النظام السوري يقترب من السيطرة على كامل دمشق وريفها

بدء تنفيذ اتفاق «التسوية» في ريف حمص

مهجرون من ريف حمص ينتظرون حافلات لنقلهم الى شمال سوريا أمس (أ.ف.ب)
مهجرون من ريف حمص ينتظرون حافلات لنقلهم الى شمال سوريا أمس (أ.ف.ب)
TT

النظام السوري يقترب من السيطرة على كامل دمشق وريفها

مهجرون من ريف حمص ينتظرون حافلات لنقلهم الى شمال سوريا أمس (أ.ف.ب)
مهجرون من ريف حمص ينتظرون حافلات لنقلهم الى شمال سوريا أمس (أ.ف.ب)

اقتربت قوات النظام السوري من السيطرة على جنوب دمشق، ما يجعل العاصمة وريفها خاليين من المعارضة والفصائل المتشددة، بالتزامن مع مقتل 30 عنصراً من قوات النظام في هجوم شنه «داعش»، في وقت بدأ تنفيذ اتفاق «تسوية» في ريف حمص.
وأعلن مركز المصالحة الروسي في سوريا عن مغادرة 2556 من المسلحين وأقاربهم، مخيم اليرموك جنوب دمشق. وقال في بيان له الاثنين، إنه خلال الـ24 ساعة الأخيرة غادر 2556 من المسلحين وأقاربهم مخيم اليرموك عبر الممر الإنساني. وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، أعلن في وقت سابق، أن قوات النظام شارفت على الانتهاء من عملية تحرير مخيم اليرموك جنوب دمشق.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية بأن 50 حافلة تقل مئات المسلحين وأهاليهم، من الذين لم يرغبوا في تسوية أوضاعهم، خرجت من البلدات الثلاث إلى نقطة التجميع، تمهيداً لنقل هؤلاء إلى شمال البلاد ضمن إطار الدفعة الرابعة.
يأتي ذلك بعد خروج 63 حافلة تقل مسلحين وعوائلهم من البلدات الثلاث أول من أمس، عبر ممر بيت سحم، بعد تفتيشها، وذلك بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين قادة المسلحين وبين الحكومة السورية تحت الإشراف الروسي.
وقتل أكثر من 30 عنصراً من قوات النظام السوري خلال يومين جراء هجوم مضاد شنه تنظيم داعش ضد مواقعهم في جنوب دمشق، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وتشن قوات النظام منذ نحو ثلاثة أسابيع عملية عسكرية ضد التنظيم في جنوب العاصمة، تحديداً في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وحي الحجر الأسود المجاور، في إطار سعيه لاستعادة كامل العاصمة وتأمين محيطها.
وتمكنت قوات النظام، الأسبوع الماضي، من قطع الطريق الواصلة بين مخيم اليرموك وبين الحجر الأسود، وفق «المرصد»، إلا أن التنظيم شنّ السبت هجوماً مضاداً ونجح في إعادة فتح الطريق. وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة السورية، «تستمر عمليات الكر والفر لمقاتلي تنظيم داعش منذ شن الهجوم، وأسفرت عن مقتل 31 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين له، غالبيتهم في كمائن» نصبها «الجهاديون».
وأضاف: «منذ السبت، تتقدم قوات النظام ببطء، وإن كانت سيطرت على عدد من المواقع والمباني، إلا أنها لم تحقق أي تقدم استراتيجي».
ويسيطر التنظيم على نحو 80 في المائة من مخيم اليرموك و40 في المائة من الحجر الأسود، فضلاً عن أجزاء من حيي القدم والتضامن. وتواصل قوات النظام منذ السبت استهداف مناطق سيطرة المتطرفين بالغارات والسلاح المدفعي، وفق عبد الرحمن الذي أشار إلى أنه منذ بدء الهجوم في 19 الشهر الماضي قتل أكثر من 150 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها مقابل 120 من التنظيم. وأسفرت المعارك أيضاً عن مقتل 47 مدنياً.
وبعد الانتهاء من تنفيذ العملية المذكورة، ستكون العاصمة السورية، مع جميع ضواحيها، محررة تماماً من التنظيمات المسلحة المعارضة.
في الوسط، بدأ صباح الاثنين، تنفيذ اتفاق «التهجير» الذي توصَّلت إليه لجنة التفاوض عن ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، مع الجانب الروسي، الأسبوع الماضي. وأفاد ناشطون بأن الحافلات دخلت صباح أمس إلى مدينة الرستن شمال حمص، لنقل الدفعة الأولى من مهجري المنطقة إلى الشمال السوري المحرَّر، مشيرين إلى أن الأهالي بدأوا بالتجمع قرب جسر الرستن.
وأشارت مصادر مطلعة إلى أنه من المرجح أن تكون وجهة الدفعة الأولى من المُهجَّرين منطقة جرابلس في ريف حلب الشمالي، بحسب شبكة «الدرر الشامية» المعارضة.
وكانت لجنة التفاوض الممثلة لريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي توصَّلت لاتفاق مع الجانب الروسي، الأربعاء الماضي، يقضي بوقف إطلاق النار بشكلٍ كاملٍ، إضافة لتسليم السلاح الثقيل خلال ثلاثة أيام، وخروج من لا يرغب في التسوية. كما تضمن الاتفاق دخول الشرطة العسكرية الروسية والشرطة المدنية بعد خروج آخر قافلة من مناطق الريف الشمالي. ويحق لكل مقاتل إخراج بندقية وثلاثة مخازن، إضافة للأغراض الشخصية، كما يمكنهم أخذ أثاث منازلهم.
يُذكر أن «جيش التوحيد» و«غرفة عمليات الرستن» سلما سلاحهما الثقيل للنظام بموجب الاتفاق، فيما أعلنت فصائل «هيئة تحرير الشام، وجبهة تحرير سوريا، وفيلق الشام، والفيلق الرابع، وجيش العزة، وغرفة عمليات رصّ الصفوف، وحركة تحرير الوطن» رفض الاتفاق، وأصرَّت على مواصلة القتال، بحسب «الدرر».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.