ساوثهامبتون يلتقط طوق النجاة ويدفع سوانزي لنفق الهبوط

مالكا ستوك سيتي يؤكدان حاجة النادي لإصلاحات جذرية لتعويض إخفاقه في الدوري الإنجليزي الممتاز

غابياديني مهاجم ساوثهامبتون (في الوسط) يسجل هدف الفوز المهم في مرمى سوانزي (رويترز)
غابياديني مهاجم ساوثهامبتون (في الوسط) يسجل هدف الفوز المهم في مرمى سوانزي (رويترز)
TT

ساوثهامبتون يلتقط طوق النجاة ويدفع سوانزي لنفق الهبوط

غابياديني مهاجم ساوثهامبتون (في الوسط) يسجل هدف الفوز المهم في مرمى سوانزي (رويترز)
غابياديني مهاجم ساوثهامبتون (في الوسط) يسجل هدف الفوز المهم في مرمى سوانزي (رويترز)

ضمن ساوثهامبتون بنسبة كبيرة البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم بعدما سجل مانولو غابياديني هدفا في الشوط الثاني قاده للفوز 1 / صفر على سوانزي سيتي، بينما تأزم موقف الأخير القابع حاليا بمنطقة الهبوط.
وسجل البديل غابياديني هدف الفوز في الدقيقة 77 وظل التوتر سائدا حتى احتفل ساوثهامبتون بالفوز مع صفارة النهاية. وبهذه النتيجة تأكد هبوط وست بروميتش ألبيون لدوري الدرجة الثانية بينما رفع ساوثهامبتون رصيده إلى 36 نقطة بفارق ثلاث نقاط عن سوانزي قبل خوض الجولة الأخيرة للموسم.
ويتفوق ساوثهامبتون في فارق الأهداف على سوانزي بواقع تسعة أهداف وسيلتقي مع بطل الدوري مانشستر سيتي في الجولة الختامية يوم الأحد المقبل.
في المقابل يحتاج سوانزي للفوز في آخر مباراة على ستوك سيتي الذي هبط بالفعل للدرجة الثانية وسينتظر خسارة هيدرسفيلد تاون في آخر مباراتين له أمام مضيفه تشيلسي وضيفه آرسنال.
وقبل يوم واحد من المباراة اضطر ساوثهامبتون إلى الذهاب إلى فندق آخر بالقرب من كارديف بدلا من الفندق المجاور للملعب بسبب الخوف من انتشار فيروس.
وقال هيوز: «أنا لم أفكر ولو لدقيقة واحدة في قيام سوانزي سيتي بأي شيء يتعلق بهذا الأمر... أعتقد قد تكون بعض الجماهير المتعصبة لسوانزي حاولت التأثير على حجزنا للفندق لكن يمكننا استخدام مثل هذه الأمور لمصلحتنا واستخدامها كدوافع».
وأشار هيوز إلى أن إلغاء حجز الفندق في اللحظات الأخيرة منح الفريق المزيد من الدوافع لتحقيق الانتصار في أرض الملعب.
وحصل مارك هيوز على قدر كبير من التعويض على إقالته من تدريب ستوك سيتي بنجاحه في إبعاد ساوثهامبتون من منطقة الهبوط رغم أن الخطر لم يبتعد تماما.
وتولى هيوز مهمة إنقاذ ساوثهامبتون من الهبوط في مارس (آذار) الماضي وكان يعد اختيارا غريبا للبعض في ظل رحيله عن ستوك الذي كان يصارع أيضا للبقاء في دوري الأضواء. وجاء الفوز على سوانزي ليمنحه دفعة قوية حيث يتقدم الآن بثلاث نقاط عن منطقة الخطر ويملك الفريق فارق أهداف جيدا عن الفرق التي تليه مما قد يعزز من فرص بقائه.
وكانت سمعة هيوز على المحك بعدما استهل مشواره بالخسارة في ثلاث مباريات متتالية وكان معرضا للإقالة من منصبه سريعا.
لكن ساوثهامبتون حقق فوزه الثاني في ثلاث مباريات وتجنب الخسارة في آخر أربع مباريات بالدوري ليحقق الهدف المنشود.
وقال هيوز لاعب ساوثهامبتون السابق: «قلت عندما توليت المهمة إن الأمر لا يتعلق بي أو بموقفي أو بسمعتي أو بالبقاء في اللعبة».
