اللبنانيون يتوافدون على مراكز الاقتراع لانتخاب ممثليهم

قبل ساعات على موعد انتهاء التصويت

توافد كثيف للناخبين على مركز للاقتراع في دائرة جبل لبنان (إ.ب.أ)
توافد كثيف للناخبين على مركز للاقتراع في دائرة جبل لبنان (إ.ب.أ)
TT

اللبنانيون يتوافدون على مراكز الاقتراع لانتخاب ممثليهم

توافد كثيف للناخبين على مركز للاقتراع في دائرة جبل لبنان (إ.ب.أ)
توافد كثيف للناخبين على مركز للاقتراع في دائرة جبل لبنان (إ.ب.أ)

بعد طول انتظار، بدأ اللبنانيون منذ صباح اليوم (الأحد) التدفق بحماس على مراكز الاقتراع في لبنان لانتخاب برلمان جديد هو الأول منذ نحو عقد.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في تمام الساعة السابعة صباحا، مع تسجيل تأخير تراوح بين 5 إلى 10 دقائق في بعض المراكز نظرا لحرص الأجهزة الأمنية على تأمين جميع مستلزمات الأقلام داخل غرف الاقتراع.
ورصدت وزارة الداخلية والبلديات بعض نسب التصويت التي تفاوتت بين دوائر وأخرى، حيث أفادت بأن وتيرة الاقتراع تسجل ارتفاعا تدريجيا في معظم القرى والبلدات تقريبا، حيث بلغت حتى الساعة الواحدة ظهرا في بيروت الأولى 6.69 في المائة، وبيروت الثانية 8.61 في المائة، وبقاع الأولى 8.5 في المائة، والبقاع الثانية 14.5 في المائة، والبقاع الثالثة 15 في المائة، والجنوب الأولى 15.7 في المائة (أي جزين وصيدا)... الجنوب الثانية 6.09 في المائة (أي قرى صيدا الزهراني وصور)، الجنوب الثالثة 15.30 في المائة، جبل لبنان الأولى (كسروان وجبيل) 9.40 في المائة، جبل لبنان الثانية 13.4 في المائة، جل لبنان الثالثة 15.2 في المائة، جبل لبنان الرابع 16.2 في المائة.
بدوره، أشار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في كلمة ألقاها من وزارة الداخلية بعد تفقده العملية الانتخابية من غرفة العمليات في الوزارة، إلى أن «التعاون بين وزارتي الداخلية والخارجية جيد ومهم»، مضيفاً: «اليوم تجري أهم عملية ديمقراطية في الوطن وهي ناجحة». وتمنى أن تكون «كثافة التصويت عالية»، وقال: «في كثير من البلدان تكون عملية الانتخاب إلزامية، وتُدفَع غرامة في حال عدم ممارستها. أما في لبنان فهناك حرية للمواطن عليه الاستفادة منها، وأتمنى النجاح لهذه العملية».
أما رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، فأدلى بصوته عند العاشرة من صباح اليوم، في ثانوية شكيب أرسلان بفردان في بيروت، وسط تزاحم كبيرة من المقترعين، أمام القلم. وفي حين انتظر دوره للإدلاء بصوته، اكتفى بالقول ردّاً على سؤال عن سبب انتظاره: «حلو النظام»، مؤكداً التزامه بمبدأ الصمت الانتخابي.
ولدى خروجه من مركز الاقتراع، تحدث الرئيس الحريري للصحافيين، فقال: «إنه عرس انتخابي للبنان، وقد قمت بواجبي الانتخابي وصوّت كأي لبناني». وتابع: «أنا أرى أننا إذا نظرنا لما يحصل حولنا، ورأينا أن لبنان يقوم بانتخابات ديمقراطية، نجد أن البلد بألف خير. وعلى كل مواطن لبناني أن يقدم على الانتخاب ليؤدي واجبه الوطني ويصوت لمن يريد، وهذا ما يجعل البلد بعافية».
