اليونان تتعهد المضي قدماً في خطط الإصلاح الاقتصادي

تفاؤل دولي قبل اجتماع صوفيا... والشوارع مشتعلة في أثينا

TT

اليونان تتعهد المضي قدماً في خطط الإصلاح الاقتصادي

قبل اجتماع أوروبي مهم في العاصمة البلغارية صوفيا لتقييم تطورات الاقتصاد اليوناني، قال رئيس وزراء اليونان أليكسيس تسيبراس، أمس (الخميس)، إن بلاده يمكنها الخروج من خطة الإنقاذ المالية الثالثة دون طلب خط ائتمان احترازي، ودون تبني المزيد من الإجراءات التقشفية. ونقلت شبكة «يورو نيوز» عن تسيبراس خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر في أثينا أمس، قوله: إن «اليونان لا تنوي التراجع عن خططها للإصلاح، وهي على الطريق الصحيحة لتحقيق أهدافها المالية بحلول 2018 - 2020». وأضاف: إن أثينا ومقرضيها داخل الاتحاد الأوروبي على وشك الاتفاق على إطار عمل للحد من تراكم ديون البلاد الضخمة.
وفي الأسبوع الماضي، وعلى هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي في واشنطن، نفى المفوض الأوروبي بيار موسكوفيسي احتمال تمديد خطة المساعدات لليونان، مشدداً بقوله: «لا يجب أن نُفسح المجال أمام شكوك وظنون لا حقيقة لها».كما اجتمعت كريستين لاغارد، مديرة صندوق النقد، مع وزير مالية اليونان أوكليد تسكالوتوس، قبل أيام. وقالت لاغارد، إن اجتماعها مع الوزير وفريقه «كان مثمراً، وأكد أهمية مناقشة أزمة الديون من أجل الانتهاء المبكر والإسراع في تنفيذ سياسات برنامج الإصلاح الاقتصادي، وكلاهما ضروري لتعزيز التوقعات الاقتصادية، وبالتالي يسهم في موافقة الصندوق في إتاحة التمويل لليونان».
وبعد أن كانت ألمانيا أحد أكثر مهاجمي الخطط اليونانية التي أدت إلى أزمة الديون، أبدى وزير المالية الألماني أولاف شولتس تفاؤله باستغناء أثينا عن المساعدات الدولية لها بداية من أغسطس (آب) المقبل. قائلاً: «تغير الوضع في اليونان عما كان عليه قبل أعوام عدة، ومن هنا يمكن أن نأمل أن يتم تنفيذ البرنامج الاقتصادي هناك لنهايته».
وسيطرح موضوع الاقتصاد اليوناني خلال لقاء وزراء المالية الأوروبيين اليوم وغداً في صوفيا. وأكد شولتس، أنه ليس من الأمور الجادة إجراء تكهنات الآن عن مسألة في تسهيلات أعباء الديون، فلا بد قبل الإقدام على ذلك من انتظار التقييم الحالي للخطوات الإصلاحية في اليونان.
لكن على عكس التفاؤل الدولي، شهدت اليونان أول من أمس تظاهر الآلاف في شوارع العاصمة أثينا احتجاجاً على إصلاحات خاصة بحزم الإنقاذ المالية، من بينها بيع محطات طاقة، وفرض تخفيضات محتملة للمعاش التقاعدي، وتخفيضات أخرى لما يتقاضاه العاملون في المستشفيات الحكومية. كما دخل العاملون في المستشفيات الحكومية في إضراب، مطالبين بتوفير المزيد من الدعم المالي للرعاية الصحية، وخرج المتقاعدون أيضاً للاحتجاج على تخفيضات المعاشات.
يذكر، أن اليونان عصفت بها أزمة مالية في أبريل (نيسان) عام 2010، حينما طلبت الحكومة اليونانية من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي تفعيل خطة إنقاذ تتضمن قروضاً لمساعدة اليونان على تجنب خطر الإفلاس. ووافق تسيبراس، المنتخب في 2015، في يوليو (تموز) 2016 على توقيع خطة صارمة لاستكمال إجراءات إنقاذ بلاده من تداعيات الأزمة المالية، ونجح في تطبيق الخطة، مستنداً إلى غالبية برلمانية ضئيلة، رغم الغضب الشعبي المتنامي.
وقد سجلت البلاد في 2017 أول نمو فعلي لها منذ تسع سنوات قدّر بـ1.3 في المائة، والمتوقع أن تسجل 2 في المائة لهذا العام والسنوات المقبلة.
وعلى مستوى التعاملات المالية، تبدو اليونان وكأنها تستعيد ثقة الأسواق الدولية، حيث أصدرت في يوليو سندات بقيمة ثلاثة مليارات يورو على خمس سنوات، وقامت بمبادلة سندات بقيمة 30 مليار يورو في نوفمبر (تشرين الثاني)، في عمليتين كللتا بالنجاح. وفي فبراير (شباط) الماضي جمعت أثينا ثلاثة مليارات يورو من إصدار لسندات لأجل سبع سنوات بعائد قدره 3.5 في المائة.



بكين تنتقد مساعي أميركية لإشعال «حرب الثوم»

مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
TT

بكين تنتقد مساعي أميركية لإشعال «حرب الثوم»

مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)

حثت وزارة الخارجية الصينية يوم الجمعة الساسة الأميركيين على ممارسة المزيد من «الحس السليم» بعد أن دعا عضو في مجلس الشيوخ الأميركي إلى إجراء تحقيق في واردات الثوم الصيني، مستشهدا بمخاوف بشأن سلامة الغذاء وممارسات العمل في البلاد.

