«حماس» تكذّب تصريحات عباس بخصوص تسليم قطاع غزة للسلطة

أبو مرزوق: لم نطرح أبداً معادلة «ما فوق الأرض وما تحتها»

TT

«حماس» تكذّب تصريحات عباس بخصوص تسليم قطاع غزة للسلطة

نفى موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، ما ردده الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال خطابه يوم الاثنين الماضي بمناسبة افتتاح جلسات المجلس الوطني، المنعقد في رام الله، بأن «حماس» عرضت خلال حوارات القاهرة الأخيرة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أن تكون السيطرة لحكومة الوفاق فوق الأرض، فيما تعود السيطرة تحت الأرض «الأنفاق» إلى الحركة.
وعبر أبو مرزوق في تغريدة له عبر شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر» عن استغرابه من تصريحات الرئيس الفلسطيني، بقوله: «نحن لم نطرح هذه المعادلة البائسة في أي وقت، ولا في أي مرحلة، ونحن نطالب بشراكة وطنية، وتطبيق ما وقّعنا عليه كاملًا في الضفة والقطاع».
وشدد أبو مرزوق على ضرورة حماية مشروع المقاومة تحت الأرض وفوق الأرض، وفي الضفة الغربية وقطاع غزة، وكل الأراضي الفلسطينية، حسب تعبيره.
وتطالب السلطة الفلسطينية حركة حماس بتسليمها قطاع غزة بشكل كامل، وهو طلب ردده عدد من مسؤولي السلطة وحركة فتح مؤخرا بشكل كبير، إذ قال الرئيس عباس في خطابه الأخير: «لقد صبرنا 11 سنة، ونحن نقوم بدفع نصف الميزانية لقطاع غزة بنحو 120 مليون دولار شهريا، و(حماس) تقول لنا: نسيطر على فوق الأرض، فيما تسيطر (حماس) على تحت الأرض... هذا كلام لا نقبله... ونحن ما زلنا نتذكر كيف أن إسرائيل طرحت علينا ذات يوم مقترحا بخصوص الأقصى يقضي بأن نسيطر عليه (فوق الأرض)، وإسرائيل (تحت الأرض) لكننا رفضنا ذلك».
وأوضح الرئيس عباس أن «المطلوب هو تمكين (فوق الأرض وتحت الأرض)، وتسليم كامل، لم نقبل التدرج... بل التسليم كاملا».
وكانت مصادر في السلطة الفلسطينية قد قالت قبل أسابيع إن يحيى السنوار، قائد حركة حماس بغزة، قد أبلغ قيادة وفد حركة فتح خلال اجتماعاتهما بالقاهرة نهاية العام الماضي أن «حماس» لن تقبل بتسليم سلاح قطاع غزة، موضحا أن ما «تحت الأرض» هو لحماس، وما فوقها لحكومة الوفاق. فيما قال أحمد مجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في تصريحات سابقة إن الحكومة الفلسطينية لن تسمح بتكرار تجربة «حزب الله» في قطاع غزة.
وأضاف مجدلاني موضحا «سنفرض سيطرتنا عليها فوق الأرض وتحت الأرض، والحكومة لم تستلم شيئا بعد».
من جهة ثانية، وفي خطوة تجسد حالة اليأس التي تصيب عشرات الشبان الفلسطينيين العاطلين عن العمل، اعترف شاب فلسطيني بقيامه بخطوة تكاد تكون غير مسبوقة، حيث تقدم نحو عدد من الجنود الإسرائيليين، وطلب منهم رميه بالرصاص حتى يحصل على منحة من «حماس» لإعالة عائلته.
وقال مصطفى البنا (20 عاما)، ابن قطاع غزة، إنه توجه بمحض إرادته نحو جنود الجيش الإسرائيلي، وطلب منهم أن يطلقوا الرصاص على رجله لكي يتعرض لإصابة، فيحصل بموجبها على منحة يعيل بها عائلته ولو لبضعة أيام.
جاء ذلك، خلال محاكمة الشاب في محكمة بئر السبع، حيث تعتقله إسرائيل وتحاكمه بتهمة دخول منطقة عسكرية مغلقة، وتشويش عمل الجيش، وارتكاب جريمة.
وتعود هذه الاتهامات إلى أحداث مسيرة العودة، التي شارك فيها البنا في مطلع الشهر الماضي. وحسب اعترافاته في التحقيق وأقواله في المحكمة، فإنه يعاني من وضع اقتصادي صعب بسبب بطالته، وعدم وجود أي مصدر دخل يجعله قادرا على إعالة عائلته.
واعترف البنا بأنه تقدم في الماضي بطلب لنيل عضوية «حماس»، وعمل في حفر الأنفاق في قطاع غزة.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.