كيف تسافر بأناقة وراحة؟

كيف تسافر بأناقة وراحة؟
TT

كيف تسافر بأناقة وراحة؟

كيف تسافر بأناقة وراحة؟

حمْل مسافري الدرجة الاقتصادية أغراضاً أكثر من مسافري درجة رجال الأعمال أو الدرجة الأولى له مبرراته؛ فأغلبهم يسافرون إلى بلدانهم مرة في السنة أو مرتين فقط، بينما مسافرو الدرجات الأخرى تعوّدوا على التنقل من مكان إلى آخر وبالتالي أتقنوا اللعبة. فهم لا يحتاجون إلا إلى ما قلّ ودلّ، لا سيما أنهم يعرفون أنه حتى في حال لم يأخذوا معهم كل شيء، بإمكانهم شراؤه من الوجهة التي سيكونون فيها.
ما قلّ ودلّ بالنسبة إلى هؤلاء يتلخص في قطع أساسية بخامات مترفة يمكن ارتداؤها بأشكال متعددة ومتنوعة.
من هذه الأساسيات نذكر:
- «شال» أو كنزة من الكشمير، وبنطلون مريح، وطبعاً حقيبة سفر صغيرة لحمل الأغراض الأساسية والثمينة في الوقت ذاته. وهذه يفضل أن تكون بتصميم عملي، أي بسحابات يسهل فتحها عند نقاط التفتيش.
- بدلة بخامة عملية لا تتجعد بسهولة أيضاً من الأساسيات خصوصاً إذا كانت الرحلة للعمل... وهذا يُلغي قماش الكتان تماماً، وأيضاً أي شيء له علاقة بالبوليستر. في المقابل يمكن اختيارها من صوف مغزول بطريقة خفيفة وممزوج إما بالقطن وإما بالحرير لمزيد من الانتعاش.
العديد من المصممين توجهوا إلى رجال الأعمال وطرحوا بدلات خاصة للسفر. إيسي مياكي مثلاً يقدم اقتراحات يمكن طيها بحيث تبدو كأنها مجرد إيشارب من الحرير من دون أن تتكرمش، وبول سميث يقدم مجموعة مصنوعة من ألياف طبيعية لا تتعرق برْهَن على عمليتها من خلال حملة ترويجية تصور رياضيين يمارسون لعبة التنس بها.
وهذا يعني أنك يمكن أن تسافر بها وتنام فيها وعندما تصل إلى وجهتك بعد ساعات من الطيران لا تحتاج إلى تغييرها.
- الحذاء: قد يكون تصميم «أوكسفورد» مناسباً للقاء عمل، لكنه ليس الأنسب خلال السفر، على العكس من تصميم «اللوفر». فرغم أنه مستوحى من الشبشب فإنه لا يتعارض مع الأناقة ولا مع جدية أي مقابلة عمل. فهو يأتي الآن بخامات فخمة وبتصاميم معقولة لأي زمان ومكان.
- حقيبة السفر: أغلب حقائب السفر تراعي ضرورة أن تكون خفيفة الوزن وصلبة في الوقت ذاته حتى لا تتعرض للتلف بسهولة خصوصاً أن المعاملة التي تتعرض لها في المطارات ليس رحيمة.
من هذا المنظور جرى التخفيف من سماكة جلودها وإدخال خامات جديدة مثل النايلون عليها. من هؤلاء شركة أميركية أدخلت في حقيبتها «تيغرا - لايت» (TEGRA - LITE)، المادة التي تُعرف بـ«تيغريس»، وهي مادة بلاستيكية حرارية تجمع بين خاصيتي الخفة والمتانة ومقاومة الحرارة والمواد الكيماوية، كما تتميز بلمعان سطحها ومقاومتها للصدمات.
ومع ذلك فإن نقطة ضعف الحقيبة ليست خامتها بقدر ما هي عجلاتها التي تكون أول ما يتلف في الغالب. لهذا يجب فحصها بعناية والتأكد من أنها مصنوعة من الألمنيوم مع طبقة واقية من المطاط اللين عوض أن تكون مصنوعة من البلاستيك المقوّى.



