داليا البحيري: تعمدت الابتعاد عن الكوميديا في مسلسل «للحب فرصة أخيرة»

قالت لـ «الشرق الأوسط» إن السينما تعاني من أزمة البحث عن الربح المادي

داليا البحيري
داليا البحيري
TT

داليا البحيري: تعمدت الابتعاد عن الكوميديا في مسلسل «للحب فرصة أخيرة»

داليا البحيري
داليا البحيري

فنانة ذات طلة جذابة على الشاشة، استطاعت أن تحقق نجومية كبيرة في مجال الدراما التلفزيونية، ولكنها مقلة في الأعمال السينمائية، لم تحصر نفسها في إطار محدد من الأعمال فقدمت الكوميدي، والرومانسي، والاجتماعي، والتراجيدي. إنها الفنانة المصرية داليا البحيري التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط» عن أحدث تجاربها الدرامية مسلسل «للحب فرصة أخيرة» الذي عرض مؤخرا على إحدى القنوات الفضائية، كما تكشف عن أسباب ابتعادها عن السينما، واعتذارها عن مسلسل «عوالم خفية» للفنان عادل إمام. تقول داليا البحيري: «مسلسل (للحب فرصة أخيرة) بمثابة عودة قوية للأعمال الدرامية الرومانسية، ففي الفترة الأخيرة لم نعد نهتم بتلك النوعية من الأعمال، وأصبح التركيز على الأعمال التي تعتمد على الحركة والضرب والغموض، فالمشاهد أصبح متشوقا للمسلسل الرومانسي، والدليل على ذلك زيادة الاندماج مع المسلسل التركي، والمسلسل الهندي، الذين يعتمدون فيه بشكل رئيسي على قصص الحب والرومانسية}.
> ألم تشعري بالقلق من الاشتراك لأول مرة في عمل درامي طويل مكون من 45 حلقة؟
بالطبع شعرت بقلق شديد، لكن فكرة العمل وقصته والسيناريو الذي كتبته المؤلفة شهيرة سلام، جعلني أشعر بالاستمتاع أثناء التصوير، ورغم الشعور بالإرهاق خاصة في الأيام الأخيرة من تصوير العمل، إلا أن إيماني بقوة العمل وتميزه واختلافه جعلني أنسى أي تعب.
> وما الذي يميز شخصية «ليلى» عما قدمته من قبل خلال مشوارك الفني؟
«ليلى» نموذج لامرأة مختلفة تماما، فعلى سبيل المثال هي تختلف عن «انجي» في مسلسل «يوميات زوجة مفروسة»، فهي امرأة لم تكمل تعليمها، وهي ضحية زوج همجي يعاملها بقسوة شديدة، وهو يعلم تماما أنها لا تستطيع أن تبتعد عنه، فهي تشعر بأنها لا تستطيع إعالة نفسها، لأنها ليس لديها مؤهل دراسي يمكنها من العمل، ورغم أنها حاصلة على الشهادة الإعدادية، فإن إحدى صديقاتها تساعدها على إيجاد عمل في شركة رجل الأعمال محمود عزت، الذي يقوم بدوره الفنان فراس سعيد، وتقرر ترك منزلها تماما والابتعاد عن زوجها، وتتصاعد الأحداث وتحدث قصة حب بين «ليلى ومحمود» من خلال عملها معه، ولكن سيواجهان الكثير من العقبات.
> لماذا توقف عرض العمل عند الحلقة الحادية والعشرين؟
