ماكرون يحذر من حرب إذا انسحبت واشنطن من «اتفاق» إيران

الرئيس الفرنسي يدعو إلى ضرورة استكماله لتفادي التصعيد في منطقة الشرق الأوسط

ماكرون يحذر من حرب إذا انسحبت واشنطن من «اتفاق» إيران
TT

ماكرون يحذر من حرب إذا انسحبت واشنطن من «اتفاق» إيران

ماكرون يحذر من حرب إذا انسحبت واشنطن من «اتفاق» إيران

حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من احتمال «نشوب حرب» إذا انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الاتفاق النووي مع إيران، مستبعداً في الوقت نفسه أن «ترمب يريد حرباً».
وقال ماكرون لمجلة «دير شبيغل» الألمانية الأسبوعية: «سنفتح صندوق باندورا... قد تنشب حرب»، لكنه أضاف: «لا أعتقد أن دونالد ترمب يريد حرباً»، بحسب ما نقلت عنه وكالة «رويترز».
وفي مقابلة نشرتها صحيفة «لو جورنال دو ديمانش» أكد الرئيس الفرنسي مجدداً ضرورة «استكمال اتفاق فيينا»، بهدف تفادي التصعيد في منطقة الشرق الأوسط.
وأوضح ماكرون في هذا الصدد: «في رأيي علينا أن نحافظ على اتفاق فيينا وإكماله»، عبر التباحث مع إيران بشأن 3 مواضيع هي ما بعد 2025 (تاريخ انتهاء بعض بنود تتعلق بالأنشطة النووية الإيرانية) والبرنامج الباليستي الإيراني الذي يتعرض لانتقادات شديدة، إضافة إلى دورها الذي يعتبره البعض «مزعزعاً للاستقرار» في المنطقة، من خلال دعم رئيس النظام السوري بشار الأسد وحزب الله اللبناني ومجموعات مسلحة في العراق والمتمردين الحوثيين في اليمن، وفق ما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.
ومن المقرر أن يتخذ ترمب قراراً في موعد أقصاه 12 مايو (أيار) بشأن ما إذا كان سينسحب من الاتفاق النووي الإيراني أم لا. وحث ماكرون نظيره الأميركي على عدم الانسحاب عندما التقى به في واشنطن في نهاية الشهر الماضي. ودعا أخيراً إلى «تعزيز» اتفاق 2015 لتفادي حدوث تصعيد في مجمل الشرق الأوسط.
وقال مسؤولان بالبيت الأبيض ومصدر مطلع على النقاش الداخلي في الإدارة الأميركية في 2 مايو إن ترمب قرر الانسحاب، إلا أنه لم يتضح بعد كيف سيفعل ذلك.
لكن ترمب قد يتوصل إلى طريقة يبقي بها على الاتفاق الذي وقعت عليه إيران مع بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة. وما زالت مجموعة 5+1 ملتزمة بالاتفاق النووي، ولكن الدول الأوروبية الثلاث تريد، في محاولة لتجنب انسحاب واشنطن منه، إجراء محادثات بشأن برنامج إيران للصواريخ الباليستية وأنشطتها النووية بعد 2025 - عندما ينتهي أمد بنود رئيسية في الاتفاق - ودورها في أزمات الشرق الأوسط مثل سوريا واليمن.
في هذه الأثناء، بدأ وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أمس، زيارة تستمر يومين لواشنطن، حيث سيبحث بشكل رئيسي الملف الإيراني. وقال في بيان إن الغربيين «موحدون في جهودهم لمواجهة هذا النوع من السلوك الإيراني الذي يجعل منطقة الشرق الأوسط أقل أماناً». ورأى جونسون الثلاثاء أنه يتعين «الحفاظ» على الاتفاق مع إيران «مع تطويره بغرض أن يؤخذ في الاعتبار القلق المشروع».



إسرائيل توافق على خطة لزيادة عدد سكانها في هضبة الجولان المحتلة إلى المثلين

آليات إسرائيلية عند هضبة الجولان قرب بلدة مجدل شمس (أ.ب)
آليات إسرائيلية عند هضبة الجولان قرب بلدة مجدل شمس (أ.ب)
TT

إسرائيل توافق على خطة لزيادة عدد سكانها في هضبة الجولان المحتلة إلى المثلين

آليات إسرائيلية عند هضبة الجولان قرب بلدة مجدل شمس (أ.ب)
آليات إسرائيلية عند هضبة الجولان قرب بلدة مجدل شمس (أ.ب)

وافقت إسرائيل ، اليوم (الأحد)، على زيادة عدد سكانها في هضبة الجولان المحتلة إلى المثلين، قائلة إن التهديدات التي تواجهها من سوريا لا تزال قائمة رغم النبرة المعتدلة لقادة قوات المعارضة الذين أطاحوا بالرئيس بشار الأسد قبل أسبوع، وفق ما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء.