وأضاف: «كنت مهتما فقط بمحاولة مساعدة النادي الذي سبق أن لعبت له ولدي تعاطف كبير نحوه وكنت أحاول فقط أن أساعده على البقاء في الدوري الممتاز».
وكان ساوثهامبتون نموذجا يحتذى في السنوات الأخيرة في كيفية النجاح بميزانية محدودة ولم يحتل مركزا أقل من الثامن في آخر أربعة مواسم.
لكنه عانى هذا الموسم خاصة في محاولة تسجيل الأهداف ويتصدر تشارلي أوستن قائمة الهدافين في الفريق برصيد سبعة أهداف فقط، بينما يملك ثالث أسوأ معدل في تسجيل الفرص بين فرق الدوري الممتاز. وهذا يعني أن هيوز كان مطالبا بالكثير. وعلق المدرب قائلا: «بذل الجميع مجهودا ضخما. الأمر لا يتعلق فقط بمباراة سوانزي، بل بدأ الأمر منذ بدأنا التحدي. في بعض المباريات سارت الأمور ضدنا وكان علينا التعافي من ذلك... أنا سعيد جدا من أجل اللاعبين».
في المقابل قال كارلوس كارفاليهاو مدرب سوانزي سيتي إن البقاء في الدوري الممتاز بات لا يتوقف على نتائج فريقه بل أيضا نتائج فرق أخرى لكنه لا يزال يأمل في حدوث معجزة.
ومع تفوق ساوثهامبتون بنقطة وبفارق تسعة أهداف على سوانزي فإن مهمة الأخير باتت تتوقف في الفوز بمباراته في الجولة الأخيرة على ستوك سيتي، الذي تأكد هبوطه، وانتظار خسارة هيدرسفيلد في آخر مباراتين.
وقال كارفاليهاو: «لا تزال لدينا فرصة لكن الأمور ليست بأيدينا، دعونا نرى إن كان يمكن حدوث معجزة».
وقياسا بالأداء الهجومي الضعيف لفريقي سوانزي وساوثهامبتون على مدار الموسم لم يكن غريبا أن تشهد المباراة ندرة في الفرص والكثير من التمريرات الخاطئة.
وانتظر الجميع حتى الدقيقة 31 لتشهد المباراة أول تهديد للمرمى عندما اختبر تشارلي أوستن مهاجم ساوثهامبتون الحارس أوكاش فابيانسكي خلال شوط أول باهت.
وتحسن المستوى في الشوط الثاني وسدد جوردان أيو كرة قوية تصدى لها أليكس مكارثي حارس ساوثهامبتون. وبعدها أضاع أوستن فرصة أخرى من ضربة رأس لكنه تسبب في الهدف الوحيد.
وانقض أوستن على كرة وصلته بعد ركلة ركنية وارتدت من فابيانسكي ليتابعها غابياديني إلى الشباك ليكون هدف إنقاذ ساوثهامبتون وإغراق سوانزي.
على جانب آخر أكد بيتر وجون كوتس مالكا ستوك سيتي أن النادي يحتاج إلى «إصلاحات جذرية» لتعويض إخفاقه في سوق الانتقالات واستعادة هويته بعد الهبوط من الدوري الممتاز.
ووصلت مسيرة ستوك في الدوري الممتاز على مدار عشر سنوات إلى نهايتها بعد الخسارة 2 - 1 أمام كريستال بالاس مطلع الأسبوع الحالي.
وقال مالكا النادي في بيان: «إنه لمن الواضح تماما أننا في حاجة إلى إصلاحات جذرية. نحن نحتاج إلى استعادة هويتنا وسنقضي الصيف للتركيز على هذا الأمر».
وسبق أن انتقد جاك باتلاند حارس ستوك سياسة التعاقدات «الهزلية» في هذا النادي.
وقال المالكان: «إنه لمن الواضح ارتكاب أخطاء في سوق الانتقالات. كانت هناك رغبة في زيادة كفاءة الفريق... وقمنا بضم لاعبين إلى النادي كنا نشعر أن لديهم القدرة على مساعدتنا في تحقيق هدفنا، لكن لسوء الحظ لم يعد التوازن موجودا في التشكيلة وربما فقدنا مجموعة من اللاعبين المؤثرين الذين أدوا بشكل جيد وكان وجودهم مهما عند المرور بفترات صعبة».
وسيختتم ستوك مشواره في الدوري الأحد بمواجهة سوانزي سيتي المهدد بالهبوط.