- أولا العمل مكون من جزء واحد، وقرار وقف العمل عند الحلقة 21 نابع من إدارة قنوات «أون أي» بسبب شهر رمضان، واختلاف الخريطة البرامجية، وأنا بالطبع حزنت كثيرا لهذا القرار، خاصة أن ردود الأفعال حتى آخر حلقة تم عرضها كانت إيجابية جدا، وكثير من المشاهدين أشادوا بالعمل وتفاعلوا معه، وذلك رغم قلة الدعاية الخاصة بالعمل، وأتمنى إعادة عرض الحلقات الأولى منه مرة أخرى بعد شهر رمضان، واستكمال حلقاته حتى النهاية.
> وأين أنت من السينما؟
- السينما تعاني من أزمة في الآونة الأخيرة، وهي إنتاج أفلام تعتمد على الربح المادي، فقط، فهي بعيدة كل البعد عن تقديم فن جيد فيما عدا بعض الأفلام القليلة، ولهذا السبب أنا بعيدة، خاصة أنه لم يعرض علي سيناريو فيلم يجعلني أوافق على تقديمه، مع العلم أنني متشوقة كثيرا للسينما.
> قدمت الكوميديا في «يوميات زوجة مفروسة» وقدمت الرومانسي في «للحب فرصة أخيرة» أي نوع من الفن تفضلين تصنيفك به؟
- لا أحب أن أتخصص في تقديم نوعية واحدة من الأعمال الفنية، لأن الفنان قادر على تقديم كافة الألوان، ما دامت لديه الموهبة لذلك، وأنا قدمت الكثير من الأدوار المختلفة، حتى أنني تعمدت أن أخرج عن الكوميدي فقررت أن أقدم «للحب فرصة أخيرة» حتى يشاهدني الجمهور بشكل مختلف.
> وما هي طموحاتك الفنية التي تحلمين بها؟
أحلم بتجسيد دور ملكة من ملكات مصر، فالتاريخ المصري مليء بقصص ملوك وحكايات لا بد أن تقدم، حتى يتعرف عليها العالم، أعلم أن هذا الحلم صعب لأنه يحتاج إلى إنتاج ضخم، لكنني سأسعى إلى تحقيقه، وللعلم قصص ملكات مصر بها الكثير من التفاصيل التي قد تتشابه مع حياتنا الحالية، فمن يقرأ جيدا في التاريخ سيعلم ذلك.
> لماذا تم زواجك بعيدا عن أعين الصحافة والإعلام؟
- تعمدت ذلك، لأن حياتي الخاصة ملك لي وحدي، ولا يحق لأحد الاطلاع عليها، فالفنان ملك جمهوره بأعماله الفنية، لكنه من حقه أن يشعر بشيء من الخصوصية في حياته.
> هل يوجد عمل درامي محدد ستتابعينه في رمضان؟
- لم أحدد بعد ما الذي سأتابعه ولكن بالطبع سأشاهد مسلسل الزعيم عادل إمام، ومسلسل الفنان يحيى الفخراني وغيرهما من الأعمال.
> بمناسبة مسلسل الفنان عادل إمام «عوالم خفية»... لماذا اعتذرتِ عن الاشتراك في هذا العمل؟
- اعتذرت بسبب انشغالي في تصوير مسلسل «للحب فرصة أخيرة» وكنت أتمنى المشاركة، فأي فنان يتمنى العمل مع الزعيم عادل إمام، لكن الظروف حالت دون ذلك، وأتمنى لهم التوفيق والنجاح.
> ولكن تردد أن اعتذارك بسبب الأجر وعدم الاتفاق مع الشركة المنتجة للعمل؟
- لا هذا غير صحيح، فما تردد مجرد تكهنات من البعض، وهذا غير حقيقي.