«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)
من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)
TT

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)
من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد»، إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست»، يحتوي متحف بريطاني يعرض حيثيات أشهر الجرائم الأكثر إثارة للرعب على بعض من أكثر القطع الأثرية إزعاجاً والتي تعيد عقارب الساعة إلى الوراء وتشعرك بأحلك اللحظات في التاريخ.

ويعتبر «متحف الجريمة» (المتحف الأسود سابقاً) عبارة عن مجموعة من التذكارات المناطة بالجرائم المحفوظة في (نيو سكوتلاند يارد)، المقر الرئيسي لشرطة العاصمة في لندن، بإنجلترا.

مقتنيات استحوذ عليها المتحف من المزادات والتبرعات (متحف الجريمة)

وكان المتحف معروفاً باسم «المتحف الأسود» حتى أوائل القرن الحادي والعشرين، وقد ظهر المتحف إلى حيز الوجود في سكوتلاند يارد في عام 1874. نتيجة لحفظ ممتلكات السجناء التي تم جمعها بعد إقرار قانون المصادرة لعام 1870 وكان المقصود منه مساعدة عناصر الشرطة في دراستهم للجريمة والمجرمين. كما كان المتحف في البداية غير رسمي، لكنه أصبح متحفاً رسمياً خاصاً بحلول عام 1875. لم يكن مفتوحاً أمام الزوار والعموم، واقتصر استخدامه كأداة تعليمية لمجندي الشرطة، ولم يكن متاحاً الوصول إليه إلا من قبل المشاركين في المسائل القانونية وأفراد العائلة المالكة وغيرهم من كبار الشخصيات، حسب موقع المتحف.

جانب من القاعة التي تعرض فيها أدوات القتل الحقيقية (متحف الجريمة)

ويعرض المتحف الآن أكثر من 500 قطعة معروضة، كل منها في درجة حرارة ثابتة تبلغ 17 درجة مئوية. وتشمل هذه المجموعات التاريخية والمصنوعات اليدوية الحديثة، بما في ذلك مجموعة كبيرة من الأسلحة (بعضها علني، وبعضها مخفي، وجميعها استخدمت في جرائم القتل أو الاعتداءات الخطيرة في لندن)، وبنادق على شكل مظلات والعديد من السيوف والعصي.

مبنى سكوتلاند يارد في لندن (متحف الجريمة)

يحتوي المتحف أيضاً على مجموعة مختارة من المشانق بما في ذلك تلك المستخدمة لتنفيذ آخر عملية إعدام على الإطلاق في المملكة المتحدة، وأقنعة الموت المصنوعة للمجرمين الذين تم إعدامهم في سجن «نيوغيت» وتم الحصول عليها في عام 1902 عند إغلاق السجن.

وهناك أيضاً معروضات من الحالات الشهيرة التي تتضمن متعلقات تشارلي بيس ورسائل يُزعم أن جاك السفاح كتبها، رغم أن رسالة من الجحيم سيئة السمعة ليست جزءاً من المجموعة. وفي الداخل، يمكن للزوار رؤية الحمام الذي استخدمه القاتل المأجور جون تشايلدز لتمزيق أوصال ضحاياه، وجمجمة القاتل والمغتصب «لويس ليفيفر»، والحبل الذي استخدم لشنق المجرمين. وقال جويل غريغز مدير المتحف لـ«الشرق الأوسط» إن المتحف هو بمثابة واقع وجزء من التاريخ، مضيفاً: «لا أعتقد أنه يمكنك التغاضي عن الأمر والتظاهر بأن مثل هذه الأشياء لا تحدث. هناك أشخاص سيئون للغاية».

