زعامات سياسية بارزة تغيب عن المشهد الانتخابي العراقي

TT

زعامات سياسية بارزة تغيب عن المشهد الانتخابي العراقي

على الرغم من مقولة «المجرب لا يجرب» التي أطلقتها مرجعية النجف الدينية والاتجاه الشعبي العام المؤيد لإزاحة الوجوه السياسية التي تصدرت المشهد العراقي بعد 2003، فإن أغلب وجوه ذلك المشهد ما زالت متمسكة بالبقاء في ساحة التنافس الانتخابي، على أمل العودة مرة أخرى إلى ممارسة أدوارها السابقة في صنع مستقبل البلاد وشكل الحكومة المقبلة.
وقالت مصادر في مفوضية الانتخابات إن أكثر من 20 مسؤولاً ووزيراً سابقاً تقدموا للمنافسة الانتخابية في الدورة الحالية، يتقدمهم رئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي عبر رئاسته «ائتلاف النصر»، إضافة إلى رئيس الوزراء السابق نوري المالكي التي يتزعم ائتلاف «دولة القانون»، ورئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي الذي يرأس تحالف «الوطنية». ويبرز في هذه الدورة أيضاً وزير الداخلية الحالي قاسم الأعرجي الذي يرأس تحالف «الفتح» الذي يضم فصائل «الحشد الشعبي» في محافظة واسط الجنوبية. ويشترك في الدورة الحالية للمرة الأولى زعيم الحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي الذي شغل منصب وزير العلوم والتكنولوجيا في حكومة المالكي الأولى (2006 - 2010) حين كان عضواً قيادياً في الحزب الشيوعي.
غير أن الحضور المكثف للشخصيات السياسية القديمة في المشهد الانتخابي النيابي، المقرر السبت المقبل، لا يقلل من أهمية غياب شخصيات رئيسية عن المشهد كانت لها أدوار بارزة في الحكومات والدورات الانتخابية الثلاث السابقة والحكومات المؤقتة التي سبقتها منذ 2003.
ولعل من بين أهم الشخصيات الغائبة عن الدورة البرلمانية الحالية وزير الخارجية رئيس تيار «الإصلاح» إبراهيم الجعفري الذي شغل مناصب كثيرة على امتداد السنوات الـ15 الماضية، ومنها عضوية «مجلس الحكم الانتقالي» عام 2004، ورئاسة الوزراء عام 2005، ثم منصب رئاسة «التحالف الوطني» الشيعي لنحو 7 سنوات، قبل تولي منصب وزارة الخارجية في حكومة العبادي الحالية (2014 - 2018).
وإلى جانب الجعفري، يغيب في هذه الدورة وزير النفط ونائب الرئيس السابق عادل عبد المهدي، والقيادي في المجلس الأعلى وزير الداخلية والنقل السابق باقر جبر صولاغ، إلى جانب غياب رئيس كتلة «مستقلون» وزير النفط والتعليم السابق حسين الشهرستاني. أما نائب رئيس الوزراء صالح المطلك فهو أبرز الغائبين عن المشهد السياسي السني.
ويرى رئيس «المجموعة العراقية للدراسات» واثق الهاشمي أن «ظاهرة غياب الوجوه السياسية القديمة مسألة صحية وإيجابية». ويقول الهاشمي لـ«الشرق الأوسط»: «أغلب الوجوه الغائبة في الدورة الحالية كانت لها تجارب انتخابية في كل الدورات السابقة، ولعلها تعتقد اليوم أنها قدّمت كل ما تملك ولا ترغب في مواصلة ذلك في الدورة الحالية». ويشير الهاشمي إلى أسباب أخرى تقف وراء الامتناع عن الترشح، منها «اعتقاد البعض أن عضوية مجلس النواب لم تعد تناسب مقامه، ويخشى بعضهم ربما من تعرضه لخسارة كبيرة وعدم حصوله على أصوات تمكنه من الصعود إلى البرلمان، خصوصا للنقمة الجماهيرية على المسؤولين السابقين».
ومن الشخصيات السياسية البارزة التي غابت عن المشهد الانتخابي الحالي القيادي في حزب «الدعوة» علي الأديب، الذي شغل منصب وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الحكومة السابقة، ورأس في الدورة النيابية الحالية كتلة «دولة القانون» النيابية. ورأى مصدر قريب من مكتب الأديب الإعلامي أن غيابه «لا يتعلق بالخشية من الخسارة أو التعالي على عضوية البرلمان». وقال المصدر، الذي فضّل عدم الإشارة إلى اسمه، لـ«الشرق الأوسط»: «العمل السياسي لا يقتصر على عضوية البرلمان، فهناك أعمال أخرى مثل التفرغ الحزبي، أو شغل منصب تنفيذي في الحكومة، وغير ذلك».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.