لطيفة لـ«الشرق الأوسط»: أسعى لتنفيذ وصية يوسف شاهين

برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})
برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})
TT

لطيفة لـ«الشرق الأوسط»: أسعى لتنفيذ وصية يوسف شاهين

برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})
برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})

طوت المطربة التونسية لطيفة أزمة أغنية «المصري»، التي جرى تغيير كلماتها في حفل مبادرة «تحدي القراءة» بالإمارات، مؤكدة اكتفاءها بردّ الشاعر المصري جمال بخيت، مؤلف كلمات الأغنية الأصلية والجديدة.

وتنشغل لطيفة، في الوقت الراهن، بتجهيز ألبومها الجديد، الذي يجمعها مجدداً مع الموسيقار اللبناني زياد الرحباني بعد 17 عاماً من لقائهما الأول، وسيصدر ألبومهما الجديد في بداية 2025. وقالت لطيفة، خلال حوارها مع «الشرق الأوسط»، إن زياد الرحباني سابق لكل موسيقيّي عصره، وأنها لا تتنازل عن تصوير كل أغنياتها، ولا تقبل تحكُّم أي جهة إنتاج فيما تقدمه، فهي تملك زمام أمرها وتنتج أعمالها بنفسها.

تعود لموسيقى زياد رحباني بعد 17عاماً من تعاونهما الأول ({الشرق الأوسط})

وكان الشاعر جمال بخيت، مؤلف الأغنية التي غنتها لطيفة في فيلم «سكوت هنصور» للمخرج الراحل يوسف شاهين، قد أوضح، عبر حسابه بـ«فيسبوك»، أنه المسؤول الأول والأخير عن التغيير الذي طال النص، قائلاً: «لقد اعتقد البعض أن لطيفة جاءت بشاعر آخر لكتابة كلمات جديدة، وهذا مستحيل قانوناً، وانبرت بعض الأقلام بهجوم مُسيء على الفنانة الكبيرة دون وجه حق»، مؤكداً أنه كتب النص من عقله وروحه، وأن «كتابة كلام مختلف على نفس اللحن أسلوب فني حدث كثيراً مع أعمال غنائية مهمة».

وعن عودتها للتعاون مع زياد الرحباني، بعد كل هذه السنوات التي شهدت تطوراً في الموسيقى، تقول لطيفة: «زياد الرحباني خارج الزمن، ولموسيقاه طاقة أخرى وطريق آخر في الكون، هو سابق عصر الموسيقى في العالم العربي بسنوات ضوئية، وهذا ليس رأيي فقط، بل رأي الراحل عمار الشريعي وغيره من المبدعين، فموسيقاه لكل الأزمنة ويُعدّ مدرسة خاصة في إبداعاته».

تتمنى الفنانة لطيفة تنفيذ وصية المخرج الراحل يوسف شاهين ({الشرق الأوسط})

يحلو لها الحديث عنه فتقول: «كنت أسمعه وأنا بالمدرسة في تونس، وكنت أتبادل وزملائي شرائط الكاسيت لمسرحياته، وأذكر أنه في مؤتمر صحافي في التسعينات نقلته إذاعة الشعب، وكانت تجلس بيروت كلها بجوار الراديو لسماعه، وسألوه عن الفنانين الذين يمكن أن يعمل معهم دون شروط، فقال: لطيفة التونسية، وأخذتني صديقة مشتركة إلى الاستديو في يوم من أحلى أيام عمري، فلم أكن أصدِّق أن ألتقيه، وبدأنا بعدها نعمل على ألبومنا الأول (معلومات أكيدة)».

وعن مدى حرصها على التنوع في الألبوم تجيب بثقة: «هذا التنوع لا يُطلَب من زياد، فهو مختلف ومتنوع في الموسيقى والإيقاعات وكل شيء، وتوليفة لا تتكرر».

وأنهت لطيفة ألبومها قبل الحرب الجارية في لبنان، لكنها تقول: «لو لم ينته الألبوم لبقيت في لبنان، ومستعدة أن أستقل، الآن، أول طائرة لبيروت، فقد تعايشت مع انفجارات سابقة بها، فكنتُ على بُعد أمتار من موقع اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، وقد نجوتُ بفضل الله، حيث كنت أعرض مسرحية (حكم الرعيان) لمنصور الرحباني».

