«المستقبل» يحتفظ بالغالبية السنيّة و10 نواب يتوزعون على الكتل

مستشار ميقاتي ينفي ترؤسه كتلة موالية للنظام السوري و«حزب الله»

مؤتمر صحافي لرئيس الحكومة اللبنانية السابق نجيب ميقاتي في أعقاب نتائج الانتخابات النيابية («الشرق الأوسط»)
مؤتمر صحافي لرئيس الحكومة اللبنانية السابق نجيب ميقاتي في أعقاب نتائج الانتخابات النيابية («الشرق الأوسط»)
TT

«المستقبل» يحتفظ بالغالبية السنيّة و10 نواب يتوزعون على الكتل

مؤتمر صحافي لرئيس الحكومة اللبنانية السابق نجيب ميقاتي في أعقاب نتائج الانتخابات النيابية («الشرق الأوسط»)
مؤتمر صحافي لرئيس الحكومة اللبنانية السابق نجيب ميقاتي في أعقاب نتائج الانتخابات النيابية («الشرق الأوسط»)

خلطت نتائج الانتخابات اللبنانية الأوراق السياسية مجدداً، في ضوء التبدّل الذي طرأ على التوازنات القائمة، والتي باتت تحكم التوزيع الطائفي للنواب داخل البرلمان والحكومة، غداة خسارة تيّار «المستقبل» أكثر من ثلث نوابه، خصوصاً السنة منهم، لصالح شخصيات أخرى محسوبة على ما يعرف بـ«محور الممانعة»، وهو ما قد يدفع إلى تقليص التمثيل السنّي لتيار «المستقبل» في الحكومة الجديدة، لصالح شخصيات سنيّة محسوبة على «حزب الله»، حتى لو كان زعيم «المستقبل» الرئيس سعد الحريري، هو المرشّح الأوفر حظاً لترؤس حكومة ما بعد الانتخابات.
وتستند فرضية فقدان «المستقبل» لورقة الإمساك بالتمثيل السنّي المطلق، إلى فوز عشرة نواب من الطائفة معارضين لسياسته، وتوزّعهم على كتلة «حزب الله» والقوى القريبة منه ضمن الاصطفافات الجديدة، غير أن مصادر مقرّبة من رئيس الحكومة، أوضحت أن الحريري «اكتسح التمثيل السنّي بلا منافسة تذكر». وأكدت لـ«الشرق الأوسط»، أن رئيس الحكومة «نال ما نسبته 67 في المائة من الأصوات السنّية في كلّ لبنان، ولديه 17 نائباً سنياً فازوا بأصوات سنّية صافية، وبالتالي فإن الزعامة السنيّة معقودة للحريري، ويستحيل الحديث عن أي حيثية أو كتلة أخرى في مواجهته».
هذه المقاربة عززتها المصادر المقربة من الحريري، بأرقام ماكينة تيار «المستقبل» الانتخابية، وكشفت أن «النواب السنة الآخرين قاسم هاشم وأسامة سعد (الجنوب) وعبد الرحيم مراد والوليد سكرية (البقاع) فازوا بالأصوات الشيعية، كما أن النائب المنتخب فؤاد مخزومي، لولا أربعة آلاف صوت شيعي في بيروت ما كان ضمن فوزه، في حين أن فيصل كرامي وجهاد الصمد (الشمال) عززا حظوظهما بالفوز بـ2000 صوت علوي وأصوات مجنسين سوريين استقدموا بحافلات من ريف حمص»، مؤكدة أن «النائب السنّي الوحيد من غير (المستقبل) الذي فاز بأصوات سنيّة هو الرئيس نجيب ميقاتي في طرابلس».
وشددت المصادر على أن «مشكلة الحريري تمكن في تراجع التمثيل الوطني لديه بسبب القانون الجديد، بحيث خسر النواب الشيعة والمسيحيين، وما يهمّ الرئيس الحريري وتيّاره، هو التمثيل الوطني وليس الطائفي أو المذهبي».
