واشنطن حددت موعد قمة كيم ـ ترمب ومكانها

الرئيس الأميركي مستعد للإدلاء بإفادته أمام مولر إذا «عُومل بإنصاف»

ترمب يتحدث للصحافيين خارج البيت الأبيض قبل مغادرته لتكساس أمس (رويترز)
ترمب يتحدث للصحافيين خارج البيت الأبيض قبل مغادرته لتكساس أمس (رويترز)
TT

واشنطن حددت موعد قمة كيم ـ ترمب ومكانها

ترمب يتحدث للصحافيين خارج البيت الأبيض قبل مغادرته لتكساس أمس (رويترز)
ترمب يتحدث للصحافيين خارج البيت الأبيض قبل مغادرته لتكساس أمس (رويترز)

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس، أن موعد ومكان انعقاد القمة التاريخية، التي ستجمع بينه وبين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ - أون، تم تحديدهما، وسيعلنان قريباً.
وقال ترمب قبل مغادرته البيت الأبيض متوجهاً إلى تكساس: «لدينا الآن موعد وتم تحديد المكان، وسنعلنهما قريباً». وكان ترمب قد اعتبر الاثنين، أن المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين يمكن أن تشكّل مكاناً لانعقاد القمة المقبلة مع كيم، مشيراً أيضاً إلى سنغافورة بين الأماكن المحتملة.
وفنّد الرئيس الأميركي أيضاً أمس، معلومات أوردتها صحيفة «نيويورك تايمز» مفادها أنه طلب من البنتاغون تحضير خيارات لخفض عدد الجنود الأميركيين الموجودين في كوريا الجنوبية، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. ونفى ترمب ذلك قائلاً إن هذا الخيار «ليس مطروحاً على الطاولة»، مشيراً إلى أنه يرغب في «توفير المال» على المدى الطويل.
من جانب آخر، قال إن «الأمور تسير جيداً في ملف الرهائن»، في إشارة إلى 3 رعايا أميركيين موقوفين في كوريا الشمالية. وكان الرئيس الأميركي كتب في تغريدة الأربعاء، إن إعلاناً حول مصيرهم سيكون وشيكاً. وبعد سنوات من التوتر الشديد حول البرامج النووية والباليستية لكوريا الشمالية، تشهد شبه الجزيرة الكورية منذ مطلع السنة حركة تهدئة لافتة تبلورت بالقمة التي عقدت أخيراً بين الرئيس الكوري الجنوبي وبين الزعيم الكوري الشمالي على الحدود بين البلدين.
على صعيد متصل، قال جون بولتون، مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي، الجمعة، إن دونالد ترمب لم يطلب تخفيض عدد القوات المنتشرة في كوريا الجنوبية، قبل أسابيع من قمة ترمب - كيم التاريخية.
ويجيز اتفاق ثنائي انتشار 28.500 جندي أميركي في كوريا الجنوبية. وقال بولتون في بيان، إن «مقالة (نيويورك تايمز) تفاهة كاملة». وأضاف أن «الرئيس لم يطلب من وزارة الدفاع تقديم خيارات لخفض القوات الأميركية الموجودة في كوريا الجنوبية».
بدوره، أكد مصدر بالبنتاغون لـ«الشرق الأوسط»، أنه لا توجد أي تعليمات حالياً لتخفيض حجم القوات الأميركية المتمركزة في كوريا الجنوبية، وأن مهمة وزارة الدفاع الأميركية في كوريا لم تتغير، وما زالت تقوم بواجباتها التي أُرسلت من أجلها إلى هذه المنطقة. وأشار المصدر إلى أن وزارة الدفاع ما زالت ملتزمة بتدعيم حملة وزارة الخارجية والإدارة الأميركية لممارسة أقصى الضغوط على كوريا الشمالية، لمنعها من امتلاك أو تطوير أسلحة نووية.
وأضاف المصدر أن وزارة الدفاع ملتزمة بتطوير والحفاظ على خيارات عسكرية للرئيس الأميركي، وتعزيز التزام واشنطن الأمني تجاه حلفاء الولايات المتحدة، مؤكداً أن الجميع ما زال ملتزماً باستكمال وتأكيد نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية.
وكان وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس ذكر في تصريحات خلال الأسبوع الماضي، أن مستقبل القوات الأميركية في كوريا الجنوبية يمكن أن يكون على طاولة المفاوضات مع بيونغ يانغ، في إشارة إلى إمكانية تخفيض عدد هذه القوات في حالة تم الوصول إلى اتفاق شامل مع كوريا الشمالية، يضمن نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية. جدير بالذكر أن مسألة حجم القوات الأميركية الموجودة في كوريا الجنوبية كانت وما زالت، تمثل أهم مطالب الزعيم الكوري الشمالي، وقد تكون هذه النقطة هي حجر العثرة في المحادثات التي ستجري بينه وبين الرئيس ترمب خلال القمة المرتقبة.
على صعيد آخر، أعلن الرئيس الأميركي أنه مستعد للإدلاء بإفادته في التحقيق الذي يجريه المحقق الخاص روبرت مولر في قضية تدخل روسيا في الانتخابات التي أتت به رئيساً في 2016، ولكن بشرط أن «يُعامل بإنصاف».
وقال ترمب «سأكون مسروراً بالحديث (...) لأننا لم نرتكب أي خطأ»، قبل أن يضيف: «على أن أتأكد أنه سيتم التعامل معنا بإنصاف، لأن الجميع يرون الأمر الآن وهو مجرد بحث عن كبش فداء». وشكك ترمب الجمهوري في نزاهة مولر وحياده، منتقداً تحقيقه، وقال: «لديكم فريق تحقيق كله من الديمقراطيين (...) وبكل صراحة بوب مولر عمل لصالح أوباما لثماني سنوات».
وينتقد ترمب مولر منذ أشهر. وقال في تغريدة في مارس (آذار) 2018: «لماذا يضم فريق مولر 13 ديمقراطياً متشددين بعضهم من كبار داعمي (....) هيلاري، ولا أحد من الجمهوريين فيها؟ وأضيف إليها مؤخراً ديمقراطي آخر... هل يرى أحد ذلك عادلاً؟ ومع ذلك ليس هناك تواطؤ» مع روسيا.
واستمعت اللجنة للعديد من المقربين من ترمب في سعيها لتحديد ما إذا كانت هناك علاقة بين موسكو وبين فريق ترمب في انتخابات 2016.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».