هيئة الانتخابات التونسية تحدد شروط مشاركة العسكريين في اقتراع البلديات

ملصقات انتخابية في العاصمة التونسية (رويترز)
ملصقات انتخابية في العاصمة التونسية (رويترز)
TT

هيئة الانتخابات التونسية تحدد شروط مشاركة العسكريين في اقتراع البلديات

ملصقات انتخابية في العاصمة التونسية (رويترز)
ملصقات انتخابية في العاصمة التونسية (رويترز)

أكد محمد التليلي المنصري، رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، على أهمية تصويت أفراد الأمن والجيش للمرة الأولى في الانتخابات البلدية يوم 29 أبريل (نيسان) الحالي. وتحدث عن ثلاثة شروط أساسية هدفها إنجاح مشاركتهم في هذا الاستحقاق الانتخابي، وهي تتمثل في عدم استعمال الحبر الانتخابي بالنسبة إليهم حتى لا تتخذ العملية بُعداً أمنياً يتم من خلاله فرز الأمنيين والعسكريين الذين شاركوا في الاقتراع، وعدم تعليق سجلات الناخبين من الأمن والجيش في مراكز التصويت حتى لا تكون في مرمى التنظيمات الإرهابية وخلاياها النائمة التي قد تستغلها لغايات إرهابية، علاوة على شرط عدم فرز أصوات الأمنيين عند انتهاء عمليات تصويتهم، يوم الأحد المقبل، وإرجاء عملية الفرز إلى السادس من مايو (أيار) حتى يكون الفرز موحداً مع المدنيين.
ودعا التليلي قوات الأمن والجيش إلى المشاركة الكثيفة في الانتخابات، مشيراً إلى التحضير لفتح نحو 359 مكتب اقتراع أمام الناخبين العسكريين والأمنيين. وقال إن بعض الدوائر البلدية لم يتقدم فيها سوى ناخبين اثنين ومع ذلك أصرت هيئة الانتخابات على فتح مكاتب اقتراع فيها في محاولة لـ«إرساء دعائم المشاركة الديمقراطية» في الانتخابات، على حد تعبيره.
وبشأن من سيتولى تأمين صناديق الاقتراع خلال يوم تصويت الأمنيين والعسكريين، قال التليلي إن صناديق الاقتراع يتم تأمينها لدى الهيئات الفرعية للانتخابات تحت حماية المؤسسة الأمنية والعسكرية نفسها، وسيتم الاحتفاظ بصناديق الاقتراع في مكتب يكون مفتاحه بحوزة رئيس الهيئة الفرعية للانتخابات والمنسق الجهوي للإدارة الفرعية للانتخابات، وسيبقي الطرفان على الصناديق مغلقة بأقفال مرقّمة ومدوّنة في محاضر.
وتدور هذه المشاركة الأولى لقوات الأمن والجيش في الانتخابات البلدية في ظل دعوة النقابة التونسية لقوى الأمن الداخلي (واحدة من بين ثلاث نقابات أمنية) منخرطيها الذين يمثّلون غالبية الناخبين من قوات الأمن والجيش المسجلين في قوائم الانتخابات البلدية، إلى عدم المشاركة في عملية التصويت. وتفيد تقديرات رسمية بأن عدد قوات الأمن والجيش في تونس يبلغ نحو 100 ألف عنصر، ولكن الأمنيين والعسكريين الذين سجلوا أسماءهم ويحق لهم التصويت يُقدّر عددهم بأكثر من 36 ألفاً، من بين أكثر من خمسة ملايين ناخب تونسي. وبررت نقابة قوى الأمن دعوتها إلى عدم المشاركة في الاقتراع بحرمان أفراد الأمن والجيش من الحق في حضور الاجتماعات التي ينظمها المرشحون والتعرف على برامجهم وتمكينهم من حقوق انتخابية كاملة. وانتقد رياض الرزقي، عضو النقابة التونسية لقوات الأمن الداخلي، لجوء الأحزاب السياسية إلى التصديق على مشاركتهم في الانتخابات لأغراض «تخدم مصالحهم»، في إشارة إلى حاجة الطبقة السياسية إلى أصوات الأمنيين فقط وعدم اقتناعها بحقهم في «المشاركة السياسية الكاملة».
وفي رده على هذه الدعوة لمقاطعة الانتخابات البلدية، أكد محمد التليلي المنصري، رئيس هيئة الانتخابات، على ضرورة إنجاح أول مشاركة للأمنيين والعسكريين ووعد برفع توصية إلى البرلمان التونسي بضمان مشاركة كاملة لهم خلال الانتخابات البلدية التي ستجري بعد خمس سنوات من الآن.
وسلّط القانون الانتخابي التونسي عقوبات تصل إلى حد العزل عن العمل في حال ثبوت مشاركة أحد عناصر الأمن أو الجيش في اجتماع مع مرشحين يمثلون أحزاباً سياسية أو مسجلين في القوائم الانتخابية سواء كانت ائتلافية أو مستقلة.
من ناحية أخرى، دعا رياض الشعيبي، رئيس حزب «البناء الوطني» المعارض، كل المنظمات التونسية الموقعة على وثيقة قرطاج التي انبثقت عنها حكومة الوحدة الوطنية التي يقودها يوسف الشاهد، إلى الانسحاب من هذه الوثيقة بهدف «رفع الغطاء عن سياسات الحكومة الفاشلة والتموقع حيث الخيارات الوطنية والاجتماعية». وتضم قائمة المنظمات التي دعاها حزب «البناء» إلى الانسحاب، الاتحاد العام التونسي للشغل (نقابة العمال) والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة (مجمع رجال الأعمال) والاتحاد الوطني للفلاحة والصيد البحري (نقابة الفلاحين) والاتحاد الوطني للمرأة التونسية (منظمة نسائية مستقلة). وفي هذا الشأن، قال الشعيبي لـ«الشرق الأوسط» إن المعركة في تونس تدور ضد «السياسات الليبرالية المجحفة للسلطة»، وهي تستدعي تجميع «كل القوى الاجتماعية الحية، أحزاباً ومنظمات، لخوضها في صف واحد بتعميق الوعي بخطورتها، والنضال الميداني ضد أي محاولة لفرضها»، في إشارة إلى «الإصلاحات الاقتصادية الكبرى» التي انطلقت الحكومة في تنفيذها تلبية لتوصيات صندوق النقد الدولي. وحمل حكومة الشاهد مسؤولية الأزمة التي يعيشها قطاع التعليم، واستمرار تعطل الدروس بالمعاهد لمدة قاربت الأسبوع في سابقة بتونس.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.