وفيما بات مؤكداً أن النائب قاسم هاشم سيبقى ضمن كتلة «التحرير والتنمية» أي حركة «أمل»، والنائب الوليد سكرية في كتلة «حزب الله»، لم تحسم بعد اتجاهات النائب عبد الرحيم مراد وأسامة سعد وفيصل كرامي وجهاد الصمد المقرّبين جداً من «حزب الله» والنظام السوري، بخلاف رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي الذي باتت لدية كتلة مستقلّة من أربعة نواب، سيحدد تموضعها ضمن الاصطفافات الجديدة. وكشف المستشار السياسي لميقاتي الدكتور خلدون الشريف لـ«الشرق الأوسط»، أن هذه الكتلة «إما ستكون ضمن تكتل نيابي شمالي، أو ضمن تكتل وطني مستقلّ»، مؤكداً أن «ما يحكى عن ترؤس ميقاتي لتكتل نيابي موالٍ للنظام السوري و(حزب الله)، لا قيمة له في السياسة». وقال: «إذا طبقنا معادلة حليف حليفك هو حليفك، فيعني أن (المستقبل) هو الآن حليف التيار الوطني الحر، والأخير هو حليف (حزب الله)، وبالتالي يصبح الثلاثة حلفاء». وشدد على أن «الخيارات السياسية لتيار العزم (تيار ميقاتي)، هي الأقرب إلى خيارات (القوات اللبنانية) وطروحاتها السيادية، فكيف نكون حلفاء للنظام السوري و(حزب الله)؟». وشدد خلدون الشريف على أن الرئيس نجيب ميقاتي هو من أوجد مصطلح «النأي بالنفس» عندما كان رئيساً للحكومة، وهو يريد مصلحة لبنان وإبعاده عن سياسة المحاور، وبالتالي لن يكون على رأس أي تكتل حليف للنظام السوري وهذا أمر غير مطروح أصلاً»، داعياً إلى «انتظار تشكّل صورة الاصطفافات على الصعيد المحلي»، ولم يستبعد أن يكون «ضمن تكتل شمالي يجمع (كتلة العزم) والنائبين (المنتخبين) فيصل كرامي وجهاد الصمد، مع (تيار المردة) من ضمن تكتل شمالي، هدفه الأساس إنماء المنطقة والنهوض بها».
وتترقّب الأوساط اللبنانية مرحلة الاستشارات النيابية لتكليف رئيس الحكومة الجديد، بعد جلسة انتخاب رئيس للبرلمان في 20 مايو (أيار) الحالي، والمتوقّع أن يفرض خلالها «حزب الله» شروطه على الرئيس المكلّف، والمرجّح أن يكون سعد الحريري، أبرزها توزير شخصية سنيّة أو أكثر محسوبة عليه، لكنّ هذا الطلب يلقى معارضة مسبقة من تيّار «المستقبل». وذكّرت المصادر المقرّبة من الحريري، بأنه بعد انتخابات الـ2005 و2009 كانت كتلة المستقبل و«التغيير والإصلاح» فيها نواب شيعة، لكن «حزب الله» وحركة «أمل» رفضا توزير أي شخصية شيعية من خارج هذا الثنائي، وبالتالي لا يمكن أن يفرضا ذلك على الحريري اليوم.
ولفتت إلى أن «(حزب الله) لا يستطيع أن يفرض شروطه على الحكومة من جديد، لأن وضعه الآن يختلف عمّا كان عليه قبل الـ2009. عندما كان مقبولاً عربياً وإقليمياً»، مشددة على أن «(حزب الله) يدرك أن تقويض مشروع سعد الحريري السياسي والاقتصادي، يعني إفشال نتائج مؤتمر (سيدر) الذي تستفيد منه بيئة الحزب على صعيد الخدمات والإنماء، وهو ينتظر المشاريع التي ترتد على إيجاباً على بيئته وكل اللبنانيين».



خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
TT

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

في خطوة إضافية نحو مكافحة الفساد ومنع التجاوزات المالية، أحال رئيس الوزراء اليمني، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، رئيس إحدى المؤسسات النفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

تأتي الخطوة متزامنة مع توجيه وزارة المالية خطاباً إلى جميع الجهات الحكومية على المستوى المركزي والسلطات المحلية، أبلغتها فيه بالامتناع عن إجراء أي عقود للشراء أو التزامات مالية جديدة إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة من الوزارة.

الخزينة اليمنية خسرت نحو 3 مليارات دولار نتيجة توقف تصدير النفط (إعلام محلي)

وقال بن مبارك في حسابه على «إكس» إنه أحال ملفاً جديداً في قضايا الفساد إلى النائب العام، ضمن إجراءات مستمرة، انطلاقاً من التزام الحكومة المطلق بنهج مكافحة الفساد وإعلاء الشفافية والمساءلة بوصفه موقفاً وليس مجرد شعار.

وأكد أن الحكومة والأجهزة القضائية والرقابية ماضون في هذا الاتجاه دون تهاون، مشدداً على أنه لا حماية لمن يثبت تورطه في نهب المال العام أو الفساد المالي والإداري، مهما كان موقعه الوظيفي.

في السياق نفسه، أوضح مصدر حكومي مسؤول أن مخالفات جديدة في قضايا فساد وجرائم تمس المال العام تمت إحالتها إلى النائب العام للتحقيق واتخاذ ما يلزم، من خلال خطاب وجّه إلى النيابة العامة، يتضمن المخالفات التي ارتكبها المدير التنفيذي لشركة الاستثمارات النفطية، وعدم التزامه بالحفاظ على الممتلكات العامة والتصرف بشكل فردي في مباحثات تتعلق بنقل وتشغيل أحد القطاعات النفطية.

وتضمن الخطاب -وفق المصدر- ملفاً متكاملاً بالمخالفات التي ارتكبها المسؤول النفطي، وهي الوقائع التي على ضوئها تمت إحالته للتحقيق. لكنه لم يذكر تفاصيل هذه المخالفات كما كانت عليه الحال في إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة التسبب في إهدار 180 مليون دولار.

وجدّد المصدر التزام الحكومة المُطلق بالمحافظة على المال العام، ومحاربة جميع أنواع الفساد، باعتبار ذلك أولوية قصوى. وأشار إلى أن القضاء هو الحكم والفيصل في هذه القضايا، حتى لا يظن أحد أنه بمنأى عن المساءلة والمحاسبة، أو أنه فوق القانون.

تدابير مالية

في سياق متصل بمكافحة الفساد والتجاوزات والحد من الإنفاق، عمّمت وزارة المالية اليمنية على جميع الجهات الحكومية عدم الدخول في أي التزامات مالية جديدة إلا بعد موافقتها على المستويات المحلية والمركزية.

تعميم وزارة المالية اليمنية بشأن ترشيد الإنفاق (إعلام حكومي)

وذكر التعميم أنه، وارتباطاً بخصوصية الوضع الاقتصادي الراهن، واستناداً إلى قرار مجلس القيادة الرئاسي رقم 30 لعام 2022، بشأن وضع المعالجات لمواجهة التطورات في الوضع الاقتصادي والمالي والنقدي، وفي إطار دور وزارة المالية بالموازنة بين النفقات والإيرادات، فإنها تهيب بجميع الجهات المشمولة بالموازنة العامة للدولة والموازنات الملحقة والمستقلة الالتزام بالإجراءات القانونية وعدم الدخول في أي التزامات جديدة أو البدء في إجراءات عملية الشراء إلا بعد أخذ الموافقة المسبقة منها.

وأكد التعميم أن أي جهة تُخالف هذا الإجراء ستكون غير مسؤولة عن الالتزامات المالية المترتبة على ذلك. وقال: «في حال وجود توجيهات عليا بشأن أي التزامات مالية فإنه يجري عرضها على وزارة المالية قبل البدء في إجراءات الشراء أو التعاقد».

دعم صيني للإصلاحات

وناقش نائب محافظ البنك المركزي اليمني، محمد باناجة، مع القائم بالأعمال في سفارة الصين لدى اليمن، تشاو تشنغ، مستجدات الأوضاع المتعلقة بتفاقم الأزمات المالية التي يشهدها اليمن، والتقلبات الحادة في أسعار الصرف التي تُعد نتيجة حتمية للوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد، والذي أثر بشكل مباشر على القطاع المصرفي والمالي.

وأعاد المسؤول اليمني أسباب هذا التدهور إلى اعتداء «ميليشيات الحوثي» على منشآت تصدير النفط، ما أدى إلى توقف التصدير، الذي يُعد أهم مصدر لتمويل خزينة الدولة بالنقد الأجنبي، والذي تسبب في مضاعفة العجز في الموازنة العامة وميزان المدفوعات.

نائب محافظ البنك المركزي اليمني خلال لقائه القائم بالأعمال الصيني (إعلام حكومي)

وخلال اللقاء الذي جرى بمقر البنك المركزي في عدن، أكد نائب المحافظ أن إدارة البنك تعمل جاهدة على تجاوز هذه التحديات، من خلال استخدام أدوات السياسة النقدية المُتاحة. وأشار إلى استجابة البنك بالكامل لكل البنود المتفق عليها مع المبعوث الأممي، بما في ذلك إلغاء جميع الإجراءات المتعلقة بسحب «نظام السويفت» عن البنوك التي لم تنقل مراكز عملياتها إلى عدن.

وأعاد المسؤول اليمني التذكير بأن الحوثيين لم يتخذوا أي خطوات ملموسة، ولم يصدروا بياناً يعبرون فيه عن حسن نياتهم، في حين أكد القائم بأعمال السفارة الصينية دعم الحكومة الصينية للحكومة اليمنية في كل المجالات، ومنها القطاع المصرفي، للإسهام في تنفيذ الإصلاحات.