ضربات التحالف تفكّك ترابط صفوف الانقلابيين

TT

ضربات التحالف تفكّك ترابط صفوف الانقلابيين

عزّزت ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران من نقاطها الأمنية وسط العاصمة اليمنية صنعاء، بعد شن قوات تحالف دعم الشرعية غارات استهدفت قيادات من الصف الأول والثاني، كانت موجودة في مقر «دار الرئاسة» اليمنية، الذي يديره قادة الانقلاب في اليمن. وجاء ذلك وسط تأكيدات من قبل مسؤول حكومي يمني أمس، بأن التقدم الذي أحرزته قوات الجيش الوطني اليمني مسنودة بقوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، أحدث عمليات إرباك للميليشيات الحوثية.
وقال وزير الإعلام اليمني معمر الأرياني لـ«الشرق الأوسط»، إن الانتصارات تتوالى في عدد من الأراضي اليمنية وكثير من جبهات القتال، لافتاً إلى أن الميليشيات الحوثية باتت في حالة تقهقر كبير، وأن اليمن يعيش في الوقت الراهن لحظات تاريخية مفصلية من أجل استعادة الشرعية. وبيّن الأرياني أن الميليشيات في حال تشتت، وتم تسجيل حالات هروب كبيرة من الميليشيات من جبهات القتال ومن مواقعهم التي يختبئون فيها؛ لأنهم يدركون بشكل أكبر أن الوضع الميداني والعسكري «في مرحلته الأخيرة». وأضاف: «تشعر الميليشيات الحوثية الإيرانية بأن الهزيمة باتت قريبة».
وتتوالى الضربات التي تلقتها الميليشيات في اليمن وأحدثت ضعفا في صفوفها، بعد مقتل صالح الصماد، الرجل الثاني في صفوف قادة الميليشيات، الذي كان مسؤولا عن إطلاق الصواريخ الباليستية والتحريض على دول الجوار، وقتل المدنيين، واستهداف الملاحة البحرية، وتهديد الأمن العالمي.
وذكر المحلل السياسي اليمني نجيب غلاب، أن هذه العمليات تأتي في سياق الانقسام الداخلي داخل الحركة الحوثية، مؤكداً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن ميليشيات الانقلاب تعاني من خوف وقلق كبيرين يصلان إلى حد الرعب. وأضاف أن كثيرا من القوى التي تدير مؤسسات الدولة داخل الجيش والأمن والقبائل لم تعد تثق بالحوثيين، بعد مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح. وأضاف غلاب أنه بعد استهداف القادة الحوثيين السياسيين والميدانيين، من الصف الأول والثاني والثالث، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، علمت الميليشيات الحوثية أنها مخترقة، مما عمّق الصراع داخل الحركة الحوثية نفسها ومع التحالفات التي ترتبط بها. ولفت إلى أن الميليشيات الحوثية تعلم أنها مخترقة من شبكات الرئيس السابق صالح، ولم تعد تثق كثيراً بالأطراف التي لا ترتبط بها من الجانب العقائدي، ناهيك عن أن شبكات صالح كانت قد اخترقت الميليشيات الحوثية في أوقات سابقة.


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.