محصول أكبر... بسماد وتكلفة أقلّ

تبنّى نحو 21 مليون مزارع في 452 مقاطعة صينية توصيات العلماء الواردة في دراسة في مجال الاستدامة الزراعية استمرّت لعشر سنوات وبحثت تقليص استخدام السماد. وحسب دورية «نتشر» العلمية، فإن جهود المزارعين آتت ثمارها، حيث وفّر هؤلاء نحو 12.2 مليار دولار من التكلفة السابقة.
شارك 46 باحثاً برئاسة كوي زينلينج من جامعة الصين الزراعية في دراسة كبيرة تهدف إلى الحدّ من استخدام الأسمدة. يستخدم المزارعون في الصين نحو أربعة أضعاف المعدل العالمي لسماد النيتروجين دون تسجيل أي انخفاض في العائدات الزراعية، مما يخلّف الكثير من العواقب البيئية. أجرى الباحثون 13123 دراسة ميدانية بين عامي 2005 و2015 في جميع أنحاء الصين، شملت حقولاً للقمح والأرز والذرة، واختبروا «كيف تتغيّر العائدات مع اختلاف أنواع المحاصيل، وأوقات وكثافة التخطيط، والأسمدة، واستخدام المياه. كما قاسوا مستويات أشعة الشمس وتأثير المناخ على إنتاج المزرعة، بحسب «نتشر».
وخرج الباحثون أخيراً بنصيحة خاصة للمزارعين الذين يعتمدون على ظروف معينة في موقعهم الجغرافي. وتم اختيار مزارع الأرز التي تقع في شمال شرقي الصين كمثال: فقد اقترح الباحثون على مزارعيها أن يقلصوا استخدام سماد النيتروجين بمعدل 20 في المائة، لافتين إلى أنّه بإمكان المزارعين أن يزرعوا البذور على مسافة أقرب إلى بعضها، وأن يزيدوا نشر السماد في نهاية الموسم.
طبّق ملايين المزارعين بين عامي 2005 و2015 هذه الاقتراحات، ونظّم الباحثون نحو 14 ألف ورشة عمل وبرنامج توعية. وقال كوي: «شكّك المزارعون في توصياتنا، ولكننا نجحنا لاحقاً في كسب ثقتهم، ومن ثمّ اعتمدوا علينا، وهذه كانت مكافأتنا الأكبر». وأشار بيان إعلامي أصدرته جامعة الصين للزراعة أنّ هذه الثقة كانت بمثابة ردّ الدين، خاصة وأن تطبيق التوصيات ساهم في زيادة عائدات الإنتاج بنحو 33 مليون طن، وخفّض استخدام سماد النيتروجين بنحو 1.2 مليون طن، ورفع الدخل نحو 79.3 مليار يوان.
يرى بعض الباحثين أن الدروس المستقاة من مشروع الـ54 مليون دولار قد لا تترجم بسهولة في دول أخرى، فقد قالت الباحثة ليسلي فيربانك من جامعة ليد في حديث لـ«نتشر»: «لا شكّ في أنّ هذه الدروس ستؤتي ثمارها في شبه الصحراء الأفريقية، ولكنها تحتاج إلى مقاربة تتجاوز الحدود والمنظمات والمموّلين».