أكد سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، أن العرض الذي قدمته الحكومة للنقابات ما زال قائماً، مبرزاً أن «العرض لا يزال موجوداً، ونحن متمسكون به، وما زلنا متمسكين أيضاً بالحوار، وسنذهب إليه».
وأوضح العثماني خلال افتتاحه فعاليات اجتماع مجلس الحكومة أمس في الرباط، أنه كان يأمل التوصل إلى توقيع اتفاق مع النقابات قبل الأول من مايو (أيار) الحالي، الذي كان سيكون أول اتفاق توقعه الحكومة مع النقابات منذ سنوات. غير أن ذلك «لم يتيسر رغم الجهود التي بذلها الجميع»، على حد قوله.
وأوضح العثماني أن النقابات ارتأت تأخير التوقيع والاستمرار في الحوار، معتبرة أن بعض النقاط ما زالت تحتاج إلى نقاش. وقال بهذا الخصوص «بالنسبة لنا نحن منفتحون.. الحكومة ما زالت متمسكة بالحوار... وغرضنا هو حل إشكالات المواطنين والمواطنات، المشتغلين سواء في القطاع العام، أو القطاع الخاص، في الإدارة المركزية أو الجماعات الترابية (البلديات)»، مشيراً إلى أن العرض الحكومي يشمل كل هؤلاء.
ونوه العثماني بموقف النقابات، التي قال إنها أعلنت خلال مهرجانات الأول من مايو (أيار) استعدادها لمواصلة الحوار. وقال إن لديه أملاً كبيراً في أن يتم التوصل إلى «اتفاق كبير»، مؤكداً «الإرادة الصادقة للحكومة للتوصل إلى اتفاق مع النقابات».
تجدر الإشارة إلى أن النقابات المغربية عادت إلى طاولة الحوار الاجتماعي مع الحكومة بعد انقطاع استمر منذ 2012، إذ تميزت الولاية الحكومية السابقة، التي ترأسها عبد الإله ابن كيران، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، بليّ الذراع بين الحكومة والنقابات حول عدة ملفات، ضمنها إصلاح التقاعد، الشيء الذي أدى إلى توقف جلسات الحوار الاجتماعي.
وكان آخر اتفاق بين الحكومة والنقابات في أبريل (نيسان) 2012 في آخر أيام حكومة عباس الفاسي الأمين العام الأسبق لحزب الاستقلال، وهو الاتفاق الذي تتهم النقابات ابن كيران بالتملص من تنفيذ مجموعة من بنوده، وتطالب خلفه سعد الدين العثماني باستكمال تنفيذه.
وتميزت مهرجانات الأول من مايو لهذه السنة بتوجيه انتقادات لاذعة من طرف الزعماء النقابيين للعثماني وحكومته. وأعلنت جميع النقابات المغربية، بما فيها الاتحاد الوطني للشغل المقرب من حزب العدالة والتنمية الذي يقود أمينه العام الحكومة، عن رفضها للعرض الحكومي، الذي اعتبرته «هزيلاً» وغير شامل. فيما لوحت بعض النقابات باتخاذ إجراءات تصعيدية.
وفي هذا السياق، دعت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل إلى تنظيم مسيرة بالشموع مساء يوم 26 مايو (أيار) الحالي، وإضراب عام في 20 يونيو (حزيران) المقبل للاحتجاج على موقف الحكومة.
العثماني: عرض الحكومة المغربية للنقابات ما زال قائماً
العثماني: عرض الحكومة المغربية للنقابات ما زال قائماً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة