بريطانيا: تباطؤ اقتراض الأفراد يسلط الضوء على ضعف الاقتصاد

بريطانيا: تباطؤ اقتراض الأفراد يسلط الضوء على ضعف الاقتصاد
TT

بريطانيا: تباطؤ اقتراض الأفراد يسلط الضوء على ضعف الاقتصاد

بريطانيا: تباطؤ اقتراض الأفراد يسلط الضوء على ضعف الاقتصاد

أظهرت بيانات تباطؤ قروض الأفراد ببريطانيا في مارس، مما يرجع على الأرجح إلى تساقط الثلوج بغزارة خلال الشهر وهو ما أبعد المتسوقين لكنه يسلط الضوء أيضا على ضعف الاقتصاد.
وفي أحدث مؤشر على تباطؤ النمو في 2018، بما قد يثني بنك إنجلترا المركزي عن رفع أسعار الفائدة الأسبوع المقبل، ارتفعت قروض الأفراد بمقدار 254 مليون جنيه إسترليني فقط في مارس مقارنة بها في فبراير (شباط)، وفقا لبيانات البنك المركزي، وهذا أقل من متوسط التوقعات الذي كان 1.45 مليار إسترليني في استطلاع أجرته «رويترز».
ونزل معدل نمو قروض الأفراد غير المدعومة بضمانات إلى 8.6 في المائة، وهي أبطأ وتيرة منذ نوفمبر (تشرين الثاني)، انخفاضا من 9.4 في المائة في فبراير.
وهبوط معدل النمو السنوي هو الأكبر من شهر للتالي منذ أغسطس (آب) 2009.
كما تراجع معدل نمو قطاع الصناعات التحويلية البريطاني لأقل مستوى في 17 شهرا في أبريل (نيسان) مع استمرار صدور بيانات اقتصادية متواضعة بما يقلص فرص رفع أسعار الفائدة من جانب بنك إنجلترا المركزي الأسبوع المقبل.
ونزل مؤشر ماركت «سي آي بي إس» لمديري مشتريات القطاع الصناعي نقطة كاملة إلى 53.9 الشهر الماضي، وهو أقل من متوسط التوقعات لقراءة 54.8 في استطلاع أجرته «رويترز» لآراء الاقتصاديين.
هذه المرة الثانية التي تصدر فيها بيانات مخيبة للآمال في غضون بضعة أيام، بعدما أظهرت أرقام رسمية يوم الجمعة، أن الاقتصاد لم يحقق نموا يذكر في الأشهر الثلاثة الأولى من 2018.
ولم يتضمن تقرير مديري المشتريات أمس ما يمكن أن يشير إلى أن المصانع البريطانية، التي تسهم بنحو عشر الناتج الاقتصادي الكلي، ستستعيد الحيوية التي شهدتها أواخر 2017 حين دعم التعافي في منطقة اليورو القطاع الصناعي في بريطانيا.
وضعفت المؤشرات الخاصة بطلبيات التوريد الجديدة والتصدير لأقل المستويات منذ منتصف 2017، بينما سجلت أقل وتيرة توظيف منذ فبراير من العام الماضي.
وقالت «آي إتش إس ماركت» إن الضعف تركز في منتجي السلع الاستهلاكية الذين تضرروا من انخفاض القوة الشرائية بسبب زيادة معدل التضخم العام الماضي.
وفي الأسبوع الماضي أظهرت بيانات رسمية أن الإنتاج الصناعي زاد 0.2 في المائة عن الربع السابق في الأشهر الثلاثة الأولى من 2018، وهو ما يقل كثيرا عن معدلات النمو التي تجاوزت الواحد في المائة في النصف الثاني من العام الماضي.



من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
TT

من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)

تعد السياحة المستدامة أحد المحاور الرئيسية في السعودية لتعزيز القطاع بما يتماشى مع «رؤية 2030»، وبفضل تنوعها الجغرافي والثقافي تعمل المملكة على إبراز مقوماتها السياحية بطريقة توازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة والتراث.

يأتي «ملتقى السياحة السعودي 2025» بنسخته الثالثة، الذي أُقيم في العاصمة الرياض من 7 إلى 9 يناير (كانون الثاني) الجاري، كمنصة لتسليط الضوء على الجهود الوطنية في هذا المجال، وتعزيز تعاون القطاع الخاص، وجذب المستثمرين والسياح لتطوير القطاع.

وقد أتاح الملتقى الفرصة لإبراز ما تتمتع به مناطق المملكة كافة، وترويج السياحة الثقافية والبيئية، وجذب المستثمرين، وتعزيز التوازن بين العوائد الاقتصادية من السياحة والحفاظ على المناطق الثقافية والتاريخية، وحماية التنوع البيئي.

وعلى سبيل المثال، تعد الأحساء، المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لـ«اليونسكو»، ببساتين النخيل وينابيع المياه والتقاليد العريقة التي تعود لآلاف السنين، نموذجاً للسياحة الثقافية والطبيعية.