وذكر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في البيان، أن «تقوية الجولان هي تقوية لدولة إسرائيل، وهي مهمة على نحو خاص في هذا التوقيت. سنواصل التمسك بها وسنجعلها تزدهر ونستقر فيها».

وانتزعت إسرائيل السيطرة على معظم هضبة الجولان من سوريا خلال حرب عام 1967، قبل أن تضمها إليها عام 1981.

وفي 2019، أعلن الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب دعم الولايات المتحدة للسيادة الإسرائيلية على الجولان، لكن عملية الضم لم تحظَ باعتراف معظم الدول. وتطالب سوريا إسرائيل بالانسحاب منها، لكن الأخيرة ترفض ذلك متعللة مخاوف أمنية. وباءت جهود سلام كثيرة بالفشل.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في بيان اليوم (الأحد)، لمسؤولين يدققون في ميزانية إسرائيل الدفاعية: «المخاطر المباشرة التي تواجه البلاد لم تختفِ والتطورات الحديثة في سوريا تزيد من قوة التهديد، على الرغم من الصورة المعتدلة التي يدعيها زعماء المعارضة».

وقال مكتب نتنياهو إن الحكومة وافقت بالإجماع على خطة تزيد قيمتها على 40 مليون شيقل (11 مليون دولار) لتشجيع النمو السكاني في هضبة الجولان.

وأضاف أن نتنياهو قدم الخطة للحكومة «في ضوء الحرب والجبهة الجديدة مع سوريا ورغبة في زيادة عدد سكان الجولان إلى المثلين».

وقال المحلل في مركز الأبحاث الإسرائيلي (ألما) أبراهام ليفين، المتخصص في التحديات الأمنية التي تواجهها إسرائيل على حدودها الشمالية، إن نحو 31 ألفاً من الإسرائيليين استقروا في هضبة الجولان، وإن كثيراً منهم يعملون في قطاعي الزراعة، الذي يشمل مزارع الكروم، والسياحة.

وأضاف أن هضبة الجولان موطن أيضاً لما يصل إلى 24 ألفاً من الدروز السوريين.

بعيداً عن أي مغامرات غير محسوبة

وكان قائد «هيئة تحرير الشام» أحمد الشرع، قال إن إسرائيل تستخدم ذرائع كاذبة لتبرير هجماتها على سوريا، لكنه ليس مهتماً بالانخراط في صراعات جديدة، في الوقت الذي تركز فيه البلاد على إعادة الإعمار.

ويقود الشرع، المعروف باسم «أبو محمد الجولاني»، «هيئة تحرير الشام» التي قادت فصائل مسلحة أطاحت بالأسد من السلطة، يوم الأحد الماضي، منهية حكم العائلة الذي استمر 5 عقود من الزمن.

ومنذ ذلك الحين، توغلت إسرائيل داخل منطقة منزوعة السلاح في سوريا أقيمت بعد حرب عام 1973، بما في ذلك الجانب السوري من جبل الشيخ الاستراتيجي المطل على دمشق، حيث سيطرت قواتها على موقع عسكري سوري مهجور.

كما نفذت إسرائيل مئات الضربات على مخزونات الأسلحة الاستراتيجية في سوريا، غير أنها تقول إنها لا تنوي البقاء هناك، وتصف التوغل في الأراضي السورية بأنه إجراء محدود ومؤقت لضمان أمن الحدود.

وقالت إنها تدمر الأسلحة الاستراتيجية والبنية التحتية العسكرية لمنع استخدامها من قبل جماعات المعارضة المسلحة التي أطاحت بالأسد من السلطة، وبعضها نشأ من رحم جماعات متشددة مرتبطة بتنظيمي «القاعدة» و«داعش».

ونددت دول عربية عدة، بينها السعودية ومصر والإمارات والأردن، بما وصفته باستيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة في هضبة الجولان.

وقال الشرع، في مقابلة نشرت على موقع تلفزيون سوريا، وهي قناة مؤيدة للمعارضة، إن الوضع السوري المنهك بعد سنوات من الحرب والصراعات لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة. وأضاف أن الأولوية في هذه المرحلة هي إعادة البناء والاستقرار، وليس الانجرار إلى صراعات قد تؤدي إلى مزيد من الدمار.

وذكر أن الحلول الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار «بعيداً عن أي مغامرات عسكرية غير محسوبة».