السراج يعتزم التحقيق في قضايا فساد وتدشين خطة عسكرية لتأمين طرابلس

TT

السراج يعتزم التحقيق في قضايا فساد وتدشين خطة عسكرية لتأمين طرابلس

أعلنت حكومة الوفاق الوطني، التي يترأسها فائز السراج في العاصمة الليبية طرابلس، أمس، أنها تعتزم التحقيق في قضايا الفساد، التي أعلنت أخيراً، والتي تتعلق ببعض المسؤولين والنواب وأعضاء في الحكومة.
وقال محمد السلاك، الناطق باسم الحكومة، في بيان مقتضب عبر «تويتر»، إن السراج الذي تابع باهتمام ما أوردته أخيراً وسائل الإعلام حول اتهامات مرتبطة بقضايا فساد طالت بعض المسؤولين حالياً، وعلى مدار السنوات السابقة، أصدر تعليماته بفتح تحقيق في هذه الاتهامات لتبيان حقيقتها، وأخذ الإجراءات القانونية حيالها إن ثبتت.
وجاء الإعلان بعدما أعلن قنصل ليبيا المقال من منصبه عادل الحاسي، عبر وسائل إعلام محلية، اتهامات بالجملة شملت مسؤولين كباراً بالفساد واستغلال السلطة، من بينهم نائبان بالمجلس الرئاسي لحكومة السراج، وعضو في مجلس النواب، بالإضافة إلى وزراء التعليم والخارجية والمالية بالحكومة.
وطالب 34 من أعضاء مجلس النواب الليبي في بيان لهم النائب العام بالتحقيق «في أي قضايا فساد، أو وساطة أو محسوبية، أو استغلال سلطة أو منصب بغير وجه حق أو استناد قانوني، تُوجه فيها إدانة أو اتهام لأي موظف أو مسؤول، أياً كانت صفته أو مكانته الوظيفية». كما دعوا إلى «اتخاذ إجراءات رفع الحصانة عن أي مسؤول ورد اسمه في هذه القضية، بعد التحقيق الأولي مع من أثاروا هذه القضية والجهات التابعين لها، وذلك منعاً للتلاعب والتزوير والتشهير، وحفاظاً على المال العام وهيبة الدولة وسيادة القانون بالداخل والخارج».
إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية بحكومة السراج أنها انتهت من إعداد خطة أمنية - عسكرية مشتركة لتأمين العاصمة طرابلس وضواحيها، عقب أيام قليلة على الهجوم الانتحاري لـ«داعش» على مقر مفوضية الانتخابات.
وأوضحت الوزارة أنه تم تدشين الخطة خلال اجتماع أمني وعسكري واسع، ضم وزير الداخلية المفوض العميد عبد السلام عاشور، ورئيس الأركان العامة اللواء عبد الرحمن الطويل، وآمر الحرس الرئاسي اللواء نجمي الناكوع، ورئيسي المخابرات العامة والمباحث الجنائية، وآمر المنطقة العسكرية طرابلس، وعدداً من المسؤولين في وزارة الداخلية.
ولفتت إلى أنها انتهت من إعداد ما وصفته بـ«خطة أمنية بين جميع الأجهزة العسكرية والأمنية»، عقب التفجير الإرهابي الذي استهدف أخيراً مقر المفوضية العليا للانتخابات بوسط العاصمة طرابلس، ووضع الخطة المعتمدة موضع التنفيذ والسعي قدماً إلى بسط الأمن، وفرضه في مدينة طرابلس وضواحيها.
وكانت مديرية أمن طرابلس حثت أول من أمس سكان العاصمة على تسجيل أسماء المستأجرين لعقاراتهم، سواء كانوا ليبيين أو عرباً أو أجانب، في أقرب مركز شرطة يقع بنطاق سكنهم. وأدرجت هذه الخطوة في إطار ما سمته «التصدي لكل المؤامرات وسد الطريق أمام مأرب الجبناء لكي لا تحدث أي خروقات أمنية، تهدف إلى زعزعة الأمن»، قبل أن تحذر من يخالف هذه التعليمات، بتعريض نفسه للمساءلة القانونية.
وقتل 15 شخصاً وأصيب 21 آخرون بجروح يوم الأربعاء الماضي، إثر هجوم «انتحاري» استهدف مقر المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في العاصمة طرابلس، وتبناه تنظيم داعش المتطرف، عبر وكالة «أعماق»، ذراعه الإعلامية في مواقع التواصل الاجتماعي. وكان محمد صوان، رئيس حزب العدالة والبناء، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، قد اعتبر أن الهجوم الأخير يهدف إلى عرقلة الانتخابات، مجدداً ترحيبه بدعوة رئيس مجلس النواب عقيلة صالح إلى ضرورة الذهاب لانتخابات رئاسية قبل نهاية العام. وشدد صوان على جاهزية الشعب الليبي للانتخابات، واستعداده أيضاً للالتزام بنتائجها أياً كانت، «خصوصاً أنها ستبعد الدولة عن شبح الحكم العسكري المرفوض من قبل قطاعات كبيرة بالمجتمع».
لكنه حذر المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، مما وصفه بـ«محاولة جماعة العسكر» فرض تصور عام بعدم جاهزية الشعب للانتخابات، ومن ثم «فرض تصور آخر بأنهم وحدهم المستعدون للحكم... أما المدنيون فلا».
ورأى صوان أنه من حق حفتر أن يترشح لأي منصب سياسي، ما دام تحققت فيه شروط الترشح والمواصفات، التي تنص عليها القوانين السارية، بعيداً عن أي محاولة لعسكرة الدولة. كما حذر صوان الجيش الوطني من مغبة قيامه بتحرير مدينة درنة، آخر معاقل الجماعات المتطرفة في منطقة ساحل شرق ليبيا، معتبراً أن إطلاق عملية عسكرية ضد مدينة درنة، التي تسيطر عليها مجموعات مسلحة تسمى «مجلس شورى مجاهدي درنة»، بمثابة «قرار متعجّل».
وبعدما زعم صوان وجود «كثافات بشرية عالية في المدينة»، رأى أن المواجهة العسكرية في حال حدوثها ستكون مع هؤلاء المدنيين، لا مع المسلحين، وقال بهذا الخصوص: «حرب كهذه ستُسجل، لا محالة، دولياً جريمة ضد الإنسانية وإبادة جماعية».
كما انتقد صوان بشدة الاتهامات التي لاحقت رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، عضو الحزب السياسي لجماعة الإخوان، بأنه يسعى لتحقيق أهداف «الإخوان»، بغض النظر عن صالح الوطن. وقال إن «المشري لا يمثل أي جهة إلا حزبنا، وهو كما قلنا حزب سياسي صرف مستقل تماماً عن أي جماعة سياسية أو دينية، لكنه (المشري) الآن أصبح يمثل مؤسسة سيادية، وهو ملتزم بلوائحها في اتخاذ القرارات والمواقف».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.