مناطق النظام ترتفع من 19 إلى 60 % خلال سنة من «آستانة»

ضمنت سيطرة تركيا على «شريط أمني» وإيران على خط دمشق ـ بيروت

مسؤول عسكري روسي يتحدث في موسكو عن العمليات بسوريا امس (إ. ب. أ)
مسؤول عسكري روسي يتحدث في موسكو عن العمليات بسوريا امس (إ. ب. أ)
TT

مناطق النظام ترتفع من 19 إلى 60 % خلال سنة من «آستانة»

مسؤول عسكري روسي يتحدث في موسكو عن العمليات بسوريا امس (إ. ب. أ)
مسؤول عسكري روسي يتحدث في موسكو عن العمليات بسوريا امس (إ. ب. أ)

ارتفعت مساحة قوات النظام السوري من 19 إلى 60 في المائة من الأراضي البالغة مساحتها 185 ألف كيلومتر مربع، ذلك بعد عام على بدء روسيا وإيران وتركيا تنفيذ اتفاقات «خفض التصعيد» في سوريا، ضمن عملية «آستانة».
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير أمس: «عام كامل على الانقلاب الجذري في النفوذ المتعدد على الأرض السورية، تدرجت فيها السيطرة لتحوِّل الخاسر إلى رابح أكبر، وتصيِّر أصحاب النفوذ الواسع إلى متحكِّمين في بضعة آلاف من الكيلومترات على جغرافيا متناثرة، ضمن جيوب متبقية لهم، فـ(آستانة 4) أطلقت الرصاصة القاتلة على نفوذ أطراف بعينها، لتجري تبدلات وتحولات متلاحقة ومتدرجة، عبر عمليات عسكرية وصفقات تهجير كان ضحاياها مدنيون لم يأمنوا النظام فتهجَّر من رفض الاتفاقات، وبقي من رفض الخروج تحت رحمة سوط النظام والخدع الروسية التي لا يؤمن جانبها هي الأخرى».
وتابع أنه مع اجتماع «آستانة 4» قبل سنة: «كانت قوات النظام تحكم سيطرتها على مساحة نحو 36 ألف كيلومتر مربع بنسبة 19.3 في المائة من مساحة الأراضي السورية، وكانت القوة ذات النفوذ الثالث في سوريا، بعد تنظيم (داعش)، الذي كان يتصدر قوى النفوذ بسيطرة بلغت أكثر من 72300 كلم مربع، بنسبة 39.1 في المائة، وقوات سوريا الديمقراطية التي كانت في المرتبة الثانية من حيث ترتيب قوى النفوذ السورية، وبلغت نسبة سيطرتها 22.1 في المائة بمساحة نحو 41 ألف كلم مربع، في حين أن الفصائل المقاتلة والإسلامية، التي كانت تسيطر على مساحات كبيرة من الأراضي السورية، تراجعت سيطرتها في كثير من المناطق، حيث بلغت نسبة سيطرة الفصائل من الأراضي السورية 19.2 في المائة بمساحة وصلت إلى أكثر من 35500 كلم من مساحة سوريا».
عليه، فإنه ضمن المجموع العام لنسبة ومساحة سيطرة الفصائل، فإن فصائل عملية «درع الفرات» والقوات التركية تسيطر بريف حلب الشمالي الشرقي، على مساحة أكثر من 2250 كيلومتراً مربعاً بنسبة 1.2 في المائة، فيما تسيطر الفصائل المدعومة أميركياً وغربياً في البادية السورية من خط معبر التنف - خربة الشحمي، وصولاً إلى شمال خبرة الزقف التي يوجد فيها معسكر لهذه الفصائل، على مساحة نحو 3540 كيلومتراً مربعاً بنسبة 1.9 في المائة من الجغرافية السورية.
كما أن الفصائل، مع تراجع تنظيم «داعش»، باتت القوة ذات النفوذ الثالث في سوريا بعد قوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية. ويسيطر «جيش خالد» المبايع لتنظيم «داعش» على مساحة نحو 250 كيلومتراً مربعاً، بنسبة بلغت 0.1 في المائة، وتوجد في حوض اليرموك بريف درعا الغربي المحاذي للجولان السوري المحتل.
