البطالة الألمانية تستقر عند 5.3 % في أبريل

TT

البطالة الألمانية تستقر عند 5.3 % في أبريل

استقر مؤشر البطالة في ألمانيا، خلال أبريل (نيسان) عند مستوى 5.3 في المائة، في ظل الانتعاش الاقتصادي الحالي للبلاد وما يتمتع به سوق العمل من أداء قوي.
وانخفض عدد غير المشتغلين في ألمانيا، المعدل في ضوء العوامل الموسمية، بواقع سبعة آلاف، ليصل خلال أبريل (نيسان) إلى 2.3 مليون، وهو ما يمثل أقل من نصف الانخفاض الذي جاء في توقعات استطلاع للرأي أجرته وكالة رويترز.
واعتبرت وكالة رويترز أن استقرار معدل البطالة في ألمانيا يعكس قوة سوق العمل الذي أصبح عاملا مساندا رئيسيا للإنفاق الاستهلاكي في البلاد. وعلقت «رويترز» على معدلات البطالة في أبريل (نيسان) بأنها لم تكن منخفضة عن هذا المستوى منذ الوحدة الألمانية في عام 1990.
واعتبر موقع «دويتشه فيلا»، في تقرير سابق أن البطالة المنخفضة قد تساهم في زيادة الضغوط في سبيل رفع الأجور، فبعد عقد من استقرار نسبي في الأجور تسعى اتحادات العمال الألمانية حاليا للضغط من أجل الاستفادة من الطلب المتنامي على التوظيف بالتفاوض مع المُشغلين على رفع الرواتب.
وكانت الحكومة الألمانية نشرت قبل أيام توقعات متفائلة لعامي 2018 - 2019 متوقعة أن يساهم النمو القوي خلال العام المقبل في خلق مليون فرصة عمل، وقد خفضت الحكومة توقعاتها للنمو في 2018 بشكل طفيف من 2.4 إلى 2.3 في المائة، ولكن دورة الأعمال الألمانية ستستمر في الصعود كما قال وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتمير.
ويرى ألتمير أن النمو الاقتصادي للبلاد تدعمه الصادرات القوية والاستثمارات الضخمة التي تقوم بها الشركات والطلب المحلي القوي. وتوقع الوزير أن يصل معدل النمو في 2019 إلى 2.1 في المائة.
وتبدو توقعات الحكومة أكثر تفاؤلا من توقعات البنك المركزي الذي رجح أن يبلغ النمو 1.7 في المائة في 2019 ومن توقعات مجلس المستشارين الاقتصاديين للحكومة الذي توقع نموا في هذه السنة بنسبة 1.8 في المائة. ولا يزال أثر ارتفاع الأجور في البلاد بجانب النشاط الاقتصادي والمحفزات النقدية غير المسبوقة معتدلا على التضخم، حيث صعد المؤشر الشهر الماضي بصفة سنوية بنسبة 1.5 في المائة، وهو أداء أقل من المتوقع في تقدير وكالة رويترز. ويهتم المراقبون بمؤشر التضخم الألماني على وجه الخصوص نظرا لتأثيره البالغ على السياسات النقدية للبنك المركزي الأوروبي.



«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
TT

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض خلال اجتماعه، يوم الأربعاء المقبل، مع احتمال أن يسلط المسؤولون الضوء على كيفية تأثير البيانات الاقتصادية الأخيرة على قراراتهم بشأن أسعار الفائدة في العام المقبل.

وتضع الأسواق المالية في الحسبان احتمالات بنسبة 97 في المائة أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار ربع نقطة مئوية، ليصبح النطاق بين 4.25 في المائة و4.5 في المائة، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

ومع ذلك، تضاءل مبرر بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة مؤخراً بعد التقارير التي تشير إلى أن التضخم لا يزال مرتفعاً بشكل مستمر مقارنةً بالهدف السنوي لـ«الفيدرالي» البالغ 2 في المائة، في حين أن سوق العمل لا تزال قوية نسبياً. وكان البنك قد خفض أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني) بعد أن أبقاها عند أعلى مستوى في عقدين طوال أكثر من عام، في محاولة للحد من التضخم المرتفع بعد الوباء.

