تركيا تعتقل «أمير داعش» في دير الزور

متورط في قتل 700 مدني في سوريا

قوات مكافحة الإرهاب التركية ألقت القبض على 3 قياديين بارزين في تنظيم داعش الإرهابي في ولاية إزمير («الشرق الأوسط»)
قوات مكافحة الإرهاب التركية ألقت القبض على 3 قياديين بارزين في تنظيم داعش الإرهابي في ولاية إزمير («الشرق الأوسط»)
TT

تركيا تعتقل «أمير داعش» في دير الزور

قوات مكافحة الإرهاب التركية ألقت القبض على 3 قياديين بارزين في تنظيم داعش الإرهابي في ولاية إزمير («الشرق الأوسط»)
قوات مكافحة الإرهاب التركية ألقت القبض على 3 قياديين بارزين في تنظيم داعش الإرهابي في ولاية إزمير («الشرق الأوسط»)

ألقت قوات مكافحة الإرهاب التركية القبض على 4 قياديين بارزين في تنظيم داعش الإرهابي، في ولاية إزمير غرب البلاد، بينهم من يعرف بـ«أمير داعش» في محافظة دير الزور، شمال سوريا ومحيطها.
وقالت مصادر أمنية تركية، أمس (الجمعة)، إن فرق مكافحة الإرهاب والاستخبارات التابعة لمديرية أمن إزمير، نفذت عملية أمنية مشتركة إثر معلومات استخباراتية، على عنوان يوجد فيه من يشار إليه على أنه أمير تنظيم داعش الإرهابي لمنطقة دير الزور السورية ومحيطها، و3 قياديين آخرين من التنظيم كانوا يحاولون الهروب إلى خارج تركيا.
وأضافت المصادر أن «أمير داعش»» المعتقل متورط في قتل 700 مدني في سوريا، وهو أحد المقربين من زعيم التنظيم السابق «أبو بكر البغدادي»، ونشر كثيرا من تسجيلات الإعدام.
وأشارت المصادر إلى أن «أمير داعش» أصيب بجروح في اشتباكات في سوريا، ونشر فيديوهات لنفسه وهو مصاب على مواقع التواصل الاجتماعي، وأن قوات الأمن ألقت القبض في العملية نفسها على 3 قياديين من التنظيم الإرهابي، كانوا قد فروا من المعارك التي خاضها الجيش التركي ضد «داعش» في سوريا (خلال عملية «درع الفرات»، أغسطس «آب» 2016 - مارس «آذار» 2017).
وأضافت المصادر أن التحقيقات لا تزال جارية حاليا مع عناصر «داعش» الأربعة، الذين نقلوا إلى مديرية أمن ولاية إزمير، لإجراء التحقيقات معهم.
والأسبوع الماضي، ألقت قوات مكافحة الإرهاب التركية القبض على أحد العناصر الخطيرة في تنظيم داعش الإرهابي، استطاع الهرب من الرقة في شمال سوريا إلى الأراضي التركية مع آخرين.
وقالت مصادر أمنية إن «رائد حاج عثمان (56 عاما) والملقب بـ(جلاد داعش) في الرقة» قبض عليه في الثلاثين من مارس الماضي ضمن عملية أمنية، في ولاية أضنة، ألقي خلالها القبض على 8 عناصر من التنظيم الإرهابي، بينهم امرأة.
وأضافت المصادر أنه تبين من خلال التحقيقات، التي تجريها السلطات التركية، أن رائد حاج عثمان، كان يعمل جلادا لدى «داعش» في مدينة الرقة السورية التي تم طرد التنظيم منها، في حملة عسكرية للتحالف الدولي وتحالف «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) ضد «داعش».
وقالت جهات التحقيق إن حاج عثمان كان عنصرا استخباراتيا لدى «داعش»، يعمل على جمع المعلومات من خلال الظهور بمظهر شخص بسيط يمتهن بيع البيض، ومن ثمّ نقل المعلومات التي يجمعها إلى قادة «داعش».
ولفتت إلى أن السلطات توصلت من خلال التحقيقات إلى أن اثنين من أبناء حاج عثمان بالإضافة إلى زوج شقيقته انضموا أيضا إلى «داعش»، حيث تبين أن زوج أخته وابنه المقعد نفذا تفجيرا في مدينة تل أبيض السورية، كما نفذ حاج عثمان كثيرا من حالات ما يسمى «القصاص جلدا»، واستطاع دخول تركيا بطريقة غير قانونية، بعد هزيمة «داعش» في الرقة، ليستقر في ولاية أضنة جنوب تركيا.
في الوقت نفسه، قالت المصادر إن مشتبها به آخر يدعى «محمد إسماعيل» كان يقوم بتجييش وإقناع شباب ممن سجنوا في وقت سابق للانضمام إلى «داعش». وتواصل قوات الأمن التركية حملاتها المكثفة التي تستهدف تنظيم داعش الإرهابي وشل قدراته، وضبط خلاياه والعناصر المتسللة من الأراضي السورية بطريقة غير شرعية.
وفي هذا السياق، أوقفت قوات مكافحة الإرهاب التركية 15 شخصا يحملون جنسيات أجنبية، خلال عملية ضد تنظيم «داعش» الإرهابي في مدينة إسطنبول.
وقالت مصادر أمنية إن فرق الأمن نفذت عملية ضد مشتبهين بالانتماء إلى «داعش»، بعد تلقيها معلومات تفيد باستعدادهم لتنفيذ عمل إرهابي. وأوضحت المصادر أن الفرق أوقفت 15 شخصا يحملون جنسيات أجنبية، في إطار العملية الأمنية التي شملت 10 نقاط في 8 أحياء في مدينة إسطنبول.
وأشارت إلى ضبط عدد من الوثائق وكمية من المستلزمات العائدة للتنظيم، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل حول هويات الموقوفين وفحوى الوثائق. كما ألقت قوات مكافحة الإرهاب التركية الأسبوع الماضي أيضا القبض على 69 شخصا، بينهم 51 أجنبيا، يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم داعش الإرهابي، في حملات أمنية متزامنة شهدت عددا من الولايات في أنحاء البلاد. وقالت مصادر أمنية إن فرق مكافحة الإرهاب نفذت عمليات دهم متزامنة لعدة منازل في إسطنبول، أسفرت عن توقيف 51 أجنبيا، وأوقفت فرق مكافحة الإرهاب 8 مشتبهين بالانتماء إلى «داعش» في حملات أخرى في ولاية إزمير (جنوب غرب)، و10 من أصول عراقية في «أسكي شهير» (غرب).
وعقب عملية الرقة في شمال سوريا التي نفذها التحالف الدولي بالتعاون مع تحالف «قسد»، حذرت أنقرة الدول الأوروبية من احتمالات تسلل مئات العناصر من «داعش» بعد انتقالها من سوريا إلى تركيا وتنفيذ عمليات في أوروبا. ومنذ ذلك الحين شددت تركيا من تدابيرها الأمنية وكثفت حملاتها التي تستهدف عناصر التنظيم الإرهابي.


