ترمب يؤيد إرسال «داعشي» مزدوج الجنسية إلى وطنه الأول

تعتقله القوات الأميركية في العراق > ضمانات أنه سيلقى محاكمة عادلة

أحد المسلحين يرفع علم التنظيم الإرهابي في الرقة في يونيو 2014 قبل تحريرها (رويترز)
أحد المسلحين يرفع علم التنظيم الإرهابي في الرقة في يونيو 2014 قبل تحريرها (رويترز)
TT

ترمب يؤيد إرسال «داعشي» مزدوج الجنسية إلى وطنه الأول

أحد المسلحين يرفع علم التنظيم الإرهابي في الرقة في يونيو 2014 قبل تحريرها (رويترز)
أحد المسلحين يرفع علم التنظيم الإرهابي في الرقة في يونيو 2014 قبل تحريرها (رويترز)

عقدت، يوم الجمعة، محكمة الاستئناف الفيدرالية في واشنطن العاصمة، أولى جلسات مناقشة قرار محكمة أقل مستوى حول مصير «الداعشي مزدوج الجنسية»، الذي تعتقله القوات الأميركية في العراق. وبينما يرفض البنتاغون، وترفض المحاكم إعلان اسم الشخص، أو اسم وطنه الأول، قالت مصادر إخبارية أميركية إنه من دولة في الشرق الأوسط، وحصل على الجنسية الأميركية.
وقالت مصادر أميركية، أمس (السبت)، إن الرئيس دونالد ترمب يريد إرسال «الداعشي» إلى وطنه الأول، وإنه وراء قرار وزارة العدل استئناف حكم محكمة سابق بألا يحدث ذلك. وأن ترمب أجرى اتصالات مع قادة في الوطن الأول، وقال إنه حصل على ضمانات منهم بأن «الداعشي» سيجد محاكمة عادلة عندما يعود.
وقالت صحيفة «واشنطن بوست»، أمس (السبت): «هذه قضية من نوع نادر تصل إلى محكمة الاستئناف الفيدرالية، وتثير نقطة مهمة عن التوازن بين حرية مواطن أميركي، التي يكلفها الدستور الأميركي، وبين حماية الأمن الوطني الأميركي».
وقال القاضي سري سرينيفاسان، الذي ينظر في الاستئناف، إنه يود أن يعرف من ممثل الاتهام عن «أي قضية أخرى نُقل فيها مواطن أميركي، محتجز في بلد، قسراً، إلى بلد آخر».
وأجاب جيمس بورنهام، ممثل وزارة العدل: «لا أعرف». لكنه طلب من القاضي «توفير ظروف تسمح للحكومة بعلاج موضوع معقد، مثل هذا، تمتزج فيه الدبلوماسية والعسكرية».
في الجانب الآخر، قال المحامي جوناثان حفيتز، ممثل الاتحاد الأميركي للحريات المدنية (إيه سي إل يو)، مخاطباً القاضي، والاتهام: «يجب أن يكون هناك أساس قانوني لمثل هذا التسليم، بناءً على معاهدة، أو قانون. يجب ألا يكون هذا مثل صفقة حكومية خاصة».
وأضاف: « يجب ألا تكون الحكومة قادرة على القبض على مواطن أميركي، وتسليمه إلى دولة أخرى».
في الأسبوع الماضي، تدخلت محكمة فيدرالية لحماية الداعشي. وقالت إن البنتاغون يجب أن يبلغ محاميه، ممثل «إيه سي إل يو»، قبل 72 ساعة من تسليمه إلى دولة أخرى (حتى يقدر المحامي على الاستئناف سريعاً).
وسماه البنتاغون «مقاتلاً معادياً»، منذ استسلامه في سوريا للقوات الديمقراطية السورية التي سلمته للقوات الأميركية.
وفي قرارها، الأسبوع الماضي، قالت القاضية تانيا شوتكان، قاضية المحكمة الفيدرالية في واشنطن العاصمة، إنها لا تستطيع منع البنتاغون من تسليم «الداعشي» إلى دولة أخرى، لكنها اكتفت بأن شددت على أهمية مقابلته لمحامين. ولهذا، سارع ممثل «إيه سي إل يو»، وقدم الاستئناف إلى محكمة الاستئناف الفيدرالية في واشنطن.
وقالت القاضية إنها لم تحسم الموضوع لأنها لم تكن متأكدة من أن البنتاغون سينقل الداعشي إلى دولة أخرى، ولأن البنتاغون ربما سينقله إلى الولايات المتحدة، أو يطلق سراحه.
وقالت القاضية، في بيان من 8 صفحات، إن الداعشي «أظهر احتمال نجاح ادعائه بأن هذه المحكمة قد تقيده بشكل مؤقت»، وقد تمنع البنتاغون من نقله بينما تقرر المحكمة شرعية احتجازه. وأضافت القاضية أن البنتاغون «يجب أن يقدم أدلة قانونية إيجابية لنقله»، مثل معاهدة تسليم، أو ادعاء سلوك إجرامي في دولة أخرى.
وكان محامو البنتاغون قد قالوا، أمام القاضية، إن هناك «مخاوف كبيرة تتعلق بالأمن القومي والعلاقات الخارجية، وإن هذه يمكن أن تبرر تسليم الرجل إلى دولة أخرى».
لكن القاضية ردت بأن هذه «حجج غير كافية».
يوم الجمعة الماضي، في محكمة الاستئناف الفيدرالية، ركز القاضي على أن وجود الداعشي في العراق «لم يكن طوعاً»، وأنه أُجبر على الانتقال من حراسة القوات الكردية الحليفة للولايات المتحدة، إلى القوات الأميركية في العراق.
وسأل القاضي ممثل الاتهام عن الحقوق الدستورية لمواطن أميركي «احتكم إلى جنسيته الأميركية للحصول على المساعدة من قوات الحكومة الأميركية هناك (في العراق، حيث يُحتجز الآن)».
وقال ممثل الاتهام إن الداعشي «لم يطلب نقله إلى العراق، فقط، طلب المساعدة. وكان يمكن إحضاره إلى الولايات المتحدة». وحسب صحيفة «واشنطن بوست»، يحتاج البنتاغون إلى «نقاط قانونية قوية» لإقناع محكمة الاستئناف بأن الداعشي الأميركي يجب ألا يُنقل إلى أميركا، ولكن إلى وطنه الثاني الذي يحمل جنسيته أيضاً.


