4450 ناخباً يهودياً على اللوائح... لا يشاركون في الانتخاب

100 منهم فقط ما زالوا يقيمون في العاصمة اللبنانية

كنيس يهودي في منطقة وادي ابو جميل في بيروت (غيتي)
كنيس يهودي في منطقة وادي ابو جميل في بيروت (غيتي)
TT

4450 ناخباً يهودياً على اللوائح... لا يشاركون في الانتخاب

كنيس يهودي في منطقة وادي ابو جميل في بيروت (غيتي)
كنيس يهودي في منطقة وادي ابو جميل في بيروت (غيتي)

لا وجود للناخبين اليهود في لبنان إلا على الورق، ذلك أن المقيمين منهم في لبنان، لا يتخطى عددهم مائة شخص، معظمهم من العجزة، وغالباً ما يحجم هؤلاء عن التصويت، حيث سجل اقتراع 5 منهم فقط في الانتخابات النيابية الأخيرة في العام 2009.
ويشكل اليهود في لبنان 0.13 في المائة من نسبة الناخبين في الانتخابات المزمع عقدها يوم غد الأحد، بعدد يصل إلى 4704 ناخبين، يصوت معظمهم في دائرة بيروت الثانية، حيث ينتخب في الدائرة 4453 يهودياً. لكن معظم هؤلاء، الذين قد يشكلون رافعة انتخابية لأي لائحة يقترعون لصالحها، يقيمون خارج لبنان، ولا يعيش في لبنان أكثر من 100 يهودي، معظمهم من العجزة، ويسكنون مدينة بيروت.
وقال الباحث في «الدولية للمعلومات» محمد شمس الدين لـ«الشرق الأوسط» إن أصوات اليهود تتركز في منطقتي وادي أبو جميل ومينا الحصن في وسط بيروت، لافتاً إلى أن اليهود الذين اقترعوا في انتخابات العام 2009، بلغ عددهم 5 مقترعين، هم «ذكر اقترع في القلم 51 في مينا الحصن»، و«4 إناث اقترعن في القلم 52 في مينا الحصن» في بيروت، و«انتخبوا لصالح لوائح قوى 14 آذار»، معرباً عن اعتقاده أن الآخرين المقيمين الذين يقدر عددهم بالعشرات «لن ينتخبوا بكثافة هذه المرة أيضاً».
ويظهر أن هؤلاء الناخبين يتواجدون على الورق، لكنهم يغيبون عن المشاركة الانتخابية الفعّالة. ولا يخفي محامي الأوقاف اليهودية في لبنان بسام الحوت غيابهم عن المشاركة، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» أن الموجودين في لبنان «معظمهم من كبار السن»، أما المغتربون والذين يزورون لبنان بشكل دائم «فلا يهتمون بالانتخابات اللبنانية ولا يقترعون».
وينفي الحوت المعلومات التي تتحدث عن مقاطعة اليهود للانتخابات، واعتراضهم على غياب ممثلين عنهم في البرلمان، مؤكداً أن الحديث عن اعتراض «غير واقعي وغير دقيق»، علما بأن القانون اللبناني أقر بمقعد للأقليات في بيروت، يشمل اليهود وطوائف أخرى، ويمثله في البرلمان الحالي عضو كتلة «المستقبل» النائب نبيل دو فريج الذي ينتمي لطائفة المسيحيين الإنجيليين، وهي أيضاً من طوائف الأقليات. وينقل الحوت عن مسؤولين في الطائفة اليهودية في لبنان تأكيدهم أنهم «لا يقاطعون، لكن أفرادها لا يهتمون بالعملية الانتخابية بالنظر إلى أن معظمهم مهاجرون».
ولم يتمثل اليهود في لبنان بنائب منذ قيام الجمهورية اللبنانية، وكان هناك مختار لهم في منطقة مينا الحصن، وكان آخر المخاتير المختار سعد المن الذي هاجر في العام 1975 بعد اندلاع الحرب اللبنانية. ولا يزال لليهود في لبنان ممثلون عن الطائفة، أبرزهم رئيس الطائفة في لبنان إسحق أرازي.
وهاجر اليهود اللبنانيون بشكل أساسي إلى نيويورك وفرنسا والبرازيل، حيث يوجد لهم كنيس في كل منطقة من المناطق الثلاث التي هاجروا إليها على دفعات، وكانت الهجرة الأكبر في العام 1984، حيث لم يبقَ في بيروت إلا المئات.
ويقول الحوت أن اليهود اللبنانيين: «يرتادون لبنان من وقت لآخر ويتفقدون ممتلكاتهم ويحبون لبنان»، لافتاً إلى أن الشباب والجيل الجديد منهم «يزور بيروت ومدينتي عاليه وبحمدون، ويرتادون المواقع الأثرية ومدافن أجدادهم، ولا ينفون أنهم لبنانيون».
ورغم الإحجام عن الاقتراع في الانتخابات، إلا أن انطلاق تجربة اقتراع المغتربين اللبنانيين في الخارج «من شأنها أن تفعل مرة أخرى دورهم في الاقتراع»، بحسب ما يقول الحوت، معرباً عن اعتقاده أن هذه التجربة «ستشجعهم على ممارسة دورهم الانتخابي»، مشدداً على أن لا شيء يعيق عودتهم إلى لبنان بالنظر إلى أنهم «يمتلكون تاريخاً وأملاكاً في لبنان».
وخضع أبرز معلم ديني يهودي في بيروت، هو كنيس «ماغن أبراهام» في وسط بيروت، لعملية ترميم، لكن لم يفتتح حتى الآن.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.