من عصر دي ستيفانو إلى حقبة كارفاخال... ريال مدريد يواصل صنع المعجزات

الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)
الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)
TT

من عصر دي ستيفانو إلى حقبة كارفاخال... ريال مدريد يواصل صنع المعجزات

الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)
الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)

في مايو (أيار) 2004، قام طفل يبلغ من العمر 12 عاماً بشعر أصفر طويل ينتظره مستقبل مشرق، بوضع قميص ريال مدريد الأبيض بجوار أحد الأعمدة الموجودة في ملعب التدريب بالنادي الموجود به لوح من الغرانيت عليه العبارة الشهيرة «يحترم ماضيه، ويتعلم من حاضره، ويؤمن بمستقبله». وفي اليوم الأول من يونيو (حزيران) 2024، كان هذا الطفل، الذي أصبح رجلا يبلغ من العمر 32 عاماً بلحية رمادية وصنع تاريخاً حافلاً، يرتدي هذا القميص على ملعب ويمبلي، وقفز ليسجل برأسه في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا ليقود النادي الملكي لاستكمال أعظم إنجاز في تاريخه على الإطلاق. وأشير بهذا إلى داني كارفاخال.

لقد مر عشرون عاماً تقريباً منذ ذلك اليوم في عام 2004. في ذلك اليوم، وقف كارفاخال، وهو طفل صغير في أكاديمية الناشئين، إلى جانب ألفريدو دي ستيفانو، البالغ من العمر 78 عاماً، والذي يعد أهم لاعب في تاريخ أندية كرة القدم، ورمزا لكل شيء: الرجل الذي غيّر وصوله عام 1953 ريال مدريد ولعبة كرة القدم إلى الأبد، والذي شكّل أسطورة النادي وهويته. والآن، عندما يتعلق الأمر ببطولة دوري أبطال أوروبا؛ تلك المسابقة التي يشعر ريال مدريد بأنها أصبحت ملكا له، أصبح كارفاخال يتفوق على دي ستيفانو. قد يبدو هذا سخيفاً للبعض، لكن هذا هو ما حدث مؤخراً.

عندما فاز ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا عام 1960 بعد الفوز على إينتراخت فرنكفورت 7 - 3 في مباراة من أعظم المباريات عبر التاريخ (ب.أ)

لقد فاز عدد قليل من اللاعبين بنفس عدد بطولات دوري أبطال أوروبا التي فاز بها كارفاخال، حيث نجح خمسة لاعبين في الحصول على اللقب ست مرات، من بينهم أربعة من زملاء كارفاخال: فبعد الفوز على بوروسيا دورتموند في المباراة النهائية بهدفين دون رد على ملعب ويمبلي، انضم كارفاخال ولوكا مودريتش وناتشو فرنانديز وتوني كروس إلى باكو خينتو - الذي ظل رقمه القياسي المتمثل في أكثر اللاعبين فوزا بالبطولة صامدا لمدة 58 عاماً - كأكثر اللاعبين فوزا باللقب على الإطلاق. ويُعد كارفاخال هو اللاعب الوحيد من هذا الجيل الذي شارك أساسياً في جميع المباريات النهائية الست، على الرغم من أنه خرج مستبدلا في مباراتين منها. وقال كارفاخال والدموع في عينيه بعد الفوز على بوروسيا دورتموند في المباراة النهائية التي سجل فيها هدفا: «لقد جئت إلى هنا وأنا طفل صغير، والآن أنا هنا. سيكون من الصعب للغاية أن يكسر أحد هذا الرقم الذي حققناه».