مقالات ذات صلة

تحت تأثير الكحول والمخدرات... 24 شخصاً هاجموا القصر الرئاسي في تشاد

أفريقيا محمد ديبي ورث حكم تشاد من والده وتمت ترقيته مؤخراً إلى رتبة ماريشال (صحافة محلية)

تحت تأثير الكحول والمخدرات... 24 شخصاً هاجموا القصر الرئاسي في تشاد

استبعدت تشاد أن يكون الهجوم على القصر الرئاسي ليل الأربعاء/الخميس، له أي طابع «إرهابي»، مشيرة إلى أن من نفذوه كانوا مجموعة من الأشخاص في حالة سكر ومسلحين.

الشيخ محمد (نواكشوط )
أوروبا جنود بريطانيون عائدون من أفغانستان خلال احتفال في اسكوتلندا عام 2013 (غيتي)

تحقيقات: القوات الخاصة البريطانية سُمح لها بـ«التملص من القتل» في أفغانستان

الأدلة التي نشرتها لجنة تحقيق رسمية في جرائم الحرب المزعومة ترسم صورة مزعجة لقوة قتالية نخبوية اعتادت ثقافة الإفلات من العقاب في أفغانستان.

«الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن ) «الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن )
آسيا أفراد من الجيش الباكستاني (أرشيفية)

مقتل 3 جنود و19 إرهابياً بعملية أمنية شمال غربي باكستان

قُتل 3 جنود من رجال الأمن الباكستاني، كما قُضي على 19 مسلحاً من العناصر الإرهابية خلال عمليات أمنية واشتباكات وقعت في المناطق الشمالية من باكستان.

«الشرق الأوسط» ( إسلام آباد)
أفريقيا استنفار أمني صومالي في العاصمة مقديشو (متداولة)

مقتل 10 من عناصر حركة «الشباب» بغارة أميركية في الصومال

نفّذت الولايات المتحدة ضربة جوية في جنوب الصومال أسفرت عن مقتل عشرة من عناصر حركة «الشباب»، وفق ما أفاد الجيش الأميركي، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (نيروبي)
شؤون إقليمية صمت إردوغان تجاه الحوار مع أوجلان يعرضه لضغوط المعارضة (الرئاسة التركية)

إردوغان تحت ضغط المعارضة لصمته تجاه الحوار مع أوجلان

يواجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ضغوطاً من المعارضة لتوضيح موقفه من الاتصالات مع زعيم حزب «العمال» الكردستاني عبد الله أوجلان في مسعى لحل المشكلة الكردية

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.