ألمانيا تدعم حارس بن لادن الشخصي بـ1000 جنيه إسترليني شهرياً

حارس بن لادن الشخصي (صحيفة «إيفينينغ ستاندرد»)
حارس بن لادن الشخصي (صحيفة «إيفينينغ ستاندرد»)
TT

ألمانيا تدعم حارس بن لادن الشخصي بـ1000 جنيه إسترليني شهرياً

حارس بن لادن الشخصي (صحيفة «إيفينينغ ستاندرد»)
حارس بن لادن الشخصي (صحيفة «إيفينينغ ستاندرد»)

اعترفت السلطات الألمانية بأنها تدفع شهرياً منحة مالية تقدَّر بنحو 1000 جنية إسترليني لحارس أسامة بن لادن الشخصي.
وحسب صحيفة «إيفينينغ ستاندرد»، فإنه رغم تصنيف الرجل على أنه «عنصر خطير»، فإن السلطات تقول إن الرجل، المعروف باسم «سامي.أ»، لا يمكن إعادته إلى وطنه التونسي لأن نسبة تعرضه للتعذيب مرتفعة للغاية.
وتدفع ولاية شمال الراين – وستفاليا، 1168 يورو (1020 جنيهاً إسترلينياً) شهرياً لكلٍّ من سامي، وزوجته وأطفاله الأربعة.
وكانت إحدى المحاكم في مونستر قد وصفت سامي (42 عاماً)، بأنه «عنصر خطير جداً ويهدد السلامة العامة»، رافضة طلبه اللجوء لألمانيا.
لكن المحكمة العليا قضت بعدم جواز ترحيل سامي إلى بلده، خوفاً من تعرضه للتعذيب.
وكان سامي قد جاء إلى ألمانيا كطالب في عام 1997، وبعد ذلك ذهب إلى أفغانستان للتدرب في معسكر للإرهاب، وأصبح حارساً شخصياً لابن لادن، زعيم تنظيم القاعدة ومدبر هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 في الولايات المتحدة.
وتم الكشف عن هذه المنحة المالية في البرلمان الألماني بعد طرح سؤال عنها من قِبل حزب البديل المناهض للهجرة.
وتعليقاً على هذه القضية، قال إيكهارت ريبيرغ، من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تتزعمه المستشارة أنجيلا ميركل: «يتم استغلال قانون اللجوء الألماني بلا خجل».
وأوضحت صحيفة «إيفينينغ ستاندرد»، أن بما أنه لم تكن هناك دولة أخرى مستعدة لاستقبال سامي، فيبدو أنه سيظل في ألمانيا إلى أجل غير مسمى، رغم أن أجهزة الأمن ما زالت تعتبره خطراً، حيث إنه يخضع للمراقبة منذ عام 2006 تقريباً.



«الزامبو» أحد أغرب المهرجانات في المنطقة العربية

الأطفال يحبون الزامبو (إنستغرام)
الأطفال يحبون الزامبو (إنستغرام)
TT

«الزامبو» أحد أغرب المهرجانات في المنطقة العربية

الأطفال يحبون الزامبو (إنستغرام)
الأطفال يحبون الزامبو (إنستغرام)

كما كل سنة، احتفلت مدينة الميناء في طرابلس، شمال لبنان، بواحد من أغرب المهرجانات التي يمكن أن تراها على الإطلاق. مهرجان «الزامبو» السنوي الذي يخرج له الأهالي في صباح الأحد الذي يسبق صيام الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي.

الزامبو واحد من أغرب المهرجانات في المنطقة العربية (إنستغرام)

تجمّع صباح الأحد، عشرات المشاركين في شوارع الميناء، وقد ارتدوا الأقنعة أو رسموا وجوههم بالأسود والذهبي والفضي والأصفر، وما بدا لهم من الألوان. بعض المشاركين قرروا أن يطلوا أجسادهم أيضاً، ويزينوها كأنها لوحات، رغم البرد والحرارة المتدنية، وساروا في الأزقة، يتبعهم الأولاد، ويلحق بهم السياح الذين جاءوا خصيصاً لحضور هذا العرض العفوي الشعبي، الذي توارثه أهالي هذه المدينة الساحلية، منذ أكثر من مائة سنة.