وقال جويل إنه لا يريد الاستخفاف بالرعب، وقال إنهم حاولوا تقديم المعروضات بطريقة لطيفة، وأضاف: «عندما أنظر إلى مجلات الجريمة في المحلات التجارية، فإنها تبدو مثل مجلات المسلسلات ومجلات المشاهير، لذلك يُنظر إليها على أنها نوع من الترفيه بطريقة مماثلة».

وتُعرض البراميل الحمضية الأسيدية المستخدمة من قبل جون جورج هاي، والمعروف باسم قاتل الحمامات الحمضية، في كهف خافت الإضاءة. وهو قاتل إنجليزي أدين بقتل 6 أشخاص، رغم أنه ادعى أنه قتل 9. وفي مكان آخر، يمكن للزوار مشاهدة رسائل حب كان قد أرسلها القاتل الأميركي ريتشارد راميريز إلى مؤلفة بريطانية تدعى ريكي توماس، وكان يعرف راميريز باسم «المطارد الليلي»، لسكان كاليفورنيا بين عامي 1984 و1985 وأدين بـ13 جريمة قتل وسلسلة من اقتحام المنازل والتشويه والاغتصاب. وكشفت ريكي، التي كتبت عدداً من الكتب الأكثر مبيعاً عن القتلة المحترفين، أنها اتصلت بالقاتل في مرحلة صعبة من حياتها وشعرت بجاذبية جسدية قوية ناحيته. ووصفت رسالتها الأولى إلى راميريز بأنها «لحظة جنون». وقالت في حديثها إلى صحيفة «سوسكس بريس» المحلية: «كان رجلاً جيد المظهر، لكنني لم أشعر قط بأنني واحدة من معجباته». وقررت المؤلفة التبرع بالرسائل للمتحف عام 2017 لإعطاء فكرة عن عقلية الوحش.

من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

وفي الوقت نفسه، يعرض متحف الجريمة أيضاً السراويل البيضاء التي كانت ترتديها القاتلة روز ويست، والتي تم شراؤها بمبلغ 2500 جنيه إسترليني في المزاد. وحصل على تلك السراويل ضابط سجن سابق كان يعمل في برونزفيلد، حيث سجنت ويست لمدة 4 سنوات حتى عام 2008. وقامت روزماري ويست وزوجها فريد بتعذيب وقتل ما لا يقل عن 10 فتيات بريطانيات بين عامي 1967 و1987 في غلوسترشير. واتهم فريد بارتكاب 12 جريمة قتل، لكنه انتحر في السجن عام 1995 عن عمر 53 عاماً قبل محاكمته. وقد أدينت روز بارتكاب 10 جرائم قتل في نوفمبر (تشرين الثاني) 1995 وهي تقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة.

يعرض المتحف الآن أكثر من 500 قطعة (متحف الجريمة)

تم التبرع بمعظم القطع الأثرية للمتحف، وقام أيضاً جويل بشراء الكثير منها في مزادات علنية.

في مكان آخر في المتحف المخيف يمكن للزوار رؤية السرير الحقيقي للموت بالحقنة القاتلة والقراءة عن الضحايا والمشتبه بهم الذين لهم صلة بجاك السفاح بين عامي 1878 إلى 1898.

الأسلحة التي استخدمت في الجريمة (متحف الجريمة)

وفي الوقت نفسه، يضم المتحف قفازات الملاكمة التي تحمل توقيع رونالد وريجينالد كراي، والمعروفين أيضاً باسم «التوأم كراي». كان روني وريجي المخيفان يديران الجريمة المنظمة في منطقة إيست إند في لندن خلال الخمسينات والستينات قبل أن يسجن كل منهما على حدة في عام 1969 ثم انتقل كلاهما إلى سجن باركهرست شديد الحراسة في أوائل السبعينات. وتوفي روني في نهاية المطاف في برودمور عام 1995، عن عمر 62 عاماً. في أغسطس (آب) 2000. تم تشخيص ريجي بسرطان المثانة غير القابل للجراحة، وتوفي عن 66 عاماً بعد وقت قصير من الإفراج عنه من السجن لأسباب إنسانية.