المجلس الوطني الفلسطيني يواصل جلساته ويبحث مجدداً نقل السلطة إلى دولة

انتخاب لجنة تنفيذية ومجلس مركزي جديدين أهم مخرجاته المرتقبة

جانب من اجتماعات المجلس الوطني في رام الله أمس (إ.ب.أ)
جانب من اجتماعات المجلس الوطني في رام الله أمس (إ.ب.أ)
TT

المجلس الوطني الفلسطيني يواصل جلساته ويبحث مجدداً نقل السلطة إلى دولة

جانب من اجتماعات المجلس الوطني في رام الله أمس (إ.ب.أ)
جانب من اجتماعات المجلس الوطني في رام الله أمس (إ.ب.أ)

قال أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن انتقال السلطة الفلسطينية إلى دولة وتجسيد مكانتها القانونية، هي القضية الجوهرية التي سيبحثها المجلس الوطني في جلساته المنعقدة في رام الله، إضافة إلى ما يتصل بوظيفة ودور منظمة التحرير واللجنة التنفيذية، بما يشمل إعادة صياغة الدور الحالي للمنظمة.
وأَضاف مجدلاني أن المجلس سيبحث كذلك، تحديد العلاقة مع كل من إسرائيل والولايات المتحدة، وفي الجوهر من هذه القضايا، طبيعة ووظيفة السلطة الوطنية.
وتواصلت أمس، جلسات المجلس الوطني في مقر الرئاسة في رام الله، لليوم الثاني، وبدأت الجلسة الصباحية بكلمات لعدد من ممثلي الوفود العربية والدولية.
وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، حسام زكي، إن الجامعة تدعم جميع الخيارات الفلسطينية، في هذا المنعطف الذي تمر به القضية.
وأكد زكي النهج الذي طرحه الرئيس في مجلس الأمن الدولي، ووقوف الجامعة خلف الفلسطينيين، خصوصاً في ما أعلنته أميركا بشأن القدس واعتبارها عاصمة دولة الاحتلال ونقل السفارة إليها.
وتحدث ممثلون عن برلمانات عربية والبرلمان التركي، وعن الحزب الشيوعي الصيني، ومنظمة «شين فين» الآيرلندية، والحزب الشيوعي الفرنسي، والحكومتين الروسية واليونانية، وآخرين.
وقالت نيتا فاديا ممثلة اليونان، إن بلادها تدعم الحقوق الفلسطينية، وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وطالبت فاديا بضرورة أن تكثف أوروبا جهودها من أجل تحقيق السلام، وأن يكون لها موقف من الانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل بحق الإنسان، في ظل تغير ميزان القوى لصالح الأقوى، ما أثّر على فرص السلام.
وانطلق المجلس الوطني في رام الله، بحضور نحو 600 عضو، يمثلون فصائل فلسطينية وقوى واتحادات وعسكريين، إضافة إلى المجلس التشريعي.
وعُقد المجلس الوطني منذ تأسيسه 22 مرة، وكانت الدورة العادية الأخيرة قد عُقدت قبل 22 عاماً، أما الدورة الاستثنائية فعُقدت في رام الله عام 2009، من أجل تعيين وانتخاب أعضاء جدد في المنظمة.
ويكتسب عقد المجلس أهميته هذه المرة، من تطلع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلى انتخاب لجنة تنفيذية جديدة لمنظمة التحرير، وهي أعلى هيئة قيادية للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، في إطار ترتيباته من أجل «انتقال سلس» للسلطة في حال أي غياب قهري له.
وتأتي هذه الانتخابات بعد نحو عام على انتخابات جرت داخل حركة فتح، وانتهت بانتخاب لجنة مركزية جديدة ومجلس ثوري للحركة.
وسيضمن انتخاب لجنة تنفيذية جديدة، التخلص من شخوص والدفع بآخرين لتشكيل قيادة جديدة وقوية.
وحددت حركة فتح 3 من أعضاء لجنتها المركزية مرشحين لانتخابات اللجنة التنفيذية، وهم: الرئيس محمود عباس، وصائب عريقات وهو أمين سر اللجنة التنفيذية الحالية، وعزام الأحمد، مسؤول ملف المصالحة في الحركة. ودفعت الجبهة الديمقراطية بتيسير خالد لعضوية التنفيذية، فيما ستحتفظ «الشعبية» بمقعدها الذي يتوقع أن يبقى لممثلهم عمر شحادة، ويُعتقد أن يحتفظ ممثلو الفصائل الأخرى بمواقعهم، وأبرزهم أحمد مجدلاني وواصل أبو يوسف وبسام الصالحي، مع مغادرة آخرين، أبرزهم ياسر عبد ربه وأحمد قريع، وفاروق القدومي، وعلي إسحق، وعبد الرحيم ملوح وزكريا الآغا.
وبالإضافة إلى انتخاب «التنفيذية» وبحث سبل تحويل السلطة إلى دولة، سينتخب المجتمعون مجلساً مركزياً جديدا، بحيث ينوب عن الوطني في حالة عدم قدرته على الاجتماع، كما سيبحثون إمكانية إعلان موعد لانتخابات الدولة تشريعية ورئاسية، ومسألة الاعتراف بدولة إسرائيل، وإعادة اعتماد رئيس اللجنة التنفيذية رئيساً للدولة، واعتبار المجلس الوطني الفلسطيني برلمانها، لحين إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية لمؤسساتها. ويعني هذا أيضاً إمكانية حل المجلس التشريعي الحالي.
وسيُجري المجلس مراجعة شاملة لمسيرة العمل السياسي وعملية السلام منذ عام 1993، ومواجهة إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن القدس.
وعلى جدول الأعمال أيضاً، بحث سبل وآليات تعزيز المقاومة الشعبية السلمية، والمصالحة مع حركة حماس.
وكل هذه القضايا كان قد حسمها المجلس المركزي سابقاً، لكن العديد منها لم ينفَّذ عملياً.
وقاطعت «حماس» جلسة «الوطني»، إلى جانب «الجهاد الإسلامي»، وكذلك الجبهة الشعبية المنضوية تحت إطار منظمة التحرير.
وقالت الفصائل الثلاث، إنها ترفض عقد المجلس الوطني بشكله الحالي، لأنه يعزز الانقسام، بينما أعلنت «حماس» و«الجهاد» رفضهما المطلق لأي مخرجات عن المجلس المنعقد في رام الله.