وإذ تابع «المرصد» كامل العمليات العسكرية وكامل صفقات التهجير، التي شهدتها كل من بادية حمص الشرقية وصولاً إلى كامل الضفاف الغربية لنهر الفرات في محافظة دير الزور مع أجزاء من ريف الرقة وريف حلب وريف دمشق من الغوطة الشرقية وجبال القلمون وريف إدلب الجنوبي الشرقي وريف حماة وريف حمص، أشار إلى أنها شملت العمليات العسكرية لكل الأطراف محافظات دمشق وريف دمشق وحلب وحماة وحمص وإدلب والرقة ودير الزور والسويداء ودرعا، قائلاً إن «العمليات العسكرية لقوات النظام مع حلفائها مكَّنتها من تحقيق تقدم كبير وواسع على الأراضي السورية مستعيدة مئات القرى والبلدات والمدن من يد تنظيم (داعش) وهيئة تحرير الشام والفصائل المعارضة، لتتبدل نسبة السيطرة بين قوات النظام وتنظيم (داعش)، وتتبدل معها سيطرة الفصائل».
وباتت قوات النظام تتصدر قوى النفوذ في سوريا، بعد استعادتها نحو 75438 كيلومتراً مربعاً منذ مايو (أيار) من عام 2017، تاريخ انطلاق لقاء «آستانة»، وتسيطر قوات النظام على نحو 111440 كيلومتراً مربعاً، بنسبة 60.2 في المائة من مساحة الأراضي السورية، في حين بقيت قوات سوريا الديمقراطية تسيطر على المرتبة الثانية ضمن ترتيب القوى ذات النفوذ رغم خسارتها لمنطقة عفرين، إحدى أهم مناطق سيطرتها، لتحكم سيطرتها على نحو 49400 كيلومتر مربع، بنسبة وصلت لـ26.7 في المائة من مساحة الأراضي السورية.
وتراجعت نسبة الفصائل وخسرت أقل من نصف مساحة سيطرتها، وبلغت نسبة سيطرتها من المساحة العامة لسوريا 10.1 في المائة، مسيطرة على نحو 18703 كيلومترات مربعة. ويتضمن المجموع العام لنفوذ الفصائل، سيطرة الفصائل المقاتلة والإسلامية وهيئة تحرير الشام على 11465 كيلومتراً مربعاً بنسبة 6.2 في المائة، في حين تسيطر فصائل عملية «درع الفرات» والقوات التركية بريف حلب الشمالي الشرقي والشمالي ومنطقة عفرين، على مساحة أكثر من 3695 كيلومتراً مربعاً بنسبة 2 في المائة، فيما تسيطر الفصائل المدعومة أميركياً وغربياً في البادية السورية، على مساحة نحو 3540 كيلومتراً مربعاً، بنسبة 1.9 في المائة من الجغرافيا السورية.
وخسر التنظيم أجزاءً كبيرة من مساحة سيطرته وصلت لأكثر من ثلثي المساحة التي كان يسيطر عليها في مطلع مايو (أيار) الماضي، وبات يُحكِم سيطرته على نحو 3 في المائة بمساحة تقدر بنحو 5643 كيلومتراً مربعاً، من ضمنها سيطرة لجيش خالد بن الوليد المبايع لتنظيم «داعش»، الذي يسيطر على مساحة نحو 250 كيلومتراً مربعاً بنسبة بلغت 0.13 في المائة من مساحة الأرض السورية، وتوجَد في حوض اليرموك بريف درعا الغربي المحاذي للجولان السوري المحتل.
وأشار «المرصد» إلى أن النظام والروس «حققوا ربحاً كبيراً داخل الأراضي السورية من حيث مساحة السيطرة الواسعة، كما منحت عملية (آستانة) الإيرانيين مكسباً استراتيجياً عبر فتح طريق طهران - بيروت البري، من خلال فرض سيطرتهم على الضفاف الغربية لنهر الفرات. ونال الأتراك نصيبهم من صفقة (آستانة)، فسيطروا على كامل منطقة عفرين بعملية (غصن الزيتون) ليمتد شريطها الحدودي داخل الأراضي السورية من الضفة الغربية لنهر الفرات إلى الحدود بين حلب وريف إدلب، بينما خسرت القوات الكردية منطقة عفرين بالكامل، كذلك خسرت الفصائل كامل وجودها في محافظة ريف دمشق كما خسرت ريف إدلب الجنوبي الشرقي وريفي حماة الجنوبي والشمالي الشرقي، وريف حمص الشمالي، وتباينت عمليات السيطرة بين عملية عسكرية وبين صفقات تهجير».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.