وكتب السيناتور الجمهوري ريك سكوت إلى العديد من الإدارات الحكومية الأميركية هذا الأسبوع، واصفا في إحدى رسائله الثوم الصيني بأنه «ثوم الصرف الصحي»، وقال إن استخدام البراز البشري سمادا في الصين أمر يثير القلق الشديد.

وفي رسائل أخرى، قال إن إنتاج الثوم في الصين قد ينطوي على ممارسات عمالية استغلالية وإن الأسعار الصينية المنخفضة تقوض جهود المزارعين المحليين، ما يهدد الأمن الاقتصادي الأميركي.

وتعتبر الولايات المتحدة الصين أكبر مورد أجنبي لها للثوم الطازج والمبرد، حيث يتم شحن ما قيمته ملايين الدولارات منه عبر المحيط الهادئ سنويا.

وقالت ماو نينغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، عندما سُئلت في مؤتمر صحافي دوري عن رسائل سكوت: «لم يكن الثوم ليتخيل أبداً أنه سيشكل تهديداً للولايات المتحدة... ما أريد التأكيد عليه هو أن تعميم مفهوم الأمن القومي وتسييس القضايا الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية وتسليحها لن يؤدي إلا إلى زيادة المخاطر الأمنية على سلسلة التوريد العالمية، وفي النهاية إلحاق الضرر بالآخرين وبنفسنا». وأضافت: «أريد أيضاً أن أنصح بعض الساسة الأميركيين بممارسة المزيد من الحس السليم والعقلانية لتجنب السخرية».

ومن المتوقع أن تتصاعد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم عندما يعود دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني)، بعد أن هدد بفرض تعريفات جمركية تتجاوز 60 في المائة على واردات الولايات المتحدة من السلع الصينية.

وخلال فترة ولاية ترمب الأولى، تعرض الثوم الصيني لزيادة التعريفات الجمركية الأميركية إلى 10 في المائة في عام 2018، ثم إلى 25 في المائة في عام 2019. وكان الثوم من بين آلاف السلع الصينية التي فرضت عليها تعريفات جمركية أعلى خلال الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتي كانت السمة المميزة لرئاسته.

ومن غير المرجح أن تهز أي إجراءات عقابية على الثوم الصيني وحده التجارة الثنائية الإجمالية، حيث تمثل شحناته جزءاً ضئيلاً فقط من صادرات الصين البالغة 500 مليار دولار إلى الولايات المتحدة العام الماضي.

وفي سياق منفصل، قال المكتب الوطني الصيني للإحصاء يوم الجمعة إن إجمالي إنتاج الحبوب في الصين بلغ مستوى قياسيا يتجاوز 700 مليون طن متري في عام 2024، مع تحرك بكين لتعزيز الإنتاج في سعيها لتحقيق الأمن الغذائي.

وقال وي فنغ هوا، نائب مدير إدارة المناطق الريفية، في بيان، إن إنتاج العام في أكبر مستورد للحبوب في العالم بلغ 706.5 مليون طن، بعد حصاد أكبر من الأرز الأساسي والقمح والذرة. وأظهرت بيانات المكتب أن هذا أعلى بنسبة 1.6 في المائة من حصاد عام 2023 البالغ 695.41 مليون طن.

وقال وي: «كان حصاد الحبوب هذا العام وفيراً مرة أخرى، بعد أن تبنت المناطق والسلطات الصينية بشكل صارم مهام حماية الأراضي الزراعية والأمن الغذائي، مع التغلب على الآثار السلبية للكوارث الطبيعية».

وتعتمد الصين بشكل كبير على الواردات من البرازيل والولايات المتحدة لإطعام سكانها البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة. وفي السنوات الأخيرة، كثفت الصين استثماراتها في الآلات الزراعية وتكنولوجيا البذور في إطار الجهود الرامية إلى ضمان الأمن الغذائي. وأظهرت البيانات أن إنتاج الأرز في عام 2024 ارتفع إلى 207.5 مليون طن، بزيادة 0.5 في المائة على أساس سنوي، في حين نما إنتاج القمح بنسبة 2.6 في المائة إلى 140.1 مليون طن. وشهد الذرة قفزة أكبر عند مستوى قياسي بلغ 294.92 مليون طن، بزيادة 2.1 في المائة عن العام السابق. وانخفضت فول الصويا بنسبة 0.9 في المائة إلى 20.65 مليون طن.

ويعزى الحصاد الوفير إلى زيادة زراعة الأرز والذرة، بالإضافة إلى غلة أفضل من الأرز والقمح والذرة.

وقال وي إن المساحة المزروعة بالحبوب على المستوى الوطني بلغت حوالي 294.9 مليون فدان (119.34 مليون هكتار)، بزيادة 0.3 في المائة عن العام السابق في السنة الخامسة على التوالي من التوسع.

وارتفعت مساحة زراعة الأرز للمرة الأولى منذ أربع سنوات، بنسبة 0.2 في المائة على أساس سنوي إلى 71.66 مليون فدان (29 مليون هكتار). كما ارتفعت مساحة زراعة الذرة بنسبة 1.2 في المائة إلى 110.54 مليون فدان (44.74 مليون هكتار). وانكمش حجم زراعة فول الصويا بنسبة 1.4 في المائة إلى 25.53 مليون فدان (10.33 مليون هكتار). كما انخفض حجم زراعة القمح بنسبة 0.2 في المائة إلى 58.32 مليون فدان (23.6 مليون هكتار).

وقالت وزارة الزراعة الصينية إنه على الرغم من زيادة الإنتاج، تظل الصين معتمدة على الإمدادات المستوردة من فول الصويا والذرة.