وبصحبة الموسيقى، وصيحات زامبو... زامبو... سار الموكب، وهو يكبر، وتنضم إليه مجموعات جديدة، كلما مرّ في حيّ يتبعه الأهالي، بينما المتنكرون يضعون على رؤوسهم الريش كالهنود الحمر، أو القبعات الغريبة. وقد تظن أن المحتفلين آتون من إحدى دول أميركا اللاتينية، وهم يرقصون على قرع الطبل الذي يرافقهم، ويحملون بأيديهم السيوف والرماح، ويرددون كلمات أفريقية.

الريش جزء مهم من أدوات الاحتفال (إنستغرام)

وهو بحق مشهد للفرجة، ويستحق هذا التوافد من أماكن مختلفة لحضور طقس، من الصعب رؤيته في أي مكان آخر، في المنطقة العربية، علماً بأنه محلي، من صلب بيئة المدينة، وإرث جميل تتناقله الأجيال وتحرص عليه.

وبعد انتهاء الجولة الاحتفالية السنوية التي تنتظرها طرابلس من سنة إلى أخرى، وصل ركب المتنكرين إلى شاطئ البحر كما تجري العادة، وقفزوا في الماء، وسط ذهول السياح الذين يرون أن الحرارة أبرد من أن تحتمل الأجساد السباحة. لكن لحسن الحظ كان الجو مشمساً، ولا بد مهما كانت الحرارة، أن يرمي هؤلاء المحتفلون أنفسهم في البحر، ويغسلوا وجوههم وأجسادهم من رسومات الفحم والألوان التي تزينوا بها، ليعودوا وكأنما تطهروا، ليبدأوا موسم الصوم.

وإن أحببت معرفة أصول هذا المهرجان ومتى ولد، فستجد صعوبة في ذلك. إذ تتعدد الروايات حول تاريخ ولادته، أو سبب وجوده أصلاً. وثمة إجماع على أن هذا الطقس السنوي يعود لأكثر من مائة سنة، وكان يقوم به عدد محدود من الناس، لا يتجاوز العشر في بعض السنوات، يجوبون الأزقة والأحياء، وهم متنكرون. وكان يحدث هذا يوم الاثنين، وربما بسبب وقوع العطلة يوم الأحد تم تغيير يوم الاحتفال.

الأجساد تتحول إلى لوحات (إنستغرام)

وما يرويه الأهالي هنا أن المهرجان ولطرافته، خصوصاً بعد انتهاء الحرب الأهلية في بداية التسعينات، أخذ شكلاً مرحاً واحتفالياً، وأحبه الناس، وباتوا يتجمعون بشكل أكبر من أجله، إلى أن ذاع صيته، وبات السياح يتقصّدون وجودهم مع موعده ليستمتعوا برؤيته.

ويقول البعض إنه يرمز إلى الانتقال من الوثنية إلى المسيحية. ويتحدث آخرون عن أنه مهرجان حمله معهم المغتربون اللبنانيون الذين هاجروا إلى البرازيل وعادوا، وأحبوا أن يعيشوا تلك الأجواء التي عرفوها هناك. وثمة رواية أخرى تقول إن الجالية اليونانية التي جاءت لتعيش في الميناء هي التي جلبت «الزامبو» وعاداته معه. أما الرواية الأخيرة فهي أن القوة السنغالية التي كانت مع جيش الانتداب الفرنسي تركت عاداتها واحتفالها في هذه المنطقة الحميمة من طرابلس على شاطئ البحر. ومن بين الحكايا أيضاً أن أهالي الميناء كانوا مولعين بالأفلام السينمائية، وكانت لهم صالات بالعشرات تعرض الأفلام، وأنهم ربما تحت تأثير شرائط الكاوبوي بدأوا يقيمون هذا الطقس، الذي كبر بمرور الوقت، واكتسب أهمية.

وأياً تكن الجذور، فإن أهالي الميناء احتفلوا الأحد بمهرجانهم الأثير، ورقصوا وابتهجوا وسبحوا، وبدأوا صومهم الذي يتزامن هذه السنة مع شهر رمضان المبارك للمسلمين. ولم تعد الكنيسة تتحسس من هذا الاحتفال الذي لا علاقة له بالدين، ولا بالعبادات، وإنما هو مرح وفرح وضحك ورقص وموسيقى، وإن كان تم توقيته قبيل الصوم الكبير الذي يبدأ يوم الاثنين لدى الطوائف المسيحية.