تفخر لطيفة بأنها قدمت المسرح الغنائي كما يجب في {حكم الرعيان} ({الشرق الأوسط})

وعن العرض تقول: «كنت، كل يوم، أشكر الله مع فتح الستار؛ لأن هذا هو الفن الهادف المحترم المُبهر الذي أحبه، لكن لم تُعرَض عليَّ أعمال بهذا المستوى، كما أنني لا أقبل بالمسرح الذي ينتهي فجراً، فكنا نقدم العرض في ساعة ونصف الساعة، كما أن الرحابنة هم أكثر من قدموا المسرح الغنائي».

وتكشف لطيفة عن ملامح الألبوم الجديد قائلة: «يضم 7 أغانٍ من ألحان زياد الرحباني؛ من بينها أغنيتان من كلمات الشاعر الكبير عبد الوهاب محمد، وهو أبي الروحي، وجمعنا 20 سنة من الأغنيات الحلوة، كان عمري 4 سنوات حين غنيت له (فكروني)، ثم اكتشفت أن كل أغنية أحبها تكون من كلماته مثل (أوقاتي بتحلو)، و(مستنياك)».

وتضيف لطيفة: «لقد وضع الله عبد الوهاب في طريقي حين جئت إلى مصر للمرة الأولى، وتبنّاني مع الموسيقار بليغ حمدي، وهما مَن جعلاني أقرر البقاء في مصر، ولولاهما لَما كانت لطيفة، وأقنعاني بأن أبقى في مصر، وقد ترك لي كل أعماله الأخيرة».

وأوصى الشاعر الراحل بأن تذهب أغنيات كثيرة له للطيفة، وفق تعبير الفنانة التونسية التي توضح: «مع كل ألبوم أقدِّم بعضاً من أعماله الجديدة، ففي الألبوم السابق قدمت أغنيتين من كلماته؛ إحداهما ألحان كاظم الساهر، والأخرى ألحان زياد الطويل. وقد تركت كلماته بصمة قوية في مشواري منذ (أكتر من روحي بحبك)، (بحب في غرامك)، (حبك هادي)، (استحالة)».

لا أقبل أن يفرض عليَّ أحد ماذا أغني

لطيفة

وفي السينما لم تقدم لطيفة سوى «سكوت هنصور» مع المخرج الكبير يوسف شاهين، مبررة ذلك: «لم تتكرر تجربتي في السينما؛ لأن ما عُرض عليَّ لا يستحق التعب، لذا ركزت في أعمالي الموسيقية».

وتكشف أنها تنتظر فيلماً في مرحلة الكتابة تحمست لفكرته، قائلة: «الآن أفكر في العودة للسينما، قد تكون لي تجربة، العام المقبل، فأنا أودّ أن أنفذ وصية يوسف شاهين، فقد قال لي قبل وفاته: (اوعديني بمواصلة التمثيل لأن بداخلك ممثلة لم يأت مثلها منذ سنوات)، وأنا أحب التمثيل وأحب الفن الراقي، وقدمت مسلسل (كلمة سر) قبل سنوات».

أشعار الراحل عبد الوهاب محمد لها بصمة قوية في مشواري

لطيفة

وتولي لطيفة اهتماماً لافتاً بتصوير أغنياتها، فهي لديها رصيد كبير من الأغنيات المصورة، وتبحث دوماً عن الفكرة والشكل المتجدد، وتعقد جلسات عمل مع المخرج اللبناني وليد ناصيف الذي صوَّر لها ألبومها الماضي بتقنية الذكاء الاصطناعي.

وتصف لطيفة نفسها بـ«ملكة التجدد والتحدي والإرادة»، مشددة على أن الفنان يجب أن يتجدد، وترى أن التحضير للتصوير أهم شيء، وتتبادل الأفكار حالياً مع ناصيف، استعداداً لبدء التصوير الشهر المقبل.

وتختتم لطيفة حوارها بنبرة مفعمة بالرضا: «الآن، أحصد كل ما زرعته، فأغنياتي كلها (ديجيتال) عبر قناتي بـ(يوتيوب)، والحقوق كلها مِلكي؛ لأنني أرفض أن يتحكم بي منتج، ولا أقبل أن يفرض عليَّ أحد ماذا أغني».