ويؤثر سعر الأموال الفيدرالية بشكل مباشر على أسعار الفائدة المرتبطة ببطاقات الائتمان، وقروض السيارات، وقروض الأعمال. ومن المتوقع أن تكون أسعار الفائدة المرتفعة في الوقت الحالي عقبة أمام النشاط الاقتصادي، من خلال تقليص الاقتراض، مما يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد لتخفيف الضغوط التضخمية والحفاظ على الاستقرار المالي.

لكن مهمة بنك الاحتياطي الفيدرالي لا تقتصر فقط على مكافحة التضخم، بل تشمل أيضاً الحد من البطالة الشديدة. وفي وقت سابق من هذا الخريف، أدى تباطؤ سوق العمل إلى زيادة قلق مسؤولي البنك بشأن هذا الجزء من مهمتهم المزدوجة، مما دفعهم إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر. ورغم ذلك، تباطأ التوظيف، فيما تجنب أصحاب العمل تسريح العمال على نطاق واسع.

توقعات الخبراء بتخفيضات أقل في 2025

تدور الأسئلة المفتوحة في اجتماع الأربعاء حول كيفية موازنة بنك الاحتياطي الفيدرالي بين أولويتيه في مكافحة التضخم والحفاظ على سوق العمل، وكذلك ما سيقوله رئيس البنك جيروم باول، عن التوقعات المستقبلية في المؤتمر الصحفي الذي سيعقب الاجتماع. وبينما تبدو التحركات المتعلقة بأسعار الفائدة في الأسبوع المقبل شبه مؤكدة، فإن التخفيضات المستقبلية لا تزال غير واضحة.

وعندما قدم صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي آخر توقعاتهم الاقتصادية في سبتمبر، توقعوا خفض المعدل إلى نطاق يتراوح بين 3.25 في المائة و4.5 في المائة بحلول نهاية عام 2025، أي بتقليص بنسبة نقطة مئوية كاملة عن المستوى المتوقع في نهاية هذا العام.

وتوقع خبراء الاقتصاد في «ويلز فارغو» أن التوقعات الجديدة ستُظهر ثلاثة تخفيضات ربع نقطة فقط في عام 2025 بدلاً من أربعة، في حين توقع خبراء «دويتشه بنك» أن البنك سيُبقي على أسعار الفائدة ثابتة دون خفضها لمدة عام على الأقل. فيما تتوقع شركة «موديز أناليتيكس» خفض أسعار الفائدة مرتين في العام المقبل.

التغيير الرئاسي وتأثير التعريفات الجمركية

يشكّل التغيير في الإدارة الرئاسية تحدياً كبيراً في التنبؤ بمستقبل الاقتصاد، حيث يعتمد مسار التضخم والنمو الاقتصادي بشكل كبير على السياسات الاقتصادية للرئيس المقبل دونالد ترمب، خصوصاً فيما يتعلق بالتعريفات الجمركية الثقيلة التي تعهَّد بفرضها على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في أول يوم من رئاسته.

وتختلف توقعات خبراء الاقتصاد بشأن شدة تأثير هذه التعريفات، سواء كانت مجرد تكتيك تفاوضي أم ستؤدي إلى تأثيرات اقتصادية كبيرة. ويعتقد عديد من الخبراء أن التضخم قد يرتفع نتيجة لنقل التجار تكلفة التعريفات إلى المستهلكين.

من جهة أخرى، قد تتسبب التعريفات الجمركية في إضعاف الشركات الأميركية والنمو الاقتصادي، مما قد يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة لدعم الشركات والحفاظ على سوق العمل. كما يواجه البنك تحدياً في فصل تأثيرات التعريفات الجمركية عن العوامل الأخرى التي تؤثر في التوظيف والتضخم.

وتزداد هذه القضايا غير المحسومة وتزيد من تعقيد حسابات بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما قد يدفعه إلى اتباع نهج أكثر حذراً بشأن تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل. كما أشار مات كوليار من «موديز أناليتيكس» إلى أن التغيرات المحتملة في السياسة التجارية والمحلية تحت إدارة ترمب قد تضيف طبقة إضافية من عدم اليقين، مما يدعم الحاجة إلى نهج الانتظار والترقب من لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية.