«الجبال السود» تلاحق القاعدة شمال حضرموت... ومقتل زعيم "داعش" في عدن

حملات متلاحقة لتجفيف "الإرهاب" في المناطق اليمنية المحررة

جندي يتفحص حطام هجوم إرهابي في عدن عام 2016 (غيتي)
جندي يتفحص حطام هجوم إرهابي في عدن عام 2016 (غيتي)
TT

«الجبال السود» تلاحق القاعدة شمال حضرموت... ومقتل زعيم "داعش" في عدن

جندي يتفحص حطام هجوم إرهابي في عدن عام 2016 (غيتي)
جندي يتفحص حطام هجوم إرهابي في عدن عام 2016 (غيتي)

بعد 48 ساعة من إطلاق عملية أمنية جديدة في محافظة شبوة اليمنية لمطاردة خلايا تنظيم "القاعدة" الإرهابي في منطقة وادي "رفض"، أعلنت اليوم (السبت) قوات الجيش في محافظة حضرموت إطلاق عملية"الجبال السود" بإسناد من تحالف دعم الشرعية لملاحقة عناصر التنظيم في المناطق الشمالية الغربية من المحافظة.
وجاء إعلان الحملة الجديدة، التي تتبناها قوات المنطقة العسكرية الثانية في الجيش اليمني، ومقرها، المكلا، بالتزامن مع إعلان أجهزة الأمن وقوات مكافحة الإرهاب في العاصمة المؤقتة عدن مقتل أمير تنظيم"داعش" خلال عملية دهم أمنية لأحد المنازل التي كان يختبئ فيها شمالي المدينة.
وفي بيان رسمي وزعه المتحدث الرسمي باسم المنطقة العسكرية الثانية هشام الجابري على وسائل الإعلام، واطلعت عليه"الشرق الأوسط" أعلنت قيادة المنطقة العسكرية الثانية إطلاق عملية أمنية جديدة أطلقت عليها اسم" الجبال السود" "لملاحقة عناصر تنظيم "القاعدة" في المناطق الشمالية الغربية لمحافظة حضرموت ، بدعم وإسناد من قوات التحالف العربي" طبقا لما أفاد به البيان.
وكشفت القوات اليمنية في بيانها عن أن عناصر الجيش بدأوا الانتشار الواسع والكبير اليوم في مسرح العملية الجديدة، في المناطق الشمالية الغربية لمحافظة حضرموت وهي المناطق التابعة لمديريات " دوعن ، الضليعة ، حجر ، يبعث" حيث أكد البيان العسكري أنه تم " رصد تجمعات وتحركات لعناصر التنظيم الإرهابي في هذه المناطق بعد أن لجأت إليها العناصر الإرهابية بعد تطهير مناطق ساحل حضرموت".
وأشار البيان إلى عناصر التنظيم استخدموا هذه المناطق ذات التضاريس الوعرة ممرات آمنة لهم خلال الفترة الماضية لتنفيذ هجماتهم على عناصر القوات الحكومية، وآخرها الهجوم الذي قتل فيه 10 جنود في منطقة وادي حجر، غربي المكلا.
وكانت قوات المنطقة العسكرية الثانية في الجيش اليمني أطلقت بإسناد من تحالف دعم الشرعية في اليمن، عملية أمنية واسعة في فبراير(شباط) الماضي، لتطهير وادي المسيني غربي المكلا من خلايا التنظيم، تحت اسم"الفيصل" وأدت العملية إلى مقتل 31 مسلحا والعثور على كميات من المتفجرات والأسلحة، بحسب ما أورده بيان رسمي عن نتائج الحملة العسكرية.
في غضون ذلك، أفادت مصادر أمنية في العاصمة المؤقتة عدن، أن قوات الأمن وعناصر من مكافحة الإرهاب، تمكنت من قتل أمير تنظيم"داعش" في عدن صالح فضل الباخشي، وتوقيف 3 من أتباعه، في عملية دهم رافقها تبادل لإطلاق النار مع عناصر التنظيم الذين كانوا يتحصنون في أحد المنازل شمالي المدينة.
وأفادت المصادر لـ"الشرق الأوسط" بأن أمير التنظيم الباخشي، رفض تسليم نقسه وأصر على مقاومة القوات الأمنية ما أدى إلى مقتله، ومقتل شرطي وإصابة اثنين آخرين، قبل أن يلجأ ثلاثة من المسلحين التابعين له إلى تسليم أنفسهم إلى القوات الأمنية.
وذكرت المصادر أن عناصر الأمن ضبطت في المبنى الذي تم دهمه هواتف محمولة متنوعة وأسلحة خفيفة ومتوسطة، فيما تم اقتياد الموقوفين الثلاثة للتحقيق.
وكان فرع التنظيم الذي يرجح انشقاقه عن"القاعدة"، ليبايع زعيم داعش أبو بكر البغدادي، أعلن تبنيه عشرات الهجمات وعمليات الاغتيال التي طاولت عناصر الأمن والجيش والمسؤولين الحكوميين وخطباء المساجد، خلال الثلاثة الأعوام الأخيرة في محافظة عدن بعد تحريرها من قبضة المليشيات الحوثية.
وفي سياق الجهود المتواصلة لقوات الشرعية والتحالف الداعم لها، كانت قوات النخبة في شبوة، أطلقت أول من أمس، عملية أمنية في مديرية الصعيد، لجهة تمشيط وملاحقة عناصر تنظيم "القاعدة" في منطقة وادي" رفض" ذات التضاريس الوعرة التي يلجأ إليها المتشددون للتخفي والتحصن وترتيب الهحمات.
وأفادت مصادر أمنية في شبوة، بأن هذه هي المرة الأولى التي تصل فيها قوات أمنية إلى وادي"رفض" منذ عقود لجهة طبيعة المنطقة الجبلية وطرقها الوعرة.
وتزامن إطلاق الحملة التي تعد استكمالا لحملة"السيف الحاسم" التي أطلقت قبل أسابيع لتطهير مديرية الصعيد وتعقب عناصر "القاعدة" في هذه المديرية المترامية الأطراف، مع مقتل القيادي المحلي في التنظيم ناصر بامدوخ، الخميس الماضي، جراء ضربة لطائرة من دون طيار يرجح أنها أميركية.
وطبقا لمصادر قبلية، فقد قتل القيادي، بامدوخ الذي يعد من أبرز قادة التنظيم في محافظة شبوة، أثناء وجوده في وادي"رفض" في مديرية الصعيد، على متن سيارة كانت تقله في المنطقة.


