واشنطن تدشن مشروع بناء مجمع قنصلي جديد في أربيل

سيكون الأكبر من نوعه لأميركا في العالم وبكلفة 600 مليون دولار

صورة من شركة «إي واي بي» للاستشارات المعمارية تظهر انطباع فنان عن مدخل القنصلية الأميركية الجديدة في أربيل
صورة من شركة «إي واي بي» للاستشارات المعمارية تظهر انطباع فنان عن مدخل القنصلية الأميركية الجديدة في أربيل
TT

واشنطن تدشن مشروع بناء مجمع قنصلي جديد في أربيل

صورة من شركة «إي واي بي» للاستشارات المعمارية تظهر انطباع فنان عن مدخل القنصلية الأميركية الجديدة في أربيل
صورة من شركة «إي واي بي» للاستشارات المعمارية تظهر انطباع فنان عن مدخل القنصلية الأميركية الجديدة في أربيل

بحضور رئيس حكومة إقليم كردستان العراق والسفير الأميركي دوغلاس سليمان، دشن أمس مشروع بناء مجمع جديد للقنصلية الأميركية في أربيل لتصبح أكبر قنصلية لواشنطن في العالم وبكلفة 600 مليون دولار.
وخلال مراسم التدشين، قال رئيس وزراء إقليم كردستان في كلمة إن «هذا المشروع يدل على ثقة الولايات المتحدة بحاضر ومستقبل إقليم كردستان المشرق، كما يوضح رغبة الولايات المتحدة في تعزيز علاقاتها مع إقليم كردستان». وحسب شبكة «رووداو» الإعلامية، دعا بارزاني جميع دول الجوار والدول الإقليمية والعالم للحذو حذو الولايات في إنشاء مجمعات دبلوماسية في أربيل.
وأضاف نيجيرفان بارزاني أن شعب وحكومة إقليم كردستان شركاء لأميركا والعالم المتقدم في «الإيمان بنفس قيم الحرية، الديمقراطية، حقوق الإنسان، التعددية، الانفتاح، التعايش، تطوير وتنمية قدرات النساء والشباب، السوق الحرة وكل القيم والأسس التي بني عليها العالم المتقدم ويعمل من أجلها». وأشار إلى دور البيشمركة وقتالهم إلى جانب الجنود والضباط الأميركيين والحلفاء ضد الإرهاب، ودفاعاً عن تلك القيم، وبارك للبعثة الدبلوماسية الأميركية هذه الخطوة، كما ثمن الدعم العسكري والإنساني الذي قدمته أميركا لإقليم كردستان، معبراً عن أمله في أن «تحذو كافة الدول الجارة والإقليمية والعالم حذو أميركا وتنشئ بنايات ومجمعات لبعثاتها الدبلوماسية في إقليم كردستان» من أجل علاقات وتعاون وتنسيق أفضل «في إطار العراق الاتحادي».
من جانبه، قال السفير الأميركي في العراق: «إلى جانب أن أميركا تنظر باهتمام لإقليم كردستان، فإن هناك برنامجاً في إطار القنصلية لمساعدة حكومة إقليم كردستان وتعزيز الإدارة المالية والخدمة العامة، وكونوا على ثقة بأن هذا التقدم سيتواصل». وأشار سليمان إلى أن «القنصلية ستصبح نقطة مهمة في قطاع الاستثمار، كما سنواصل تقديم الإمدادات في المجالات الثقافية والتربوية».
وسيقام المجمع، الذي تتولى شركة «إي واي بي» أعداد التصاميم الإعمارية له، على مساحة 200 ألف مترب مربع على طريق أربيل - شقلاوة. وستقوم شركات بناء أميركية بالتعاون مع أخرى محلية ببنائه.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».