نافذة على جامعة

جامعة المكسيك الوطنية الحرة

جامعة المكسيك الوطنية الحرة
جامعة المكسيك الوطنية الحرة
TT

نافذة على جامعة

جامعة المكسيك الوطنية الحرة
جامعة المكسيك الوطنية الحرة

في المكسيك، ثاني كبرى دول أميركا اللاتينية بعد البرازيل، وأكبر دولة ناطقة باللغة الإسبانية في العالم، تقوم جامعة المكسيك الوطنية الحرة.. إحدى كبرى جامعات العالم.
أسست جامعة المكسيك الوطنية الحرة «أونام» (UNAM) يوم 22 سبتمبر (أيلول) من عام 1910، لتوفر بديلا مستقلا ومتحررا عن نمط التعليم الجامعي المسيحي الكاثوليكي السائد في دول أميركا اللاتينية في تلك الحقبة، وكانت توفره سابقا جامعة المكسيك الملكية البابوية التي أسست عام 1551 بشرعة ملكية صادرة عن الإمبراطور شارل الخامس، قبل أن يغلقها الليبراليون عام 1867.
الجامعة الجديدة منحت حرية التسيير والإدارة ووضع المناهج والميزانية عام 1929 من دون تدخل حتى من الدولة. ومن ثم لعبت منذ ذلك الحين دورا رائدا ومؤثرا في إغناء الحياة الفكرية والثقافية وتأهيل الكوادر المتعلمة في المكسيك بشتى التخصصات. مع الإشارة إلى أن كلياتها الأولى كانت الفنون الجميلة والتجارة والعلوم السياسية والقانون والهندسة والطب والتربية والتعليم. وفي الفترات اللاحقة، مرت الجامعة بفترات صعود وهبوط وطرأت عليها تحولات حتى وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم.
اليوم تعدّ جامعة المكسيك الوطنية الحرة، وهي حكومية التمويل، الجامعة الوحيدة في المكسيك التي خرّجت حائزين على جوائز نوبل. كما يعد حرمها الجامعي الضخم من الأكثر تميزا في العالم، بل لقد اختير عام 2007 كموقع من مواقع التراث العالمي على قائمة منظمة اليونيسكو، لما فيه من آيات معمارية، بينها الأبنية المكسوة بالرسوم والزخارف الفنية المميزة التي صممها بعض كبار فناني البلاد.
تضم الجامعة اليوم أكثر من 325 ألف طالب وطالب في المراحل الجامعية المختلفة ويربو عدد جهازها التعليمي والإداري على 37 ألف أستاذ ومدرس ومحاضر وموظف. أما وقفيتها المالية، فتقارب مليارين ونصف مليار دولار أميركي.
ويمتد حرم «أونام» المركزي الضخم - الشهير بـ«المدينة الجامعية» - في العاصمة المكسيكية مكسيكو سيتي على مساحة 7.3 كلم مربع، وبالإضافة إليه، تتوزع فروع من الجامعة على مناطق متعددة من مكسيكو سيتي وضواحيها، وكذلك في مدن بطول البلاد وعرضها، مثل ميريدا وكويرنايفاكا وليوم وإنسينادا.
وهي تضم حاليا الكليات والمعاهد الوطنية التالية: المحاسبة وإدارة الأعمال، والعمارة، والكيمياء، والاقتصاد، والهندسة، والحقوق، والطب، وطب الأسنان، والفلسفة والآداب، والعلوم السياسية والاجتماعية، وعلم النفس، والعلوم البحتة، والطب البيطري والعلوم الحيوانية. تضاف إليها مجموعة من معاهد الدراسات العليا والمتقدمة، وكذلك المدارس الوطنية العليا للفنون التشكيلية، والموسيقى، والتمريض والقبالة (التوليد)، والعمل الاجتماعي، والتجميا وسواها.
كذلك تنشط الجامعة في مجال الأبحاث، فتملك وتدير كثيرا من مراكز الأبحاث التكنولوجية والنووية والخلوية والبيئية والصحية التي اجتذبت باحثين من مختلف أنحاء العالم. وأما بالنسبة لتقييم موقع الجامعة بين جامعات العالم، فإنها تحتل مراتب تتراوح بين الـ150 و400 على مستوى العالم، تبعا لمؤسسات التقييم المختلفة.
على صعيد آخر، تنشط «أونام» بلونيها الرسميين الأزرق والذهبي، في المجالات الثقافية والرياضية، بل إن فريقها الكروي الشهير بلقب «سباع الجبال» (Pumas) في الدوري المكسيكي الممتاز لكرة القدم، ويُعد من أكثر الفرق الكروية المكسيكية شعبية وأقواها وهو من أبطال الدوري. وهذا بجانب وجود 41 فريقا رياضيا تمارس مختلف الرياضات بداخلها.
وأما على صعيد مشاهير الخريجين، فبينهم خمسة من الحائزين على جوائز نوبل، ورجل الأعمال اللبناني الأصل كارلوس سليم حلو أغنى أغنياء العالم، وخمسة رؤساء جمهورية مكسيكيون (هم ميغيل آليمان وميغيل دي لا مدريد ولويس إيتشيفيريا وخوسيه لوبيز بورتييو وكارلوس ساليناس)، ورئيس كوستاريكا السابق آبيل باشيكو، ورئيس غواتيمالا، وألفونسو بورتييو.
ومن الساسة البارزين الآخرين السيناتور الأميركي آلان كرانستون (كاليفورنيا)، والكاتب والمفكر السياسي الأميركي ويليام بكلي، ونائب الرئيس البوليفي آلفارو غارسيا لينيرا والمرشح الرئاسي المكسيكي آندرس مانويل لوبيز أوبرادور.
كذلك الصحافية المكسيكية كارمن آريستيغوي، ونجم كرة القدم المكسيكي العالمي هوغو سانشيز، وكثير من كبار علماء المكسيك وأطبائها وكتابها وفنانيها.



جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة
TT

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

تم تصنيف جامعة ياغيلونيا في مدينة كراكوف البولندية كأفضل مؤسسة تعليمية جامعية في البلاد، إلى جانب كونها واحدة من أعرق الجامعات في العالم. بدأت قصتها عام 1364 عندما نجح الملك كازيمير الأعظم بعد سنوات طويلة في إقناع البابا أوربان الخامس بمنح تصريح لإنشاء مؤسسة للتعليم الجامعي في مدينة كراكوف، قام الملك بتمويلها بعائدات مناجم فياليتشكا الملحية القريبة.
بعد ثلاث سنوات كان الجرس يدق في أرجاء المؤسسة معلناً عن بدء الدروس والتي كانت في الفلسفة والقانون والطب. وبدأت الجامعة، التي كان أول اسم يطلق عليها هو أكاديمية كراكوف، في الازدهار والنجاح خلال القرن التالي عندما بدأت في تدريس الرياضيات واللاهوت والفلك، حيث جذبت تلك المواد الباحثين والدارسين البارزين من مختلف أنحاء أوروبا. وتطلب توسعها بخطى سريعة إنشاء حرم جامعي أكبر. وقد التحق نيكولاس كوبرنيكوس، الذي أحدث بعد ذلك ثورة في فهم الكون، بالجامعة منذ عام 1491 حتى 1495.
مع ذلك، لم يستمر ما حققته الجامعة من نجاح وازدهار لمدة طويلة كما يحدث طوال تاريخ بولندا؛ ففي عام 1939 احتل النازيون مدينة كراكوف وألقوا القبض على الأساتذة بالجامعة وقاموا بنقلهم إلى معسكري التعذيب زاكزينهاوسين، وداخاو؛ ولم يعد الكثيرون، لكن من فعلوا ساعدوا في تأسيس جامعة مناهضة سرية ظلت تعمل حتى نهاية الحرب. كذلك اضطلعت جامعة ياغيلونيا بدور في الاحتجاجات المناهضة للنظام الشمولي في الستينات والثمانينات، واستعادت حالياً مكانتها المرموقة كمؤسسة لتدريب وتعليم النخبة المتعلمة المثقفة في بولندا.
ساعد انضمام بولندا إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004 في زيادة موارد الجامعة، وفتح أقسام جديدة، وإنشاء مرافق أفضل منها ما يسمى بـ«الحرم الجامعي الثالث» أو «الحرم الجامعي للذكرى الـ600» في منطقة بيخوفيسه. وبلغ عدد الملتحقين بالجامعة في 87 برنامجا دراسيا خلال العام الدراسي 2015-2016 47.494 طالباً.
وطوال قرون التحق خلالها عدد كبير من الطلبة بالجامعة، كان التحاق أول طالبة بالجامعة يمثل حدثاً بارزاً، حيث قامت فتاة تدعى نوفويكا، بالتسجيل في الجامعة قبل السماح للفتيات بالالتحاق بالجامعة بنحو 500 عام، وكان ذلك عام 1897، وتمكنت من فعل ذلك بالتنكر في زي شاب، وكانت الفترة التي قضتها في الدراسة بالجامعة تسبق الفترة التي قضاها زميل آخر لحق بها بعد نحو قرن، وكان من أشهر خريجي الجامعة، وهو نيكولاس كوبرنيكوس، الذي انضم إلى مجموعة عام 1492، وربما يشتهر كوبرنيكوس، الذي يعد مؤسس علم الفلك الحديث، بكونه أول من يؤكد أن الأرض تدور حول الشمس، وهو استنتاج توصل إليه أثناء دراسته في الجامعة، ولم ينشره إلا قبل وفاته ببضعة أشهر خوفاً من الإعدام حرقاً على العمود. من الطلبة الآخرين المميزين كارول فويتيالا، والذي يعرف باسم البابا يوحنا بولس الثاني، الذي درس في قسم فقه اللغة التاريخي والمقارن بالجامعة.