لقد كان هناك كثير من الصور، وكثير من التصريحات، وكثير من اللحظات، التي ستظل خالدة في الأذهان بعد فوز «الميرنغي» بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الـ 15 – نعم المرة الخامسة عشرة، هل تصدقون هذا؟ لقد كانت هذه هي آخر مباراة للنجم الألماني توني كروس، الذي أعلن اعتزاله كرة القدم بنهاية الموسم الحالي. وسجل راقص السامبا البرازيلي فينيسيوس جونيور هدفاً أخر في المباراة النهائية للبطولة الأقوى في القارة العجوز، وهو لا يزال في الثالثة والعشرين من عمره، وهو الأمر الذي جعل المدير الفني لريال مدريد، كارلو أنشيلوتي، يرشح النجم البرازيلي للفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم لهذا العام، قائلاً: «إنه يستحق الكرة الذهبية بلا شك». وقال جود بيلينغهام، الذي لا يزال في العشرين من عمره، إنه ظل متماسكاً حتى رأى أمه وأباه بعد المباراة. وأشاد بيلينغهام بأنشيلوتي قائلاً: «إنه يعرف جيدا ما يفعله». لقد فاز ريال مدريد باللقب هذا الموسم، بنفس الطريقة التي رأيناها من قبل، حيث يبدو الفريق عرضة للهزيمة في بعض الأوقات، لكنه يعود بكل قوة ويحسم الأمور تماماً لصالحه في نهاية المطاف.

كارفاخال وفرحة افتتاح التهديف لريال مدريد (أ.ب)

لم يكن أحد يشك في قدرة ريال مدريد على حسم اللقب، لم يخسر النادي الملكي أي مباراة نهائية في هذه البطولة منذ عام 1981، فقد لعب الفريق تسع مباريات نهائية وفاز بها جميعا. وقال كروس: «يبدو أنه لا يمكن هزيمتنا في مثل هذه المباريات. إنه لأمر جنوني أن أتساوى مع خينتو كأكثر اللاعبين فوزا بلقب هذه البطولة، وهو أمر لم أتخيل أبدا أنني سأحققه». ولا يقتصر الأمر على فوز ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الخامسة عشرة في تاريخه فحسب، لكن النادي الملكي فاز أيضا بست من هذه البطولات في آخر عشر سنوات: من لشبونة 2014 إلى لندن 2024. وسيبقى إنجاز خينتو - لاعب ريال مدريد الوحيد الذي فاز بأول خمس كؤوس أوروبية في الفترة بين عامي 1956 و1960 قبل أن يفوز باللقب للمرة السادسة في عام 1966- خالداً.

ويظل فريق عام 1966 متفرداً للغاية، حيث كان ريال مدريد قد خرج من البطولة لأول مرة في عام 1960 - على يد برشلونة - وخسر المباراة النهائية في عامي 1962 و1964. وكان دي ستيفانو قد رحل، ولم يكن النادي في حالة جيدة من الناحية الاقتصادية. وكان الفريق الذي تغلب على نادي بارتيزان في نهائي عام 1966 مكوناً بالكامل من اللاعبين الإسبان. وإذا كان ذلك يساهم في عدم النظر إلى الفريق الحالي على أنه يحاكي الجيل الذهبي لريال مدريد، الذي فاز بأول خمس كؤوس أوروبية، فهناك عناصر أخرى تدعم ذلك أيضاً، وهي أن ذلك الفريق هو الذي بنى وشكّل هوية ريال مدريد، وكان فريقا لا يقهر، وهيمن على الساحة الكروية بشكل قد لا يضاهيه أو يحاكيه هذا الجيل. وبدلاً من ذلك، فاز الفريق الحالي لريال مدريد ببعض بطولاته الأوروبية خلال السنوات الأخيرة بصعوبة شديدة، بل وبقدر كبير من الحظ في نظر البعض. وكان هناك اتفاق على أن الفوز ببطولة عام 2022 كان «سخيفاً» بضع الشيء، إن جاز التعبير، ثم جاءت الخسارة الثقيلة برباعية نظيفة أمام مانشستر سيتي في العام التالي كأنها «عادلة» تماماً، لكي تعكس القوة الحقيقية للفريق.