مقالات ذات صلة

وزير الدفاع الأميركي: نحتاج لإبقاء قواتنا في سوريا لمواجهة تنظيم داعش

الولايات المتحدة​  وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا (أ.ف.ب)

وزير الدفاع الأميركي: نحتاج لإبقاء قواتنا في سوريا لمواجهة تنظيم داعش

قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن لوكالة أسوشيتد برس إن الولايات المتحدة بحاجة إلى إبقاء قواتها في سوريا لمنع تنظيم داعش من إعادة تشكيل تهديد كبير.

«الشرق الأوسط» (قاعدة رامشتاين الجوية (ألمانيا))
المشرق العربي وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)

تركيا تكشف عن 4 مطالب دولية في سوريا

كشفت تركيا عن إجماع دولي على 4 شروط يجب أن تتحقق في سوريا في مرحلة ما بعد بشار الأسد وهددت بتنفيذ عملية عسكرية ضد القوات الكردية في شمال سوريا وسط دعم من ترمب

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي قائد الجيش الأردني اللواء يوسف الحنيطي مستقبلاً وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة (التلفزيون الأردني)

بين أنقرة ودمشق… مساع أردنية لإعادة بناء قدرات «سوريا الجديدة»

هناك رأي داخل مركز القرار الأردني ينادي بدور عربي وإقليمي لتخفيف العقوبات على الشعب السوري و«دعم وإسناد المرحلة الجديدة والانتقالية».

محمد خير الرواشدة (عمّان)
المشرق العربي فيدان والصفدي خلال المؤتمر الصحافي في أنقرة (الخارجية التركية)

تنسيق تركي - أردني حول دعم المرحلة الانتقالية في سوريا... وعودة اللاجئين

أبدت تركيا توافقاً مع الأردن على العمل لضمان وحدة وسيادة سوريا ودعم إدارتها الجديدة في استعادة الاستقرار وبناء مستقبل يشارك فيه جميع السوريين من دون تفرقة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي عبد القادر مؤمن

كيف أصبح ممول صومالي غامض الرجل الأقوى في تنظيم «داعش»؟

يرجّح بأن الزعيم الصومالي لتنظيم «داعش» عبد القادر مؤمن صاحب اللحية برتقالية اللون المصبوغة بالحناء بات الرجل الأقوى في التنظيم

«الشرق الأوسط» (باريس)

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.