي البطولة في افتتاح استاد مدينة الملك عبد الله الرياضية بجدة، ووسط الحضور الجماهيري المكتظ في جنبات الملعب لعب الشباب مع مدربه التونسي عمار السويح أمام الأهلي، ومدربه البرتغالي فيتور بيريرا، واستطاع الشباب الفوز بثلاثية نظيفة ليحقق السويح إنجازاً كونه أول مدرب عربي يحقق البطولة.
وفي موسم 2014 - 2015 حافظ النصر على لقب الدوري مع المدرب الأوروغواياني خورخي داسلفا، وذلك بعد منافسة مع نادي الأهلي، وكاد النصر يجمع الثنائية كأول فريق سعودي يحققها، وذلك بعد تأهله إلى نهائي كأس الملك ومواجهته الهلال تحت قيادة اليوناني دونيس في النهائي المقام في ملعب مدينة الملك عبد الله (الجوهرة المشعة) بجدة، وانتهت الأشواط الأصلية بالتعادل السلبي، وفي الأشواط الإضافية سجل النصر هدف التقدم عبر محمد السهلاوي، وتعادل الهلال عن طريق محمد جحفلي، وانتصر عبر ركلات الترجيح ليمنعه من تحقيق الثنائية، ليتفوق ويرفع رصيد المدربين الأوروبيين إلى أربع بطولات متصدرين على المدربين الآخرين.
وفي موسم 2015 - 2016 حقق الأهلي الثنائية كأول فريق يجمع بطولة الدوري وكأس الملك تحت قيادة المدرب السويسري كريستان غروس، فالفريق حقق بطولة الدوري بـ63 نقطة، وتأهل إلى نهائي كأس الملك وواجه النصر مع مدربه الإسباني كانيدا في ملعب مدينة الملك عبد الله في جدة، وانتهى اللقاء بفوز الأهلي بهدفين مقابل هدف، إذ انتهت الأشواط الأصلية بالتعادل الإيجابي وفي الشوط الإضافي الثاني سجل الأهلي هدف الانتصار عن طريق عمر السومة، لتضاف هذه البطولة إلى رصيد المدربين الأوروبيين بخمس بطولات.
وفي موسم 2016 - 2017 استطاع الهلال كسب الثنائية مع المدرب الأرجنتيني رامون دياز، حيث حقق الهلال بطولة الدوري برقم قياسي؛ فالفريق سجل في رصيده 66 نقطة كأعلى رقم نقاط في تاريخ الدوري، فيما كسب كأس الملك بعد انتصاره على الأهلي مع المدرب غروس في نهائي البطولة التي أقيم على ملعب مدينة الملك عبد الله بجدة، وانتهت المباراة بثلاثة أهداف مقابل هدفين، ليقلص دياز الفارق بين مدربين أميركا الجنوبية وأوروبا إلى بطولة واحدة لمصلحة الأوروبيين.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».