ومع ذلك، وكما قال كروس بعد تلك الخسارة أمام مانشستر سيتي: «ليس من الطبيعي أن نفوز بدوري أبطال أوروبا طوال الوقت. آخر مرة سمعت فيها أن هناك نهاية حقبة في هذا النادي كانت في عام 2019، لذلك نحن بخير». لقد كان النجم الألماني محقا تماماً في تلك التصريحات، فقد كان ريال مدريد على ما يرام، بل وكان أفضل من أي ناد آخر. لقد فاز النادي بست كؤوس أوروبية في عقد واحد من الزمان، وهو إنجاز لا يضاهيه أي إنجاز آخر، بما في ذلك الإنجاز التاريخي الذي حققه النادي في الخمسينات والستينات من القرن الماضي. في بعض الأحيان تكون بحاجة إلى الابتعاد قليلاً عن التاريخ الذي تصنعه لكي تدرك حجم الإنجازات التي حققتها بالفعل. الزمن يغير التصورات: يُنظر إلى الماضي بشكل مختلف، وفي يوم من الأيام سيصبح ما يفعله النادي حالياً ماضياً، وسيُنظر إليه على أنه شيء استثنائي.

لم يكن ريال مدريد في الخمسينات والستينات من القرن الماضي فريقا غير قابل للهزيمة أيضا، لكن لا يوجد أي شيء يمكن أن ينتقص من حجم الإنجازات التي حققها ذلك الفريق. وخلال السنوات الخمس الأولى التي فاز فيها ريال مدريد بكأس أوروبا، كان بطلا لإسبانيا مرتين، في حين فاز أتلتيك وبرشلونة بلقب الدوري ثلاث مرات خلال تلك الفترة. وعندما فاز ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة السادسة، كان أتلتيكو مدريد هو من فاز بلقب الدوري المحلي. وكانت خمسة فرق - أتلتيك وبرشلونة وأتلتيكو مدريد وديبورتيفو وفالنسيا - أبطال إسبانيا عندما كان ريال مدريد بطلاً لأوروبا.

لكن ما المشكلة في ذلك؟ يكفي ريال مدريد فخرا أنه فاز بستة ألقاب لدوري أبطال أوروبا في عقد واحد فقط من الزمان! وفي الواقع، يمتلك الفريق الحالي لريال مدريد سجلا أفضل من الجيل الذهبي فيما يتعلق بعدد مرات الفوز بلقب الدوري. ويجب الإشارة هنا إلى أنه بعد عام 1966، بقي ريال مدريد 32 عاماً دون أن ينجح في الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا. لقد عاد ليفوز باللقب الأوروبي في عامي 2000 و2002، على الرغم من أن الفرق التي فازت باللقب في المرات السابعة والثامنة والتاسعة كانت مختلفة بشكل كبير، والدليل على ذلك أن روبرتو كارلوس وراؤول وفرناندو مورينتس كانوا هم اللاعبين الثلاثة فقط الذين شاركوا في المباريات النهائية الثلاث لهذه البطولات، وسجل زيدان ذلك الهدف الخرافي في نهاية أول موسم له مع النادي الملكي.

أنشيلوتي أكد أن الفوز بدوري الأبطال للمرة الـ15 كان أصعب من المتوقع (أ.ب)

وكان النادي قد بنى فريقه الغلاكتيكوس (العظماء) الشهير، لكنه تعثر، وواجه صعوبة كبيرة في الفوز باللقب العاشر، وظل الأمر على هذا النحو لأكثر من عقد من الزمان. وعلى مدار ستة أعوام متتالية، لم يتمكن ريال مدريد من تحقيق الفوز في الأدوار الإقصائية. لقد انتظر النادي اثني عشر عاماً، وهو ما بدا وكأنه وقت طويل للغاية، لكي يصل مرة أخرى إلى المباراة النهائية في لشبونة في عام 2014. وكان الفريق خاسراً أمام أتلتيكو مدريد حتى الدقيقة 92، قبل أن ينجح سيرخيو راموس في إحراز الهدف القاتل بضربة رأس قوية، لتكون بالتأكيد اللحظة الأكثر تأثيرا بعد ذلك في تاريخ ريال مدريد. وقال بول كليمنت، مساعد أنشيلوتي، في وقت لاحق: «كل صباح كل يوم عندما كان راموس يأتي، كنت أشعر بالرغبة في تقبيله». لقد كان الفريق ينتظر النهاية الأكثر صدمة، وكان كل شيء على وشك الانهيار، قبل أن يتدخل راموس وينقذ كل شيء.

وبدلا من ذلك، كانت هذه هي نقطة البداية والانطلاقة الحقيقية. لقد فاز ريال مدريد باللقب للمرة العاشرة. وبعد ذلك بعامين، فاز باللقب ثلاث مرات متتالية، في إنجاز استثنائي بكل تأكيد. لقد بدا الأمر وكأن النادي لن يكون قادرا على تكرار ذلك الأمر، خاصة بعد رحيل النجوم البارزين - كريستيانو رونالدو، وسيرخيو راموس، وغاريث بيل، وكاسيميرو، ورافائيل فاران - وكذلك المديرين الفنيين، حيث أقيل أنشيلوتي من منصبه في غضون عام واحد، ثم رحل زيدان، الذي بدأ مساعداً لأنشيلوتي وأصبح بعد ذلك المدير الفني الأكثر نجاحاً في البطولة.

لاعبو ريال مدريد يواصلون احتفالاتهم في حافلة جابت شوارع العاصمة (أ.ف.ب)

وكان ريال مدريد يعاني من أجل العثور على بديل مناسب. وفي أحد الأيام، تلقى خوسيه أنخيل سانشيز، المدير العام للنادي، مكالمة هاتفية من أنشيلوتي حول إمكانية تعاقد إيفرتون مع بعض لاعبي ريال مدريد على سبيل الإعارة. وخلال المحادثة، سأله أنشيلوتي عن الكيفية التي تسير بها عملية البحث عن مدير فني جديد، وقال له سانشيز إن الأمور لا تسير بشكل جيد. وعندئذ، قال أنشيلوتي مازحا: «حسناً، هناك مرشح واحد واضح، وهو أفضل مدرب في العالم (يعني نفسه)»، وقال: «هل نسيتم من قادكم للحصول على لقب دوري أبطال أوروبا للمرة العاشرة؟»، وفي اليوم التالي، تلقى أنشيلوتي اتصالاً بشأن توليه قيادة ريال مدريد، وفي غضون ثلاث سنوات، رفع ريال مدريد الكأس ذات الأذنين للمرة الحادية عشرة والمرة الثانية عشرة، ليكون هذا هو أفضل عقد من الزمان لأكبر ناد في العالم، بقيادة المدير الفني الأكثر نجاحاً على الإطلاق في هذه المسابقة، وبمشاركة أربعة من أنجح خمسة لاعبين في تاريخ النادي. أما كارفاخال الذي وضع الحجر الأول في ملعب التدريب قبل 20 عاماً، فكان هو من وضع اللمسة الأخيرة على الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الخامسة عشرة، في إنجاز استثنائي!

* خدمة «الغارديان»