الحوثي يسعى لترسيخ وجوده بنسخة غير شرعية من مجلس الشورى

الانقلابيون يتجاهلون المساعي الأممية الجارية لإحلال السلام في اليمن

يمنيون يحملون مساعدات غذائية في حجة أول من أمس (أ.ف.ب)
يمنيون يحملون مساعدات غذائية في حجة أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

الحوثي يسعى لترسيخ وجوده بنسخة غير شرعية من مجلس الشورى

يمنيون يحملون مساعدات غذائية في حجة أول من أمس (أ.ف.ب)
يمنيون يحملون مساعدات غذائية في حجة أول من أمس (أ.ف.ب)

تجاهل الرئيس الجديد لمجلس انقلاب الميليشيات الحوثية مهدي المشاط، المساعي الأممية الجارية لإحلال السلام في اليمن، واستهل أنشطته باستكمال السطو على مؤسسات التشريع اليمنية، من خلال تعيينه لـ32 شخصا من عناصر الجماعة أعضاء في مجلس الشورى، وذلك في سياق مساعي الميليشيات لترسيخ وجودها في الحكم عبر فرض نسخ غير شرعية موالية لها من مؤسسات الدولة وأجهزتها.
وجاء الإجراء الحوثي غير الشرعي عشية إعلان مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث أنه بصدد بدء جولة من المشاورات مع الأطراف اليمنية لجهة التوافق حول عناصر الإطار العام للمفاوضات المرتقبة في سياق الجهود الأممية الرامية إلى إحلال السلام في اليمن.
وفي الوقت الذي يعتقد المراقبون للشأن لليمني بعدم جدية الميليشيات الحوثية في التوصل إلى أي اتفاق للسلام مع الحكومة الشرعية والأطراف الحزبية المؤيدة لها، يستدلون بالسعي المتواصل للجماعة من أجل «حوثنة» المؤسسات في مناطق سيطرتها وتشديد قبضتها بالقوة على كافة المفاصل الإدارية سعيا لترسيخ حكم الميليشيات بعيدا عن أي توافق وطني.
ودعا غريفيث جميع الأطراف اليمنية إلى تأمين المناخ المناسب للعودة إلى طاولة الحوار، وقال في تدوينة نشرها على حسابه الرسمي على «تويتر» أمس إنه سيبدأ مع الأطراف اليمنية «جولة جديدة من المشاورات، لمناقشة عناصر إطار العمل من أجل السلام في اليمن». وكان غريفيث أجرى لقاء جديدا هو الثالث، مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، في الرياض، عقب عودته من تقديم إحاطته الأولى أمام مجلس الأمن الدولي في 17 من الشهر الماضي وتعهده بالتوصل إلى إطار عام للسلام في غضون شهرين. ومن المقرر أن يصل المبعوث الأممي السبت المقبل إلى صنعاء للقاء القيادات الحوثية في سياق مساعيه الأممية في جولتها الثانية، بعد أن كان قادة الميليشيات رفضوا استقباله السبت الماضي، لزعمهم الانشغال بتشييع رئيس مجلس حكمهم صالح الصماد الذي كان قتل في غارة لطيران تحالف دعم الشرعية الخميس الماضي في الحديدة (غرب).
ومن ضمن المعينين في مجلس الشورى، بقرار المشاط، عم زعيم الجماعة، عبد الكريم الحوثي الذي ينسب إليه أنه الحاكم الفعلي لصنعاء منذ الانقلاب على الشرعية، والرجل القوي الذي يعد نفسه لتولي زعامة الميليشيات في حال مقتل عبد الملك الحوثي. كما تضمن القرار الحوثي تعيين، الصهر الآخر لزعيم الجماعة، والقيادي البارز فيها، عبد الملك العجري، إلى جانب نحو 10 عناصر قيادية ممن ينتسبون إلى سلالة الحوثي الطائفية، في حين جاء بقية المعينين الـ32 في عضوية النسخة الحوثية من مجلس الشورى، من زعماء القبائل الأشد ولاء للجماعة، وأغلبهم ينحدرون من محافظات صعدة وحجة وعمران وصنعاء، حيث بات يتركز الوجود الحوثي.
