اشتباكات في الجامعات.. وطلاب الهندسة يعتصمون بـ«جامعة القاهرة»

اشتباكات في الجامعات.. وطلاب الهندسة يعتصمون بـ«جامعة القاهرة»
TT

اشتباكات في الجامعات.. وطلاب الهندسة يعتصمون بـ«جامعة القاهرة»

اشتباكات في الجامعات.. وطلاب الهندسة يعتصمون بـ«جامعة القاهرة»

شهدت الجامعات المصرية أمس مظاهرات نظمها طلاب جماعة الإخوان المسلمين، للمطالبة بتوقف الدراسة وتأجيل امتحانات الفصل الدراسي الأول، وعودة شرعية الرئيس السابق محمد مرسي، والإفراج عن الطلاب المقبوض عليهم في الأحداث التي شهدتها البلاد أخيرا.
وأسفرت تحركات طلاب «الإخوان» داخل عدد من الجامعات عن وقوع اشتباكات عنيفة بـ«المولوتوف والشماريخ وقنابل الغاز» في جامعة الأزهر، وإصابة العشرات في جامعة المنصورة وكفر الشيخ، فيما قال مسؤول في مجلس الوزراء المصري لـ«الشرق الأوسط» إن «الجامعات سوف تتصدى بحزم لأي محاولات تستهدف سلامة الطلاب وأمن منشآتها»، لافتا إلى أنه «سيجرى اتخاذ قرارات رادعة تصل إلى حد الفصل مع الطلاب المخالفين لقرارات الجامعات والمتجاوزين في التظاهرات»، مؤكدا أنه «لا توجد نية مطلقا لتوقف الدراسة أو تأجيل الامتحانات».
يأتي هذا في وقت واصل فيه طلاب كلية الهندسة بجامعة القاهرة اعتصامهم لليوم الثاني على التوالي أمس (الأحد)، احتجاجا على مقتل «طالب الهندسة» وإقرار قانون التظاهر.. وهو ما يسبب حرجا للسلطات لأنه أول اعتصام سياسي منذ فض اعتصامين لأنصار الرئيس المعزول في أغسطس (آب) الماضي، اللذين استمرا لنحو 47 يوما، مما تسبب في موجة من العنف خلفت مئات القتلى.
ونظم الطلاب في مختلف الجامعات أمس مسيرات داخل جامعاتهم للتعبير عن مطالبهم، بينما نظم الطلاب المستقلون مظاهرات رافضة لـ«الإخوان»، رافعين صور الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع.
ورفض طلاب كلية الهندسة محاولات إدارة جامعة القاهرة أمس لفض اعتصام بدأوه أول من أمس، للمطالبة بإعلان نتائج تحقيقات النيابة العامة في مقتل الطالب محمد رضا، الذي قتل خلال فض مظاهرات رافضة لقانون التظاهر. كما طالبوا بإلغاء قانون التظاهر الذي فرضته السلطات في مصر للحد من المظاهرات اليومية التي تشهدها البلاد منذ عزل مرسي.
ونصب طلاب الهندسة الخيام داخل حرم الكلية وأغلقوا أبوابها، وكتبوا عليها عبارات تشير إلى توقف الدراسة، ووجهوا دعوة لأعضاء هيئة التدريس للمشاركة في الاعتصام.
من جهته، قال مصدر مسؤول في جامعة القاهرة لـ«الشرق الأوسط» إنه «حتى الآن لا توجد أي إجراءات من قبل الجامعة ضد هؤلاء الطلاب»، نافيا وجود توجه لفض الاعتصام بالقوة.
في غضون ذلك، أبدى رئيس الوزراء المصري حازم الببلاوي مرونة بشأن تعديل مشروع قانون تنظيم الحق في التظاهر، بعد انتقادات واسعة وجهت للمشروع، وعقد الحكومة، ممثلة في أحمد البرعى وزير التضامن الاجتماعي، اجتماعا أمس مع اللجنة المشكلة من جبهة الإنقاذ الوطني لصياغة تعديلات «قانون التظاهر»، تمهيدا للتوافق قبل رفع التعديلات الجديدة إلى الرئيس عدلي منصور نهاية الأسبوع الحالي.