​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
TT

​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)

يتكبد المزارعون اليمنيون خسائر كبيرة بسبب موجة الصقيع التي تشهدها البلاد بفعل الموجة الباردة التي تمر بها منطقة شبه الجزيرة العربية تزامناً مع عبور منخفض جوي قطبي، فيما يحذر خبراء الأرصاد من اشتدادها خلال الأيام المقبلة، ومضاعفة تأثيراتها على السكان والمحاصيل الزراعية.

واشتكى مئات المزارعين اليمنيين في مختلف المحافظات، خصوصاً في المرتفعات الغربية والوسطى من تضرر محاصيلهم بسبب الصقيع، وتلف المزروعات والثمار، ما تسبب في خسائر كبيرة لحقت بهم، في ظل شحة الموارد وانعدام وسائل مواجهة الموجة، مع اتباعهم طرقاً متعددة لمحاولة تدفئة مزارعهم خلال الليالي التي يُتوقع فيها زيادة تأثيرات البرد.

وشهد عدد من المحافظات تشكّل طبقات رقيقة من الثلج الناتجة عن تجمد قطرات الندى، خصوصاً فوق المزروعات والثمار، وقال مزارعون إن ذلك الثلج، رغم هشاشته وسرعة ذوبانه، فإنه أسهم في إتلاف أجزاء وكميات من محاصيلهم.

وذكر مزارعون في محافظة البيضاء (270 كيلومتراً جنوب شرقي صنعاء) أن موجة الصقيع فاجأتهم في عدد من الليالي وأتلفت مزروعاتهم من الخضراوات، ما دفعهم إلى محاولات بيع ما تبقى منها قبل اكتمال نضوجها، أو تقديمها علفاً للمواشي.

خضراوات في محافظة عمران أصابها التلف قبل اكتمال نضجها (فيسبوك)

وفي مديرية السدة التابعة لمحافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، اشتكى مزارعو البطاطس من تلف الثمار خلال الأيام الماضية، بينما كانوا ينتظرون اكتمال نضوجها للبدء في تسويقها ونقلها إلى منافذ البيع.

ويعتزم غالبية المزارعين التوقف عن الزراعة خلال الأسابيع المقبلة حتى تنتهي موجة الصقيع، مشيرين إلى أن تأثير الموجة يكون أشد على المزروعات في بداية نموها، بينما يمكن للمزروعات التي نمت بشكل كافٍ أن تنجو وتكمل نموها، إلا أنها لن تصل إلى مستوى عالٍ من الجودة.

أسبوع من الخطر

في غضون ذلك حذّر مركز الإنذار المبكر في محافظة حضرموت السكان من موجة برد شديدة، وتشكّل الصقيع على مناطق الداخل، خلال الأيام المقبلة، داعياً إلى اتخاذ أقصى التدابير، واتباع الإرشادات الصحية للوقاية من ضربات البرد القارس، واستخدام وسائل التدفئة الآمنة مع رعاية كبار السن والأطفال من تأثيراتها.

طفلة يمنية بمحافظة تعز تساعد عائلتها في أعمال الزراعة (فيسبوك)

ونبّه المركز المزارعين لضرورة اتباع إرشادات السلامة لحماية محاصيلهم من آثار تشكل الصقيع المتوقع تحديداً على المرتفعات والأرياف الجبلية في مختلف المحافظات.