أما المحميات الطبيعية التي تشكل 16 في المائة من مساحة المملكة، فتُجسد رؤية المملكة في حماية الموارد الطبيعية وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة.

جانب من «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» (واس)

«محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»

في هذا السياق، أكد رئيس إدارة السياحة البيئية في «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»، المهندس عبد الرحمن فلمبان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أهمية منظومة المحميات الملكية التي تمثل حالياً 16 في المائة من مساحة المملكة، والتي تم إطلاقها بموجب أمر ملكي في عام 2018، مع تفعيل إطارها التنظيمي في 2021.

وتحدث فلمبان عن أهداف الهيئة الاستراتيجية التي ترتبط بـ«رؤية 2030»، بما في ذلك الحفاظ على الطبيعة وإعادة تنميتها من خلال إطلاق الحيوانات المهددة بالانقراض مثل المها العربي وغزال الريم، بالإضافة إلى دعم التنمية المجتمعية وتعزيز القاعدة الاقتصادية للمجتمعات المحلية عبر توفير وظائف التدريب وغيرها. ولفت إلى الدور الكبير الذي تلعبه السياحة البيئية في تحقيق هذه الأهداف، حيث تسعى الهيئة إلى تحسين تجربة الزوار من خلال تقليل التأثيرات السلبية على البيئة.

وأضاف أن المحمية تحتضن 14 مقدم خدمات من القطاع الخاص، يوفرون أكثر من 130 نوعاً من الأنشطة السياحية البيئية، مثل التخييم ورياضات المشي الجبلي وركوب الدراجات. وأشار إلى أن الموسم السياحي الذي يمتد من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى مايو (أيار) يستقطب أكثر من نصف مليون زائر سنوياً.

وفيما يخص الأهداف المستقبلية، أشار فلمبان إلى أن «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» تستهدف جذب مليون زائر سنوياً بحلول 2030، وذلك ضمن رؤية المحميات الملكية التي تستهدف 2.3 مليون زائر سنوياً بحلول العام نفسه. وأضاف أن الهيئة تسعى لتحقيق التوازن البيئي من خلال دراسة آثار الأنشطة السياحية وتطبيق حلول مبتكرة للحفاظ على البيئة.

أما فيما يخص أهداف عام 2025، فأشار إلى أن المحمية تهدف إلى استقطاب 150 ألف زائر في نطاق المحميتين، بالإضافة إلى تفعيل أكثر من 300 وحدة تخييم بيئية، و9 أنواع من الأنشطة المتعلقة بالحياة الفطرية. كما تستهدف إطلاق عدد من الكائنات المهددة بالانقراض، وفقاً للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لشؤون الطبيعة.

هيئة تطوير الأحساء

بدوره، سلّط مدير قطاع السياحة والثقافة في هيئة تطوير الأحساء، عمر الملحم، الضوء لـ«الشرق الأوسط» على جهود وزارة السياحة بالتعاون مع هيئة السياحة في وضع خطط استراتيجية لبناء منظومة سياحية متكاملة. وأكد أن الأحساء تتمتع بميزة تنافسية بفضل تنوعها الجغرافي والطبيعي، بالإضافة إلى تنوع الأنشطة التي تقدمها على مدار العام، بدءاً من الأنشطة البحرية في فصل الصيف، وصولاً إلى الرحلات الصحراوية في الشتاء.

وأشار الملحم إلى أن إدراج الأحساء ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي التابعة لـ«اليونسكو» يعزز من جاذبيتها العالمية، مما يُسهم في جذب السياح الأجانب إلى المواقع التاريخية والثقافية.

ورحَّب الملحم بجميع الشركات السعودية المتخصصة في السياحة التي تسعى إلى تنظيم جولات سياحية في الأحساء، مؤكداً أن الهيئة تستهدف جذب أكبر عدد من الشركات في هذا المجال.

كما أعلن عن قرب إطلاق أول مشروع لشركة «دان» في المملكة، التابعة لـ«صندوق الاستثمارات العامة»، والذي يتضمن نُزُلاً ريفية توفر تجربة بيئية وزراعية فريدة، حيث يمكنهم ليس فقط زيارة المزارع بل العيش فيها أيضاً.

وأشار إلى أن الأحساء منطقة يمتد تاريخها لأكثر من 6000 عام، وتضم بيوتاً وطرقاً تاريخية قديمة، إضافةً إلى وجود المزارع على طرق الوجهات السياحية، التي يصعب المساس بها تماشياً مع السياحة المستدامة.

يُذكر أنه يجمع بين الأحساء والمحميات الطبيعية هدف مشترك يتمثل في الحفاظ على الموارد الطبيعية والثقافية، مع تعزيز السياحة المستدامة بوصفها وسيلة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وكلاهما تمثل رمزاً للتوازن بين الماضي والحاضر، وتبرزان جهود المملكة في تقديم تجربة سياحية مسؤولة تُحافظ على التراث والبيئة.