مصر: محكمة عسكرية تقضي بحبس جنينة 5 سنوات

هشام جنينة («الشرق الأوسط»)
هشام جنينة («الشرق الأوسط»)
TT

مصر: محكمة عسكرية تقضي بحبس جنينة 5 سنوات

هشام جنينة («الشرق الأوسط»)
هشام جنينة («الشرق الأوسط»)

قضت محكمة جنح عسكرية مصرية، أمس، بحبس المستشار هشام جنينة، الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات، 5 سنوات بتهمة بث أخبار مسيئة وغير صحيحة تمس الدولة وقواتها المسلحة.
وجنينه هو أحد مساعدي الفريق سامي عنان رئيس أركان الجيش الأسبق، الذي أعلن نيته الترشح لانتخابات الرئاسة التي جرت الشهر الماضي، قبل أن توقفه السلطات في يناير (كانون الثاني) الماضي، وتحيله إلى التحقيق أمام القضاء العسكري بتهمة مخالفة القوانين العسكرية للترشح.
وقُبض على جنينة في فبراير (شباط)، وحُقِّق معه أمام النيابة العسكرية عقب إجرائه مقابلة مع موقع «هافبوست» العربي، أكد فيها امتلاك عنان وثائق «تدين أشخاصاً كثيرين، تتعلق بالفترة التي تلت ثورة 25 يناير 2011»، مشيراً إلى أن تلك الوثائق ليست موجودة داخل مصر.
وذكر جنينة أن هذه الوثائق «بالطبع تغيّر المسار وتدين أشخاصاً كثيرين»، مؤكداً أنه «إذا تعرض (عنان) إلى محاولة تصفية أو اغتيال فستظهر هذه الوثائق».
وفي 12 أبريل (نيسان) الجاري، قرر القضاء العسكري المصري إحالة المستشار جنينة إلى المحاكمة على خلفية تصريحاته باعتبارها تمس القوات المسلحة. وقال محاميه علي طه، أمس، إنه «يعتزم استئناف الحكم ضد جنينة 5 سنوات».
كان السيسي قد أقال جنينة من منصبه في مارس (آذار) 2016، بعد اتهامه بالمبالغة في تكلفة الفساد في مصر في تقرير صادر عن الجهاز الرقابي الحكومي الذي كان يرأسه. وكانت صحيفة محلية قد نسبت إلى جنينة قوله إن حجم الفساد في مصر بلغ 600 مليار جنيه في 2015، لكن جنينة قال لاحقاً إنه قال للصحيفة إن المبلغ المنشور يمثل حجم الفساد منذ تعيينه رئيساً للجهاز المركزي للمحاسبات بقرار من الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين في سبتمبر (أيلول) 2012. ويقول منتقدو جنينة إنه ينتمي بصورة غير معلنة إلى جماعة الإخوان، لكنه نفى ذلك. ووفقاً لموقع الجهاز المركزي للمحاسبات على الإنترنت يعد الجهاز هيئة مستقلة ذات اعتبارية عامة وتتبع رئيس الجمهورية. ويهدف الجهاز إلى «تحقيق الرقابة الفعالة على أموال الدولة وأموال الشخصيات العامة وغيرهم من الأشخاص المنصوص عليهم في القانون».
وجنينة قاضٍ بارز سابق كان من قادة تيار دعا خلال حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك لمزيد من استقلال القضاء عن السلطة التنفيذية.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.