وخصّ بتحذيراته الصيادين والمسافرين بحراً من اضطراب الأمواج، واشتداد الرياح في مجرى المياه الإقليمية وخليج عدن وحول أرخبيل سقطرى في المحيط الهندي، وسائقي المركبات في الطرق الطويلة من الغبار وانتشار العوالق الترابية نتيجة هبوب رياح نشطة السرعة، وانخفاض مستوى الرؤية الأفقية.

وطالب المركز باتخاذ الاحتياطات لتجنيب مرضى الصدر والجهاز التنفسي مخاطر التعرض للغبار خاصة في المناطق المفتوحة والصحراوية.

وتتضاعف خسائر المزارعين في شمال اليمن بسبب الجبايات التي تفرضها الجماعة الحوثية عليهم، فعلى الرغم من تلف محاصيلهم بسبب الصقيع، فإن الجماعة لم تعفهم من دفع المبالغ المقررة عليهم، خصوصاً أنها - كما يقولون - لجأت إلى فرض إتاوات على محاصيلهم قبل تسويقها وبيعها.

طبقة من الثلج تغطي خيمة نصبها مزارع يمني لحماية مزروعاته من الصقيع (إكس)

ومن جهتهم، حذّر عدد من خبراء الأرصاد من خلال حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من موجة برد شديدة تستمر حتى مطلع الأسبوع المقبل، على مختلف المناطق والمحافظات، بما فيها الصحارى، وتصل فيها درجة الحرارة إلى ما دون الصفر، مع احتمالات كبيرة لإتلاف مختلف المزروعات والمحاصيل.

صقيع وجراد

وتؤثر موجات الصقيع على أسعار الخضراوات والفواكه بسبب تراجع الإنتاج وارتفاع تكلفته، وإلى جانب ذلك تقل جودة عدد من المنتجات.

وأوضح خبير أرصاد في مركز الأرصاد الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية أن كتلة هوائية قطبية بدأت، أخيراً، التقدم باتجاه المناطق الشمالية والصحراوية، مع هبوب الرياح الشمالية الجافة، متوقعاً أن تسهم في إثارة ونقل كميات كبيرة من الغبار يمتد تأثيرها إلى خارج البلاد.

يمني في محافظة ذمار يتجول على دراجته ملتحفاً بطانية (فيسبوك)

ووفق الخبير الذي طلب التحفظ على بياناته، بسبب مخاوفه من أي عقوبات توقعها الجماعة الحوثية عليه بسبب حديثه لوسائل إعلام غير تابعة لها، فمن المحتمل أن تكون هذه الكتلة الهوائية القطبية هي الأشد على البلاد منذ سنوات طويلة، وأن تمتد حتى السبت، مع وصول تأثيراتها إلى كامل المحافظات.

وبيّن أن التعرض للهواء خلال هذه الفترة قد يتسبب في كثير من المخاطر على الأفراد خصوصاً الأطفال وكبار السن، في حين سيتعرض كثير من المزروعات للتلف، خصوصاً في المرتفعات والسهول المفتوحة، مع احتمالية أن تنخفض هذه المخاطر على المزارع في الأودية والمناطق المحاطة بالمرتفعات.

ووفقاً للخبراء الزراعيين، فإن الصقيع يتسبب في تجمد العصارة النباتية في أوراق النباتات وسيقانها الطرية، وبمجرد شروق الشمس، وتغيّر درجات الحرارة، تتشقق مواضع التجمد أو تذبل، تبعاً لعوامل أخرى.

تحذيرات أممية من عودة الجراد إلى اليمن خلال الأسابيع المقبلة (الأمم المتحدة)

وطبقاً لعدد من الخبراء استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم، فإن تأثيرات الصقيع تختلف بحسب تعرض المزارع للرياح الباردة، إلا أن تعرض المزروعات للرياح الباردة في المرتفعات لا يختلف كثيراً عن وقوع نظيرتها في الأودية والسهول تحت تأثير الهواء الساكن شديد البرودة.

وفي سياق آخر، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) تحذيراً من غزو الجراد في اليمن، بعد انتشار مجموعات قليلة منه على سواحل عدة دول مطلة على البحر الأحمر، بما فيها السواحل اليمنية.

وتوقعت المنظمة في تقرير لها أن تزداد أعداد الجراد وتتكاثر في اليمن خلال فصل الشتاء، وأن تتجه الأسراب إلى سواحل البحر الأحمر للتكاثر، ما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد الجراد في المنطقة، بما يشمل اليمن.

ويعدّ الجراد من أكثر التهديدات التي تواجهها الزراعة في اليمن، ويخشى أن يؤثر وصول أسرابه إلى البلاد على الأمن الغذائي.