إسرائيل «تتجاهل» قوانين حقوقية في احتجاجات «مسيرات العودة»

TT

إسرائيل «تتجاهل» قوانين حقوقية في احتجاجات «مسيرات العودة»

قالت الحكومة الإسرائيلية إنها تعتبر فعاليات «مسيرة العودة» السلمية على حدودها مع قطاع غزة «جزءا من حالة حرب»، ولذلك «لا يمكن إحلال قوانين حقوق الإنسان خلال مكافحتها، بما في ذلك أوامر إطلاق النار على المتظاهرين على أيدي جنود الجيش الإسرائيلي».
جاء هذا الموقف بشكل رسمي من طرف النيابة العامة إلى محكمة العدل العليا الإسرائيلية، ردا على التماس تقدمت به منظمات حقوق الإنسان ضد أوامر إطلاق النار على المتظاهرين السلميين. وادعت النيابة أن أوامر إطلاق النار التي ينفذها الجنود تتماشى مع القانون الإسرائيلي، والقانون الدولي أيضا. وقالت للمحكمة إن «الأحداث الواردة في أساس الالتماسات تختلف في أهدافها عن الأحداث، التي تنطبق عليها عادة قوانين حقوق الإنسان، وليس بالإمكان تطبيق قواعد إنفاذ القانون فيها بموجب قواعد حقوق الإنسان».
وأضافت النيابة أن الحكومة الإسرائيلية «تعارض إحلال قوانين حقوق الإنسان على مواجهات مسلحة». واقتبست لتبرير موقفها تصريحات لمنظمة الصليب الأحمر تقر فيها بأن «إسرائيل ليست ملزمة بإحلالها أثناء المواجهات المسلحة». مدعية أن «حركة حماس هي التي باتت تسيطر على المسيرات، وترسل نشطاءها ليندسوا بين المتظاهرين، وينفذوا عمليات مسلحة عدائية ضد إسرائيل، وذلك في إطار المواجهات المسلحة المستمرة بين الطرفين».
وردا على طرح منظمات حقوق الإنسان، التي تؤكد أن غالبية المتظاهرين «أناس مسالمون، ويعلنون بوضوح أنهم يريدون لكفاحهم أن يكون سلميا، وهدفه فقط رفع قضية اللاجئين الفلسطينيين المنسية لتصبح متداولة لدى الرأي العام»، أجابت النيابة باسم الحكومة الإسرائيلية أنها لا ترى في مجرد المشاركة في المظاهرات العنيفة، أو الاقتراب من العقبات الأمنية، عمليات عدائية، لكنها «لا تستطيع أن تتجاهل قدوم خلايا مسلحة، تزرع عبوات ناسفة لتفجيرها في وجوه الجنود، وتقذف إلى إسرائيل زجاجات حارقة عبر طائرات ورقية تؤدي إلى احتراق مئات الدونمات من المزروعات، وتهدد أرواح المزارعين الإسرائيليين وعمالهم، وبينهم أيضا فلسطينيون».
واقتبست النيابة في ردها نص القرار، الذي كانت قد أصدرته المحكمة العليا نفسها عام 2015، وذلك في التماس شبيه قدم باسم متظاهرين قرب الحدود مع لبنان، أصيب أحدهم برصاص الجيش الإسرائيلي، إذ جاء في القرار حينئذ أن «تفريق مظاهرات عنيفة وخطيرة يشكل سببا قانونيا لاستخدام قوة فتاكة».
أما بخصوص تعليمات إطلاق النار، التي يعمل الجنود بموجبها في التعامل مع مسيرات قطاع غزة، فقد طلبت النيابة عرضها فقط ضمن أبواب مغلقة، وبحضور طرف واحد فقط، أي دون ممثلي المدعين باسم الفلسطينيين، وذلك بذريعة «التصنيف الأمني لها، ومعلومات استخبارية أخرى».
الجدير بالذكر أن قوات الجيش الإسرائيلي تطلق الرصاص الحي والمطاطي على المشاركين في المسيرات السلمية بقطاع غزة، إضافة إلى استخدام وسائل قمع أخرى. وقد بلغ عدد الشهداء الذين توفوا بسبب هذه النيران 46 قتيلا، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 2000. بينهم نحو مائة شخص اضطر الأطباء إلى بتر بعض أطرافهم، وذلك منذ بداية المسيرات وحتى يوم أمس الخميس.



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».