مقالات ذات صلة

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)

كثّفت الجماعة الحوثية استهدافها مدرسي الجامعات والأكاديميين المقيمين في مناطق سيطرتها بحملات جديدة، وألزمتهم بحضور دورات تعبوية وزيارات أضرحة القتلى من قادتها، والمشاركة في وقفات تنظمها ضد الغرب وإسرائيل، بالتزامن مع الكشف عن انتهاكات خطيرة طالتهم خلال فترة الانقلاب والحرب، ومساعٍ حثيثة لكثير منهم إلى الهجرة.

وذكرت مصادر أكاديمية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن مدرسي الجامعات العامة والخاصة والموظفين في تلك الجامعات يخضعون خلال الأسابيع الماضية لممارسات متنوعة؛ يُجبرون خلالها على المشاركة في أنشطة خاصة بالجماعة على حساب مهامهم الأكاديمية والتدريس، وتحت مبرر مواجهة ما تسميه «العدوان الغربي والإسرائيلي»، ومناصرة فلسطينيي غزة.

وتُلوّح الجماعة بمعاقبة مَن يتهرّب أو يتخلّف من الأكاديميين في الجامعات العمومية، عن المشاركة في تلك الفعاليات بالفصل من وظائفهم، وإيقاف مستحقاتهم المالية، في حين يتم تهديد الجامعات الخاصة بإجراءات عقابية مختلفة، منها الغرامات والإغلاق، في حال عدم مشاركة مدرسيها وموظفيها في تلك الفعاليات.

أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

وتأتي هذه الإجراءات متزامنة مع إجراءات شبيهة يتعرّض لها الطلاب الذين يجبرون على حضور دورات تدريبية قتالية، والمشاركة في عروض عسكرية ضمن مساعي الجماعة لاستغلال الحرب الإسرائيلية على غزة لتجنيد مقاتلين تابعين لها.

انتهاكات مروّعة

وكان تقرير حقوقي قد كشف عن «انتهاكات خطيرة» طالت عشرات الأكاديميين والمعلمين اليمنيين خلال الأعوام العشرة الماضية.

وأوضح التقرير الذي أصدرته «بوابة التقاضي الاستراتيجي»، التابعة للمجلس العربي، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين، قبل أسبوع تقريباً، وغطّي الفترة من مايو (أيار) 2015، وحتى أغسطس (آب) الماضي، أن 1304 وقائع انتهاك طالت الأكاديميين والمعلمين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية التي اتهمها باختطافهم وتعقبهم، ضمن ما سمّاها بـ«سياسة تستهدف القضاء على الفئات المؤثرة في المجتمع اليمني وتعطيل العملية التعليمية».

أنشطة الجماعة الحوثية في الجامعات طغت على الأنشطة الأكاديمية والعلمية (إكس)

ووثّق التقرير حالتي وفاة تحت التعذيب في سجون الجماعة، وأكثر من 20 حالة إخفاء قسري، منوهاً بأن من بين المستهدفين وزراء ومستشارين حكوميين ونقابيين ورؤساء جامعات، ومرجعيات علمية وثقافية ذات تأثير كبير في المجتمع اليمني.

