سوريا: مقتل وإصابة العشرات في مجزرة براميل متفجرة بحلب

مصرع 15 مسلحا ماليزيا * قصف نظامي مكثف على الرقة.. واغتيال مختار بلدة جمرايا بالريف

سوريان ناجيان من برميل متفجر استهدف أحد أحياء مدينة حلب أمس (أ.ف.ب)
سوريان ناجيان من برميل متفجر استهدف أحد أحياء مدينة حلب أمس (أ.ف.ب)
TT

سوريا: مقتل وإصابة العشرات في مجزرة براميل متفجرة بحلب

سوريان ناجيان من برميل متفجر استهدف أحد أحياء مدينة حلب أمس (أ.ف.ب)
سوريان ناجيان من برميل متفجر استهدف أحد أحياء مدينة حلب أمس (أ.ف.ب)

كثف الطيران النظامي قصفه الجوي على مناطق في مدينتي حلب والرقة، شمال سوريا، مما أدى إلى مقتل أكثر من 20 مدنيا وجرح العشرات. وفي حين أفاد ناشطون بارتكاب الطيران النظامي «مجزرة» في حي طريق الباب بحلب، نتيجة إلقاء براميل متفجرة مما أدى إلى مقتل 13 مدنيا على الأقل، أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 12 مدنيا بغارات جوية استهدفت أنحاء عدة في الرقة، الخاضعة لسيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، إضافة إلى عدد من الجرحى.
ورجح ناشطون ارتفاع عدد القتلى في الرقة، بسبب خطورة بعض الإصابات، والنقص في أكياس الدم والتجهيزات الطبية في المشفى الوطني في الرقة. ونقل «مكتب أخبار سوريا» عن ناشط ميداني بالرقة يدعى أبو المهند الديري، قوله إن «الغارات استهدفت عددا من الأحياء والأبنية الواقعة وسط وشرق مدينة الرقة، ومنها مبنى التربية بالقرب من مبنى المحافظة، وحارتا العجيلي والبيطارة، ومكتبة الشهيد خلف كنيسة الشهداء». ولفت إلى أن «عنصرين على الأقل من (داعش) أصيبا بجروح، إضافة إلى 15 مدنيا آخرين على الأقل».
أما في حلب، فقد تحدث ناشطون عن مجزرة نتيجة إلقاء المروحيات النظامية سبعة براميل متفجرة قرب دوار الحلوانية الذي يعد سوقا للأحياء الشرقية في حي طريق الباب. وذكرت شبكة «سراج برس» المعارضة أن 13 مدنيا على الأقل، بينهم أطفال ونساء، قتلوا أمس، إضافة إلى إصابة أكثر من 30 آخرين، بعضهم في حالة خطرة.
وأحدث القصف على حي طريق الباب دمارا كبيرا في المنازل السكنية، والمحال التجارية، تزامنا مع تعرض أحياء الصاخور وقاضي عسكر وباب النصر لقصف جوي أحدث دمارا من دون أن ترد أنباء عن ضحايا.
وأفاد المرصد السوري باشتباكات عنيفة بين مقاتلي «جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام)» و«جيش المهاجرين والأنصار» الذي يضم مقاتلين غالبيتهم من جنسيات عربية وأجنبية وكتائب إسلامية من جهة، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي «حزب الله» اللبناني من جهة أخرى، في محيط مبنى المخابرات الجوية ومحيط جامع الرسول الأعظم بحي جمعية الزهراء بحلب. وقصف الطيران الحربي منطقة كازية إيكاردا بريف حلب الجنوبي، بموازاة استهداف الكتائب الإسلامية بقذائف محلية الصنع مطار النيرب العسكري، وأنباء عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام.
وشهدت مدينة مارع في شمال حلب تجدد الغارات الجوية، واستهدفت المقاتلات منازل المدنيين بالصواريخ الموجهة مما أدى إلى مقتل مدني وجرح أكثر من 10.
وفي العاصمة دمشق، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بمقتل طفل وإصابة ستة آخرين في قصف بقذيفة هاون على حارة التيامنة بمنطقة المجتهد. كما ذكرت «سانا» أن «مجموعة مسلحة اغتالت مختار بلدة جمرايا بريف دمشق إبراهيم كريكر بإطلاق النار عليه أثناء أدائه لعمله، ما أدى إلى مقتله على الفور». ونقلت الوكالة عن مصدر في قيادة الشرطة قوله إن «إرهابيين اقتحموا مكتب المختار كريكر في بلدة الهامة وأطلقوا النار عليه ما أدى إلى استشهاده على الفور». وفي مارس (آذار) الماضي، استهدف مسلحون مدير الفرن الآلي محمد بعيون، ورئيس لجنة المصالحة في بلدة الهامة حسام سكاف قرب مبنى البلدية ما أدى إلى مقتل الأول على الفور وإصابة الثاني بطلق ناري.
وفي اللاذقية، استهدفت «كتيبة المصطفى»، التابعة للجيش السوري الحر، بقذائف الـ«هاون» محيط «برج 45»، حيث تتمركز قوات تابعة للجيش السوري النظامي. كما استهدفت كتائب المعارضة مدينة كسب الخاضعة لسيطرة النظام السوري بعدد من القذائف، تزامنا مع قصف القوات النظامية المتمركزة في «برج 45» وبلدة كسب بالصواريخ قرى جبل التركمان.
ونقل «مكتب أخبار سوريا» عن الناشط المدني المعارض بكري العمر قوله إن «قوات النظام قصفت بالصواريخ والمدافع قرى عرافيت وكنسبا ومصيف سلمى، مما أدى إلى أضرار في منازل المدنيين». وكانت «كتائب أنصار الشام» التابعة لـ«الجبهة الإسلامية» المعارضة استهدفت ليلا «مراكز تجمع قوات النظام» على قمة النبي يونس «ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام»، وفق ناشطين.
من جهة أخرى، أعلن مسؤول بالشرطة الماليزية، أمس، أن الشرطة تتعاون مع السلطات السورية لتحديد هوية 15 مسلحا ماليزيا قتلوا في الحرب الدائرة هناك. وقال مفتش الشرطة الجنرال خالد أبو بكر: «تأكدت أن بعضهم ماليزيون وما زلنا نعمل على تحديد هوية الآخرين».
وأضاف: «نحن على علم بأن بعض الجماعات المسلحة تجند أعضاء جددا في البلاد»، مؤكدا أن التحقيقات مستمرة.
وكانت وزارة الخارجية الماليزية قالت أول من أمس إنها علمت بمقتل 15 مسلحا ماليزيا في سوريا، وذلك خلال مؤتمر صحافي في نيويورك نظمه ممثل سوريا لدى الأمم المتحدة.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.