> قبل أيام قليلة، وعلى موقع مجلة Film Comment، تم نشر حوار طويل مع المخرج تامر السعيد عن فيلمه الأول (والأخير حتى الآن) «آخر أيام المدينة»، ذلك الذي كتبنا عنه هنا (أكثر من مرّة) بسبب إجادته التعبيرية والشعرية لواقع حياة شخصياته، وتصدّره نوعاً نادراً من الأفلام العربية، يعنى بنشر مضمونه ليشمل أكثر من عاصمة.
> صوّر المخرج المصري فيلمه ما بين القاهرة وبيروت وبغداد ناقلاً عن تلك المدن همساتها وأنين الحياة فيها كما ذكريات وواقع الشخصيات الثلاث التي تلتقي لا حين تجتمع في مكان واحد فقط، بل عندما تتفرق أيضاً.
> في المقابلة يكشف تامر السعيد عن حقائق لم تكن متداولة في عام 2016 عندما باشر الفيلم انتشاره في الاحتفاءات السينمائية المختلفة. يذكر، مثلاً، أن إنجاز الفيلم تطلب ثماني سنوات من التحضير والتصوير ومرحلة ما بعد التصوير. وأنه عندما بوشر التصوير لم يكن متاحاً لديه أكثر من 15 في المائة من الميزانية.
> يذكر المخرج أيضاً أن الفيلم بالنسبة إليه ليس سيرة ذاتية (أوتوبيوغرافي) بل فيلم شخصي: «إنه حول كيف أشعر بالأشياء. هناك أشياء معينة كالأم والشقة التي صورنا فيها هي شقتي. أرى شخصية خالد (الممثل الأول خالد عبد الله) شخصية خيالية لكنني أشترك معه في مشاعر معينة».
> عندما باشر المخرج تصوير فيلمه هذا سنة 2009 كانت ما سمي بـ«ثورة يونيو (حزيران)، 2010» على بعد يسير. لم يكن تامر السعيد قادراً، بطبيعة الحال، على تحديد ما هو آت، لكن فيلمه ينقل ذلك الحال غير المستقر في الذات البشرية الناتج عن أوضاع الماضي وأحلام المستقبل.
> بما أن التصوير استمر متقطعاً لما بعد عام 2010 أمكن لتامر السعيد، وقد اتضحت الصورة الإجمالية، دمج حال شخصياته على نحو متواصل عاكساً تلك الفترة اللاحقة أيضاً.
> الحديث طويل ولا يمكن اجتزاءه أو تلخيصه هنا، لكنه يعكس أمرين مهمين: الأول الكشف عن متاعب وطموحات مخرجه وهي متاعب وطموحات عدد كبير من الموهوبين السينمائيين الذين لا عتاد لديهم سوى طموحاتهم تلك، والثاني كيف يمكن للفيلم الجيد إيصال كلمة المخرج وموقفه أولاً عبر الشاشات الكبيرة حول العالم وثانياً عبر البوح في مقابلات متخصصة كهذه المقابلة.
المشهد: حكاية واحدة في ثلاث مدن
https://aawsat.com/home/article/1250206/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D9%87%D8%AF-%D8%AD%D9%83%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D8%AD%D8%AF%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB-%D9%85%D8%AF%D9%86
المشهد: حكاية واحدة في ثلاث مدن
المشهد: حكاية واحدة في ثلاث مدن
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة