مصادر: غارة للتحالف على مقر «الداخلية» في صنعاء أثناء وجود «صيد ثمين»

آل جابر: الميليشيات الإيرانية تواصل منع إفراغ الوقود في الحديدة

TT

مصادر: غارة للتحالف على مقر «الداخلية» في صنعاء أثناء وجود «صيد ثمين»

كشفت مصادر عسكرية مناوئة للحوثيين في صنعاء، أمس، عن غارة شنها التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، على مقر وزارة الداخلية في صنعاء، أثناء وجود ما سمته بـ«صيد ثمين». ولم تفصح المصادر عن أي معلومات أخرى بخلاف أن «الصيد الثمين» كان موجودا في المقر لدى شن الغارة.
من جهة ثانية وبالتزامن مع ارتياح شعبي جراء التحركات الميدانية الأخيرة للحكومة اليمنية برئاسة أحمد عبيد بن دغر، في سياق سعيها لتحريك رواكد العملية التنموية وتطبيع الأوضاع الأمنية وتحسين الخدمات في المناطق المحررة، لقيت هذه التحركات ثناء سعوديا رسميا لجهة ما تمثله هذه الجهود من إضافة نوعية إلى نجاحات الشرعية في اليمن.
وجاء الثناء السعودي في تغريدة لسفير السعودية لدى اليمن المدير التنفيذي لمركز إسناد العمليات الإنسانية الشاملة في اليمن محمد سعيد آل جابر على حسابه الرسمي في «تويتر» تعليقا على أداء حكومة بن دغر أثناء زيارتها إلى محافظة حضرموت لتفقد أوضاعها وافتتاح عدد من المشاريع التنموية ووضع حجر الأساس لمشاريع أخرى، بالتزامن مع احتفال أبناء حضرموت بالذكرى الثانية لتحرير عاصمة المحافظة المكلا من قبضة تنظيم «القاعدة».
وقال آل جابر: «أهنئ فخامة الرئيس اليمني ودولة رئيس الوزراء اليمني وحكومته والشعب اليمني الشقيق على هذه الخطوة التنموية المباركة التي تشكل نجاحا جديدا للحكومة الشرعية رغم استمرار الميليشيات الحوثية الإرهابية التابعة لإيران في الاستيلاء على موارد الدولة اليمنية واستخدامها لمجهودها الحربي».
وأشار السفير السعودي في تغريدة أخرى إلى أن واردات المشتقات النفطية إلى اليمن، قربت في مارس (آذار) الماضي من 150 ألف طن، طبقا لتقرير برنامج الغذاء العالمي لكنها لم تحسن الوضع، على حد قوله، بسبب التعسف الذي تمارسه الميليشيات الحوثية.
وقال السفير السعودي إن «هناك 11979 طن ديزل 84326 طن بترول تمنع من قبل الميليشيات الحوثية الإرهابية الإيرانية من إفراغ حمولتها في ميناء الحديدة، بعد أن سهل التحالف إيصالها وصرحت لها فرق التفتيش التابعة للأمم المتحدة».
وكانت حكومة بن دغر منذ عودتها الأخيرة لمزاولة أعمالها من العاصمة المؤقتة عدن، قبل نحو أسبوعين، كثفت من نزولها الميداني لمتابعة سير المشاريع التنموية وأعمال إعادة البناء في المؤسسات الحكومية التي دمرتها الحرب الحوثية، في ظل تعهد من قبل رئيسها بن دغر بتسخير كل الجهود الحكومية من أجل توفير الخدمات ومعالجة كافة القضايا الأمنية والإدارية التي تؤرق المواطنين في المناطق المحررة.
وعادت الحكومة أول من أمس مع 11 وزيرا في حكومته إلى العاصمة المؤقتة عدن بعد زيارة تفقدية استمرت ثلاثة أيام إلى محافظة حضرموت وشملت مدن المكلا والشحر وسيئون وتريم، وشهدت افتتاح عدد من المشاريع الخدمية ووضع حجر الأساس لمشاريع مرتقبة في سياق إنعاش العملية التنموية في هذه المحافظة التي تشكل جغرافيا نحو ثلث المساحة الإجمالية لليمن.
واستهل بن دغر زيارته الحكومية بتفقد مبنى قيادة المنطقة العسكرية الثانية بمعية محافظ محافظة حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء ركن فرج سالمين البحسني، بعد إعادة تأهيل المبنى جراء الدمار الذي لحق به من قبل تنظيم «القاعدة» الإرهابي في 2015. كما قام بافتتاح مشروع الإسكان الاجتماعي لذوي الدخل المحدود والذي يحوي 400 شقة في منطقة «ربوة خلف»، ووضع حجر الأساس لمشروع بناء مجمع تربوي بوحدة (400 شقة) بالإضافة إلى مشروع بناء روضة أطفال، بتمويل من السلطة المحلية من محافظة حضرموت.
وشهد رئيس الحكومة اليمنية ووزراؤه الاستعراض العسكري الذي أقيم بمدينة المكلا بمناسبة الذكرى الثانية لتحرير المدينة وساحل حضرموت من تنظيم «القاعدة»، وكشف خلال خطاب له بالمناسبة أن الحكومة ستنشئ بنية تحتية جديدة للكهرباء في عموم حضرموت ساحلها وواديها وصحرائها، اعتماداً على المخزون الغازي والنفطي في المحافظة.
وأشار إلى أن هناك مؤشرات هامة واستراتيجية لاكتشافات نفطية وغازية جديدة سوف تعلن عنها الحكومة قريباً، وإلى أن حضرموت واليمن عموماً ستنعم بخيراتها، وقال إنه «سيتم إشراك القطاع الخاص في إنتاج الطاقة بدلاً من استئجارها في الأيام المقبلة». وتفقد بن دغر وأعضاء حكومته مدينة الشحر الساحلية شرقي المكلا، ووضع هناك حجر الأساس لمشروع محطة كهرباء مدينة الشحر بقدرة 35 ميغاواط، بتكلفة إجمالية مقدرة بنحو 30 مليون دولار، كما تفقد رئيس الوزراء اليمني سير العمل لإصلاح الطريق التي تربط مديريات ساحل حضرموت بواديها في منطقة «عقبة عبد الله غريب» وهو المشروع الذي تقدر تكلفته بنحو مليون دولار.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».