وتضمن التقرير تحليلاً قانونياً لمجموعة من الوثائق، بما في ذلك تفاصيل جلسات التحقيق ووقائع التعذيب.

ووفق تصنيف التقرير للانتهاكات، فإن الجماعة الحوثية نفّذت 1046 حالة اختطاف بحق مؤثرين، وعرضت 124 منهم للتعذيب، وأخضعت اثنين من الأكاديميين و26 من المعلمين لمحاكمات سياسية.

وتشمل الانتهاكات التي رصدها التقرير، الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب الجسدي والنفسي والمحاكمات الصورية وأحكام الإعدام.

عشرات الأكاديميين لجأوا إلى طلب الهجرة بسبب سياسات الإقصاء الحوثية وقطع الرواتب (إكس)

وسبق أن كشف تقرير تحليلي لأوضاع الأكاديميين اليمنيين عن زيادة في طلبات العلماء والباحثين الجامعيين للهجرة خارج البلاد، بعد تدهور الظروف المعيشية، واستمرار توقف رواتبهم، والانتهاكات التي تطال الحرية الأكاديمية.

وطبقاً للتقرير الصادر عن معهد التعليم الدولي، ارتفعت أعداد الطلبات المقدمة من باحثين وأكاديميين يمنيين لصندوق إنقاذ العلماء، في حين تجري محاولات لاستكشاف الطرق التي يمكن لقطاع التعليم الدولي من خلالها مساعدة وتغيير حياة من تبقى منهم في البلاد إلى الأفضل.

إقبال على الهجرة

يؤكد المعهد الدولي أن اليمن كان مصدر غالبية الطلبات التي تلقّاها صندوق إنقاذ العلماء في السنوات الخمس الماضية، وتم دعم أكثر من ثلثي العلماء اليمنيين داخل المنطقة العربية وفي الدول المجاورة، بمنحة قدرها 25 ألف دولار لتسهيل وظائف مؤقتة.

قادة حوثيون يتجولون في جامعة صنعاء (إعلام حوثي)

لكن تحديات التنقل المتعلقة بالتأشيرات وتكلفة المعيشة والاختلافات اللغوية الأكاديمية والثقافية تحد من منح الفرص للأكاديميين اليمنيين في أميركا الشمالية وأوروبا، مقابل توفر هذه الفرص في مصر والأردن وشمال العراق، وهو ما يفضله كثير منهم؛ لأن ذلك يسمح لهم بالبقاء قريباً من عائلاتهم وأقاربهم.

وخلص التقرير إلى أن العمل الأكاديمي والبحثي داخل البلاد «يواجه عراقيل سياسية وتقييداً للحريات ونقصاً في الوصول إلى الإنترنت، ما يجعلهم يعيشون فيما يُشبه العزلة».

وأبدى أكاديمي في جامعة صنعاء رغبته في البحث عن منافذ أخرى قائمة ومستمرة، خصوصاً مع انقطاع الرواتب وضآلة ما يتلقاه الأستاذ الجامعي من مبالغ، منها أجور ساعات تدريس محاضرات لا تفي بالاحتياجات الأساسية، فضلاً عن ارتفاع الإيجارات.

إجبار الأكاديميين اليمنيين على المشاركة في الأنشطة الحوثية تسبب في تراجع العملية التعليمية (إكس)

وقال الأكاديمي الذي طلب من «الشرق الأوسط» التحفظ على بياناته خوفاً على سلامته، إن الهجرة ليست غاية بقدر ما هي بحث عن وظيفة أكاديمية بديلة للوضع المأساوي المعاش.

ويقدر الأكاديمي أن تأثير هذه الأوضاع أدّى إلى تدهور العملية التعليمية في الجامعات اليمنية بنسبة تتجاوز نصف الأداء في بعض الأقسام العلمية، وثلثه في أقسام أخرى، ما أتاح المجال لإحلال كوادر غير مؤهلة تأهيلاً عالياً، وتتبع الجماعة الحوثية التي لم تتوقف مساعيها الحثيثة للهيمنة على الجامعات ومصادرة قرارها، وصياغة محتوى مناهجها وفقاً لرؤية أحادية، خصوصاً في العلوم الاجتماعية والإنسانية.

وفي حين فقدت جامعة صنعاء -على سبيل المثال- دورها التنويري في المجتمع، ومكانتها بصفتها مؤسسة تعليمية، تُشجع على النقد والتفكير العقلاني، تحسّر الأكاديمي اليمني لغياب مساعي المنظمات الدولية في تبني حلول لأعضاء هيئة التدريس، سواء في استيعابهم في مجالات أو مشروعات علمية، متمنياً ألا يكون تخصيص المساعدات لمواجهة المتطلبات الحياتية للأكاديميين غير مشروط أو مجاني، وبما لا يمس كرامتهم.