ولم يستبعد مراقبون تحدث إليهم «الشرق الأوسط» أن يكون قرار الجماعة بتعيين عم زعيمها في عضوية النسخة التابعة لها من مجلس الشورى تمهيدا لتنصيبه رئيسا لهذه النسخة، في سياق مساعيها لاحتكار كافة المناصب العليا في أعضاء الدائرة المحيطة بالحوثي ممن يثق فيهم اعتمادا على القرابة السلالية أو المصاهرة أو الانتماء الجغرافي لمسقط رأسه في صعدة. وكان غالبية أعضاء مجلسي النواب والشورى في اليمن غادروا صنعاء بعد الانقلاب إلى مناطق سيطرة الشرعية أو إلى خارج البلاد، إلا أن الميليشيات أخضعت المتبقين منهم في صنعاء لسطوتها طوعا أو كرها، وأجبرتهم على استئناف أنشطة المجلسين بشكل غير قانوني، لجهة استغلالهم لشرعنة تصرفاتها الانقلابية والموافقة على القوانين التي تفرضها للاستحواذ على المزيد من أموال اليمنيين.
ولأن الجماعة لا تستطيع أن تعين نوابا في البرلمان من أتباعها اكتفت بإخضاع الموجودين منهم في صنعاء، وهم أقل من النصاب القانوني، وغالبيتهم من المحسوبين على حزب «المؤتمر الشعبي» والرئيس الراحل علي عبد الله صالح، في الوقت الذي قررت الاستعاضة عن هذا النقص بتعيين الموالين لها في مجلس الشورى، الذي تعد الصلاحية الدستورية لتعيين أعضائه من حق رئيس الجمهورية وليس بالاقتراع كما هو حال البرلمان.
وفي الأسابيع الماضية قدمت الميليشيات الحوثية نحو 16 مشروعا لقوانين جديدة ولتعديلات على القوانين النافذة الحالية إلى النواب الخاضعين لها في صنعاء وأمرتهم بسرعة إقرارها، إذ يتعلق أغلبها بإضافة المزيد من الضرائب والرسوم القانونية، بما فيها فرض الخمس من أموال اليمنيين ومن ثرواتهم لصالح زعيم الجماعة وسلالته.
وكان الحوثي في آخر خطاب له السبت الماضي، شدد على النواب للإسراع بإقرار قانون الزكاة الذي يتضمن فرض الخمس لنفسه ولسلالته، من كل ما يخرج من الأرض والبحر من نفط ومعادن ورمل وحجارة ومجوهرات وملح وأسماك ومياه.
وفي سياق متصل، أمر أمس صهر الحوثي ومدير مكتبه السابق الذي بات رئيسا جديدا لمجلس حكم الانقلاب، بإصدار المزيد من قرارات التعيين لأتباع الجماعة في كافة المواقع الإدارية للمؤسسات، وذلك في أعقاب جملة من القرارات التي اتخذتها الجماعة لإطاحة المسؤولين المحليين في صنعاء من أتباع حزب الرئيس الراحل علي عبد الله صالح والموالين لحزبه «المؤتمر الشعبي».
ونسبت النسخة الحوثية من وكالة «سبأ» للمشاط أنه أمر رئيس حكومة الانقلاب غير المعترف بها، عبد العزيز بن حبتور، بالتركيز على الحشد للجبهات، وسد الفراغات الإدارية في المؤسسات المركزية وفي المحافظات بما يؤدي إلى تجاوز أي عراقيل تقف أمام جماعته. وشدد المشاط بحسب المصادر الحوثية الرسمية على الانضباط الوظيفي، متجاهلا أن جماعته ترفض دفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرتها منذ أكثر 18 شهرا، في الوقت الذي تسخر فيه العائدات الضخمة للضرائب والجمارك والاتصالات ولتجارة النفط لصالح المجهود الحربي وشراء الأسلحة المهربة وللإنفاق على قادة ميليشياتها.
وعلى صعيد آخر، اعترفت الميليشيات الحوثية أمس بمصرع واحد من كبار قادتها العسكريين، الذي كانت عينته رئيسا لأركان المنطقة العسكرية السابعة، ويدعى محمود النقيب، إذ ذكرت المصادر الرسمية للجماعة أنه قتل مع ثلاثة من مرافقيه في محافظة البيضاء، وأنه تم إقامة تشييع رسمي لجثته يوم أمس في صنعاء. ويعيش غالبية قادة الجماعة الحوثية في حالة غير مسبوقة من الرعب، لجهة خوفهم أن يلاقوا مصيرا مشابها لرئيس مجلس حكمهم الصريع صالح الصماد، وهو الأمر الذي دفعهم خلال الأيام الأخيرة إلى مزيد من التخفي في تحركاتهم، وتجنب الظهور العلني في الأماكن العامة.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.