مشروع قرار أميركي في مجلس الأمن يطالب البوليساريو بالانسحاب من المنطقة العازلة

TT

مشروع قرار أميركي في مجلس الأمن يطالب البوليساريو بالانسحاب من المنطقة العازلة

يرتقب أن يصوّت مجلس الأمن غداً الأربعاء على مشروع قرار يمدد لـ12 شهراً مهمة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية («مينورسو») مع مطالبة جبهة البوليساريو بـ«الانسحاب فوراً» من المنطقة العازلة في الصحراء و«الامتناع» عن اتخاذ «أي إجراءات مزعزعة للاستقرار» في المنطقة. ويدعو مشروع القرار الأطراف إلى استئناف المفاوضات «من دون شروط مسبقة وبحسن نية» من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من المغرب والبوليساريو ينص ﻋﻠﻰ حق تقرير المصير لشعب الصحراء، مطالباً الدول المجاورة بـ«زيادة مشاركتها» في عملية التفاوض.
وبموجب مشروع القرار الذي وزعته البعثة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة أولاً على «مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية» المؤلفة من فرنسا وبريطانيا وروسيا وإسبانيا، فضلاً عن الولايات المتحدة، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، يجدد مجلس الأمن تفويض «مينورسو» حتى 30 أبريل (نيسان) 2019، مع التشديد على «الحاجة إلى إحراز تقدم في اتجاه حل سياسي ثابت وعملي وواقعي لمسألة الصحراء الغربية». ويؤكد المشروع أن هناك «حاجة إلى احترام تام للاتفاقات العسكرية التي جرى التوصل إليها مع بعثة (مينورسو) لجهة وقف النار»، ويدعو الطرفين إلى «الامتثال الكامل لهذه الاتفاقات»، مع تعبيره عن «القلق من وجود جبهة البوليساريو في الشريط العازل (المنطقة العازلة) في الكركرات» ودعوته إلى «انسحابها الفوري». كذلك يعبّر مشروع القرار عن «القلق بشأن إعلان جبهة البوليساريو عزمها على نقل المهام الإدارية إلى بير لحلو» في المنطقة العازلة في الصحراء، مطالباً إياها بـ«الامتناع عن اتخاذ أي إجراءات مزعزعة للاستقرار مثل هذه (الخطوة)». وإذ يسلّم بأن «الأزمة الأخيرة في الشريط العازل في الكركرات تطرح تساؤلات أساسية ذات صلة بوقف النار وما يتصل به من اتفاقات لا تزال قائمة»، يشدد على «أهمية التزام الأطراف بمواصلة دفع العملية السياسية استعداداً لجولة خامسة من المفاوضات»، مشيراً إلى «تأييده التوصية الواردة في التقرير المؤرخ في 14 أبريل (نيسان) 2008 بأن الواقعية وروحية المساومة أساسية من الأطراف لإحراز تقدم في المفاوضات»، علما بأنه «يشجع الدول المجاورة على تقديم مساهمات مهمة في هذه العملية».
وبموجب مشروع القرار الذي يرتقب توزيعه رسمياً على بقية أعضاء مجلس الأمن اليوم الثلاثاء والتصويت عليه غداً الأربعاء، يدعو المجلس الطرفين إلى «إبداء الإرادة السياسية والعمل في مناخ ملائم للحوار من أجل استئناف المفاوضات، وتالياً ضمان تنفيذ القرارات 1754 و1783 و1813 و1871 و1920 و1979 و2044 و2099 و2152 و2218 و2285 و2351 من أجل نجاح المفاوضات». ويؤكد «دعمه الكامل» لنية الأمين العام أنطونيو غوتيريش ومبعوثه الشخصي إلى الصحراء الغربية هورست كولر «إيجاد حل لمسألة الصحراء الغربية في هذا السياق لإعادة إطلاق عملية المفاوضات بدينامية جديدة وروحية جديدة تفضي إلى استئناف عملية سياسية بهدف التوصل إلى حل سياسي مقبول من الطرفين، مما يضمن حق تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية في سياق ترتيبات تتمشى ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة ومقاصدها». وكذلك يدعو الأطراف إلى «استئناف المفاوضات برعاية الأمين العام من دون شروط مسبقة وبحسن نية، مع مراعاة الجهود التي بذلت منذ عام 2006 والتطورات اللاحقة، بهدف إحراز حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين، ينص ﻋﻠﻰ حق تقرير المصير لشعب اﻟﺼﺤﺮاء الغربية اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ في سياق ترتيبات تتفق مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة ومقاصده»، داعياً كذلك الدول المجاورة إلى «تقديم مساهمات مهمة للعملية السياسية وزيادة مشاركتها في عملية التفاوض». وكذلك يدعو الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى «تقديم المساعدة المناسبة لهذه المحادثات». ويطلب من الأمين العام أن «يقدم إحاطة إلى مجلس الأمن على أساس منتظم، مرتين على الأقل في السنة، عن حال هذه المفاوضات والتقدم المحرز برعايته، وحول تنفيذ هذا القرار والتحديات التي تواجه عمليات (مينورسو) والخطوات المتخذة لمعالجتها». ويطلب من الأمين العام أن يقدم تحديثاً لمجلس الأمن بشأن السبل التي يتقدم بها المبعوث الشخصي في اتجاه حل سياسي مقبول من الطرفين.



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.