أما اللبنانيون، فأشعلوا مواقع التواصل الاجتماعي ومعظم الشوارع في العاصمة بيروت والقرى والبلدات اللبنانية بصور مرشحيهم وشعاراتهم المعبرة عن الفرح الكبير بهذا اليوم الانتخابي الذي انتظروه طويلا.
وصرح مناصر للائحة المصالحة (أي تحالف الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية في الشوف - عاليه)، لـ«الشرق الأوسط» بأنه متحمس جدا لهذا اليوم الذي وصفه بـ«الديمقراطي الذي تسوده أجواء من الهدوء خاصة في الجبل». وأكد أن «كل المناصرين ملتزمون بتعليمات الحملات الانتخابية للحزب وبما تمليه عليهم الأجهزة الأمنية».
بدوره، تمنَّى مناصر تابع للتيار الوطني الحر، المنافس للقوات اللبنانية، «سير العملية الانتخابية بشكل سليم، واحترام جميع الآراء».
وناشد أيضاً مواطنون ومواطنات، كانوا يدلون بأصواتهم داخل مراكز الاقتراع جميع السياسيين على العمل معاً نحو مستقبل أفضل للبنان. وقالت جنى ضو لـ«لشرق الأوسط»: «لا أتمنى إلا أن يكون جميع السياسيين في لبنان يداً واحدة، لأنه لا شيء ينفع سوى الوحدة الوطنية والتضامن». وتابعت: «نحن الشباب، ما يعنينا فعلاً هو التزام كل من يترشح للمجلس النيابي بوعوده ومشاريعه، في حال نجح أم لا. فالعمل التنموي الاجتماعي للسياسي يجب ألا يقتصر على شرط الدخول إلى المجلس. فكل من لا يحالفه الحظ اليوم، يمكن أن يدخل المجلس بعد 4 سنوات. والأعمال هي الضمانات الوحيدة».
وقالت سوسن جمال: «هذه المرة الأولى التي أنتخب فيها، وعمري الآن 28 عاماً. جئتُ لأنتخب أشخاصاً يُشبِهونني لأنني لا أرى أي طرف سياسي في هذا البلد على حق»، في إشارة إلى انها انتخبت لائحة تابعة للمجتمع المدني المنافسة للوائح السلطة والأحزاب اللبنانية كافة.
وأوضحت أن «اليوم هو يوم المحاسبة. أطلب من جميع المواطنين والمواطنات التوجه لمراكز الاقتراع والتصويت كما يملي عليهم ضميرهم، حتى وإن كان الصوت للسلطة. فهذا حقكم، مارسوه».
وأشاد كثير من المواطنين بنشاط وجهوزية القوى الأمنية، حيث أخبر جهاد، وهو مدرس لغة عربية، «الشرق الأوسط»، بأن عناصر من القوى الأمنية ساعدت والدته المقعدة على صعود الدرج في المركز الذي تقترع به، في خطوة فريدة من نوعها.
وأفاد: «كل العناصر هنا تهتم للمواطنين وتعمل على فسح المجال للمسنين ولا يمكننا أن ننسى دور الدفاع المدني اللبناني الكبير في هذا الشأن أيضاً».
يُذكر أن مراكز الاقتراع يبلغ عددها 1880 موزعة على 15 دائرة انتخابية. وأحاطت بها إجراءات أمنية مشددة مع وضع الأجهزة الأمنية والعسكرية ما بين 20 و30 ألف عنصر في حالة جهوزية، وفق وزارة الداخلية اللبنانية.
وبدأت عملية التصويت في الساعة السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي (04:00 بتوقيت غرينتش) وتستمر حتى الساعة السابعة مساء (16:00 بتوقيت غرينتش).
ومن المتوقَّع بدء إعلان النتائج غير الرسمية أثناء الليل بينما يتم إعلان النتائج الرسمية خلال أيام.



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).