وأوضح وحيد عبد المجيد، المتحدث الرسمي باسم «الإنقاذ»، أن القوى الوطنية المشاركة في وضع رؤية لتعديل قانون التظاهر ما زالت تبحث الوصول لصيغة توافقية تحظى بموافقة القوى السياسية والثورية ومنظمات المجتمع المدني والمجلس القومي لحقوق الإنسان، مشيرا إلى أن اللجنة تعقد اجتماعات بصفة دورية بهدف إنجاز مشروع تعديلات القانون في أسرع وقت.
من جهة أخرى، زاد طلاب «الإخوان» من تحركاتهم أمس داخل الجامعات في عدة مدن بالبلاد التي تشهد اضطرابات سياسية منذ عزل مرسي. وتحولت مظاهرة لطالبات وطلاب جامعة الأزهر إلى اشتباكات عنيفة، رشقت خلالها الطالبات والطلاب قوات الأمن بالحجارة، في أعقاب منعهم من تنظيم مسيرة خارج الجامعة إلى ميدان رابعة العدوية، الذي شهد فض اعتصام لأنصار مرسي، فيما اقتحم عشرات الطلاب مبني جامعة المنصورة، وأسفر ذلك عن إصابة العشرات وإحراق سيارة شرطة.
وكان المئات من طلاب وطالبات «الإخوان» بجامعة الأزهر حاولوا اقتحام مبنى إدارة الجامعة، وقطعوا شارع عبد العزيز المنشاوي المواجه لمبنى الجامعة في حي مدينة نصر (شرق القاهرة)، واشتبكوا مع الأمن الإداري للجامعة بالحجارة، فيما خرج عدد من الطلاب أمام المدينة الجامعية لجامعة الأزهر للبنين في مظاهرة قطعت الشارع المار من أمامها بالحي السادس، مما استلزم تدخل الشرطة. وقال طلاب الأزهر لـ«الشرق الأوسط» إن «قوات الأمن اقتحمت المدينة الجامعة وأطلقت قنابل الغاز والخرطوش.. وقد أصيب طالب في عينه»؛ لكن مصدر أمني نفي ذلك، وقال إن «الطلاب والطالبات اعتدوا على أعضاء هيئة التدريس، وأغلقوا جميع البوابات المؤدية إلى الجامعة، وتظاهروا خارج المدينة.. وجرى تفريقهم بقنابل الغاز فقط».
وشهدت جامعة المنصورة بدلتا مصر مظاهرات لطلاب «الإخوان»، حدثت خلالها مناوشات بينهم وبين معارضيهم، وأشعل الطلاب النار في سيارة شرطة. وحدثت حالة من الكر والفر وسط قيام الطلاب بالاعتداء على قوات الأمن الموجودة بالحجارة، فردت قوات الأمن بقنابل الغاز.
وفي جامعة القاهرة، نقل طلاب «الإخوان» مظاهراتهم من داخل الحرم الجامعي إلى أمام البوابة الرئيسة للجامعة، وقطعوا شارع النهضة. كما قطع الطلاب بجامعة أسيوط بصعيد مصر الطرق المؤدية إلى الجامعة بالحجارة والمتاريس الخاصة بالمرور.
من جانبه، أكد المصدر المسؤول في مجلس الوزراء أن «تنظيم الأمور داخل الجامعات يشغل الحكومة الحالية»، رافضا الاعتداء على أعضاء هيئة التدريس.

في سياق آخر، قرر أمس المستشار هشام بركات، النائب العام المصري، إحالة 21 متهما؛ بينهم ثمانية طلاب بجامعة الأزهر، إلى محكمة الجنح، لاتهامهم بالتظاهر ومحاولة اقتحام مقر مشيخة الأزهر في الأحداث التي وقعت أثناء مظاهرات الطلبة اعتراضا على حكم صدر بإدانة زملاء لهم بالسجن 17 عاما لاقتحامهم المشيخة في المرة الأولى.
وأسندت النيابة العامة إلى الطلاب، وبينهم متهم تركي الجنسية، ارتكابهم جرائم قطع الطريق العام، والتعدي على موظفين عموميين، وإعاقة حركة المرور، والتجمهر، وتخريب وإتلاف ممتلكات عامة عمدا.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.